الفصل الـرَّابع

248 16 1
                                    

كانت مُـنغمـسة داخل أوراقها وتُـدون ملاحظاتها في دفترها الخـاص ، لتشـعُـر بالألـم يمُـر خلال عمودها الفقري ، أرجعَـت رأسـها للخلف بينما تُـعقِّـد ذراعيها للأعلى ، امتـدت يدها نحو حقيبتها الصغيـرة تُـخرج منها عِـلكة تلوكها بين أسنانها بينما تُـمرر أصابع يدها داخل خصلاتها البُـنية ، استمعت إلى صوت جرس الباب لتنهض على مضض بينمـا تتأفف بضيق من ذلك الـزَّائر فتحت باب الشَّـقة بعنف بينما تهتف بضجر
" خـير هو ... "

قطـعت وصلة صراخها وهي تشاهده ماثلاً أمـامها يقف بثقته التي ترافقه في جميع أحواله وحالاته ، نفَّـضت عن رأسها صدمتها وأسرعت في الحال تحاول إغلاق الباب ليدفعه هو الآخر بقـوَّة غير مقصودة لتسقـط هي أرضًـا لتصدر تأوهًـا بالألم بينما مـرَّر يده بين خصلات شعره وهو يهتف بضيق
" شـوفتي قلة تفكيرك عملت فيك أيه ! "

كالطـفلة الغاضبة نهضت بقوة من فوق الأرضية وهتفت بشراسة تحاول أن تتناسى مشاعر الارتباك والخوف التي اندلعت داخلها بعدما رأته أمامها
" أنت أزاي خرجت من السجن ! "

رمـقها باستخفاف قبل أن يغلق باب الشقة بينما يتجه نحو مكتبها وهو يستند بظهره واقفًا ليهتف بهدوء
" اقعدي ونتفق "

أطلقت ضحكة ساخرة قبل أن تردف باستهزاء
" أنا اتفق معاك أنت ؟ ليه الدنيا خلصت ! "

أجابها هو الآخر بنفس السخرية
" صدقيني هنفعك أكتر من العيل اللي اسمه معتز ده ! "

أردفت بلا مُـبالاه بينما تتجه نحو مقعدها
" معتز ملوش دخل بأي حاجه ، هو بيساعدني مش أكتر عشان أخلص شغلي "

رفع أحد حاجبيه بإعجاب قبل أن يردف
" كان يعرفك بالمَـره بقى مين هو رحيـم اللي محدش عرف يلعب معاه لا قبل ولا بعد "

أخـذت تمضـغ علكتها بينما تنظُـر نحوه باستهزاء بينما حركتها تلك أثارت غضبه فهو يكره وبشدة أن يشاهد أحدًا يمضغ علكته بطريقة استفزازية كما تفعل هي الآن ، طرقع رقبته للجانب في محاولة منه لتهدئة نفسها بينما يردف
" صدقيني أنا مش عدوك وممكن تساعديني وأساعدك في إننا نوصل للي قتل عـاليـا "

وكأنه يتحدث للهواء ، استمرت هي على مضغ علكتها بينما تصنع بالونًا منها وتفرقعها أمام ناظريه ، رفَـع حـاجبيـه مـشدوهًـا من فعلتها الوقحـة ، هكـذا وصف حـركتها التي بدت له مُـحرِّضة لمشاعر غضبـه لتشهق بقوة فَـور أن قبض بكفه فوق وجنتيها بعُنف هاتفًا بضيق
" أنتي محدش قال لك إن عيب تعملي الحركه دي في وش حد يا بت أنتي ! "

أخـرجت قطعة العلكَـة من فمها وألقتها في سلة المُـهملات لتعيد نظراتها المُـلتهبة ناحيته وهي تهتف بشراسة
" إياك تفكر تمد أيدك وتلمسني تاني ! "

رفَـع أحد حاجبيه لأعلى ليردف غاضبًا
" ده لما تتظبطي في الكلام وتبطلي حركات الرقاصين دي ! "

حرب بأمر الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن