دلَـف إلى داخـل شـقَّـتها بجمـود والتي كانت مفتوحة على مصرعيها ، واتجـه ناحيـة الغُـرفة التي تصدر منها أصوات المُـواساة ، طَـرق فوق الباب بهدوء قبل أن يدلف إلى الداخل لتصمت الأفواه التي كانت تصدر همهمات مُـنذ قليل ، مَـرَّر أنظاره فوق الجالسين وقد كانت امرأة كبيـرة في السِّـن وفتاتين يبدو أنهما ابنتيهما ، انتقل ببصـره نحو الجالية فوق الفراش وترتدي جاكيت شتوي لا يتنـاسب مع الطقس الحـار الذي يُخيـم عليهم منذ أيام وتحتضن جسدها بقوة وتنظر في الفراغ فقط ، هتف بصوت متحشرج وهو لا يجيد عنها ببصـره
" ممكن تخرجوا بـره وتسيبوني معاها ! "
نهضَـت الامرأة تقف مقابلته بينما ظلت الفتاتان تنظران إليـه بتركيز لتهتف المرأة
" متقلقش عليها يا بني هي بقيت كويسه ، الحرامي مأذهاش ولا حاجه "
رفَـع أحد حاجبيه لأعلى ناظـرًا إليها بقوة قبل أن يردف مجددًا
" أنا قولت عاوز ابقى معاها لوحدنا ! "
تنهَّـدت أم فـارس بيأس لتُمرر نظراتها نحو ابنتيها كإشارة للخروج خلفها ، ظَـل واقفًا على حـاله حتى استمع لصوت إغلاق الباب خلفهم ، ليتقدم من تلك الجالسـة كالتَّـائهة فوق الفراش ، جلس قبالتها ليردف بينما يتطلع إليها بحاجبين معقودين
" حـرامي أيه اللي عامل فيكي كده ؟ "
لم يتلقَ منها أي ردة فِـعل ليعاود تكرار سؤاله
" نـادين ! ردي عليا أيه اللي حصل بالظبط ؟ "
صـوَّبت أنظارها نحوه لتتسع عينيه وهو يشاهد تلك الدموع المجتمعة داخل مُقلتيهـا بينما خفق قلبـه لأجلها وللمرة الأولـى في حين هو لا يعلم لتلك الخفقـة سببًا وجيهًـا أهو خوف أم قلق أو شيء آخر ، في حين هبطت دموعها بدون أي صوت لتُمرر أصابع يديها بهدوء فوق سـحَّـاب المعطف تبعده عنها بهدوء ، تطلع إلى ما تفعله بعدم فهم لتكون الصدمة حليفًا له عندما وقعت أنظاره فوق آثار حمرا على ما فوق عنقها وذراعيها ، توصل إليه مفهوم ما حدث معها وحالتها تلك ليزدرد ريقه قبل أن يردف
" أيه اللي حصل ؟ "
كأنها كانت تنتظر سؤاله حتى تعلو صوت شهقاتها بينما تردف بصعوبة
" كـ كـا هيغتصبني ! "
أنت تقرأ
حرب بأمر الحب
Non-Fictionكان لقاؤهما غريبًا وارتباطهما كان الأغرب ، ظنَّت أنه ملاذها الأخير ومرسـاة اطمئنان لرحلة آلامها ، لتُـفاجَـأ بحاجز من الجليد بينهما صنعه هو بدون سـبب ، ثُـم عاد. بعد غياب وبعنجهـية واضحة يُطالب بحقه بها غافـلاً عن ذلك العذاب الذي تعرَّضت له وتسرب من...