تطلَّعت إليه بأعين كارهـة مُـحتقرة عقب سماعها طلبـه الأخيـر بينما هو يقف قِـبالتها بكُل أريحيـة مُنتظـرًا ردها الذي استشـعره من نظراتها تلك ، حـرَّك مقلتيه بمَـلل وأردف : " هتفضلي تبصيلي كده كتيـر ! عاوز أسمع ردك "
عقَّـدت حاجبيها بضيق نافرة من عنجهيته التي لم تتغيَّـر تلك وأردفت بجفاء : " رد أيه ! أنت مصدق نفسك ! ليك عين أصلاً تطلب حاجه زي دي ! أنا لا يمكن أرجع لك لو على موتي ولا يمكن أعيش معاك لحظته تانيه "
رفع إحدى حاجبيها وأردف بسُـخرية : " أحنا ملحقناش نعيش مع بعض عشان تتكلمي الكلام ده "
تعالت أنفاسها عقب حديثه ورده المُستفز ليتوالى عليها شريط من الذكريات السوداء ليزداد حنقها منه ، اقتربت منه تلكمه في صدره لكمات مُـتتالية تحت أنظاره المتعجبة بينما يستمع إلى صراخها المستمر وهو ينظر داخل عينيها الملتمعة من الدموع : " أنا مستحيل أرجع لك فاهم ولا لا ، والأحسن تطلقني بدل ما أرفع عليك قضية الخلع التالته ، ورحمة أمي لأدفعكم التمن غالي على اللي عملتوه فيا وأخليكم تتمنوا الموت كل ثانيه ! "
اتسَـعت عينيه والدهشـة تعتلي ملامحه من شراستها الغير معـهودة ، لا يُـصدق أنها نفسها الفتاة التي تزوَّجـها مُـنذ عامين قبض بكفيه على يديها التي تلكُـمه وهتف بنبـرة خالية : " أنتي أيه اللي عمل فيكي كده ! أيه اللي غيرك بالشكل ده ! حصل أيه وأنا مش موجود ! "
اندلعت الدماء داخل عروقها وهو يتظـاهر بجهله التام عن ما تعرَّضت له لتهتف بغضب : " أنت أول واحد هدفعك التمن ، هخليك تلعن اليوم اللي عرفتني فيه "
عـلم أن ثورتها لن تهـدأ لذلك قرر التزام الهـدوء وأردف بعنجهـيَّته المُـعتادة : " على العموم اللي عندي قولته وأنا بدأت معاكي بشكل مُتحضر زي باقي ال...
قاطعته باندفاع وهتفت : " لا وانت تفهم في التحضر أوي ! يا عديم الرجوله والنخوه ! "
عـند هذا الحديث لم يتمالك نفسه وضرب بقبضته فوق سطح المكتب لتنتفض هي في وقفتها على فعلته واستمعت إليه يُردف من بين أسنانه : " لغاية هنا وأنتي زودتيها كتير ، هبعت لك السواق بالليل تكوني جهزتي حاجتك وتيجي بهدوء يا إما هتجبريني وتجبري نفسك على فضايح ملهاش لازمه "
استهزأت بحديثه وتهديده الغير مفهوم ذاك وأردفت بلا مُبالاة : " أيوه يعني هتعمل أيه لو مجيتش مش فاهمه ! "
اقترب منها وأمسك فكها بيده يضغط عليها برفق وأردف بأريحية تامة : " ساعتها هخلي الحكومه اللي أنتي بتهدديني بيها تجيبك بنفسها لغاية عندي ومين يعلم ممكن أوصيهم كمان عليك وتبقى حقوقك كلها في الجزمه ملهاش وجود وتبقي كده زي البيت الواقف بطولك "
فهمت مغـزى حديثه وتهديده لتُنفضه بعيدًا وتهتف بعدم تصديق : " أنت اتجننت ! عاوز ترفع عليا قضية بيت طاعه ! "
هـندم ثيـابه وهو يستعد للخروج وأردف ببرود : " هسيب لك حُرية الاختيار في الموضوع ده "
خـرج هو تاركًا إياها بينما هي جلست فوق المقعد تُمـرر أصابعها بين خصلات شعرها والتوتر والقلق بدأ يتسرب داخلها من تهديده الأخـير ، وسؤال واحد يجول في رأسها ، لمَ عاد ولمَ يُـصر على عودتها إليه هذا الذي بنى حاىطًا من الجفاء بينهما خلال فترة زواجهما التي عهدتها معه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن شاء الله الروايه دي هبدأ فيها في شهر 2 مع قلوب غايتها المستحيل ♥️ .
دعواتكم ليا في الامتحانات ♥️ .
أنت تقرأ
حرب بأمر الحب
Non-Fictionكان لقاؤهما غريبًا وارتباطهما كان الأغرب ، ظنَّت أنه ملاذها الأخير ومرسـاة اطمئنان لرحلة آلامها ، لتُـفاجَـأ بحاجز من الجليد بينهما صنعه هو بدون سـبب ، ثُـم عاد. بعد غياب وبعنجهـية واضحة يُطالب بحقه بها غافـلاً عن ذلك العذاب الذي تعرَّضت له وتسرب من...