اقتباس لذيذ

1.4K 71 16
                                    

جالسة على الأريكة تُطالع السقف خلفها تسأل نفسها إلى متى ، إلى متى ستظل تلك حياتها ، دماء هنا و هناك ، أطفال سُلبت أحقيتهم في العيش على يدها ، سوء قلبها في تعمدها لقتل براءة من كانت صغيرة مثلهم في يوم من الأيام تكرهه ما يفعلوه بها و ما أُجبرت هي على فعله ، شهيق وزفير وعقل يعمل ليلًا نهارًا دون توقف ولكن دون جدوى أيضًا فقد قامت لتجلب الحاسوب الخاص بها ، حركات سريعة بأنامل يدها عليه تتسائل من هو رماح المامني الذي تتصيد له الطاولة بالموت ، تطلعت له لحظات وسرحت في خيالها تتأمله وكأنها تحفظ وجهه الذي سيكون ضحيتها ، جلبت مقطع بينه وبين أحد الصحافين ، بدأت تتابع بتركيز طريقة حديثه و لاباقته في الحوار ، ضحكة سخرية وتناولت هاتفها تضغط بعض الأرقام المصرية ،  أتاها صوت يتحدث ضاحكًا
-(نبض تتصل بي ! يبقى حد هيموت في مصر)

زفرت بضيق وقالت بلكنتها المصرية المتقطعة ، و التي جاهدت سنواتها للحفاظ عليها
-(أسمع أنا مش عندي وقت أضيع عليك ، أنا عاوز تدخل على السيستم جيب معلومات عن رماح المامني وفي أسرع وقت ممكن )

قهقه الطرف الآخر قائًلا بصدمة كست ملامح وجهه
-(نبض أنتِ بتهزري رماح المامني مستحيل ، صعب جدًا توصليله)

ضغطت على أسنانها بعصبية مفرطة ، ففي قموسها لا يوجد مستحيل ، فطالما عاندت أيرلا الظروف و حياتها وتمردت لتفعل كل ما يعجز عنه من حولها حفاظًا على حياتها ، تمالكت أعصابها وقالت بثبات
-(أنت مش تقلق دماغك حبيبي أنا أقدر أعمل اللي عقلك مش يتخيله ، أنا فاتح لاب دلوقتي مستني)

تنهد الآخر بيأس فلم ينجح مرة في أرجاع أيرلا عن قرار تتخذه ، خصوصًا لو كان ذلك القرار يخص طاولة المافيا المنضمة لها ، ورغم قدرتها على عدم تنفيذ أي مهمة لا تريدها ولكنها لم تفعل ، بدأت أنامله تسير على حاسوبه بحركات متقنة ، دقائق حتى أخذت ما تريده مع ابتسامه شيطانية ، ابتسمت وقالت بتنهيدة مستريحة
-(شكرًا شريف ، أنا من غيرك مش عارف كنت هعمل أيه)

ابتسم على الناحية الأخرى مهمهًا بسرور فتسائلت بنبرة  مترددة يتآكلها الندم
-(شريف فيروزة عامل أيه ، هي خاصتمني لما اتصلت علي وانا مش ....)

قاطعها مطمئنًا وبلهجة حاول بها أن يُذيب مخاوفها
-(نبض فيروزة في مصر وسطنا متقلقيش عليها خالص ، أنتِ ركزي في حياتك  وخلصي نفسك من الورطة اللي أنتِ فيها ،  أنتِ عارفة فيروز قلبها قلب خساية يومين وهترن عليكِ تاني)

مسحت عبارتها العالقة متأثرة بحديثة عن أختها والذي لم تفهم مزحته ولكنها أدركت أنه يقول شيئ ليس سيئًا ، ابتسمت مرة أخرى وقالت قبل أن تغلق الهاتف بنبر باردة وكأنه لم يحزن قلبها منذ قليل بلكنتها الإنجليزية

-(لا أعرف كيف سأوفيك حقك يا شريف ، ولكن أعرف أني لن أرحل من هذا العالم إلا وقد فعلت)

أغلقت الهاتف و عاودت النظر لحاسوبها تُحادثه وكأنه يجلس أمامها

-(لا أرغب في قتل شاب وسيم مثلك لا يمتلك سوى أخيه وخالته ولكن صدقني لو كنت مكاني لكنت فعلت حتى تحافظ على مكانتك وسط هؤلاء الوحوش)

طالعته بضع من الوقت بشرود قم أغلقته بعدها ووقفت ثابته بجسد ممشوق وكأنها لم تفعل أي شيئ منذ قليل.

فوت وقولوا رأيكم ومتوقعين أيه هيحصل بين الجميل و الوحشة 💥 لأننا عكسنا القصة المرادي. 💚

#المرأة_المافيا🔥

المرأة المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن