الفـصل الثـاني

466 21 5
                                    

استقَـلت سيَّـارتها الحمـراء بعـدما لمحت المُـقزِّز مُـعتز يُشرف عليـها ، قَـادت السيَّـارة وهي تتطلع عليـه بانتصار من مرآة سيـارتها فلقـد فازت بتلك الجولة مرة أُخرى ولم تفلـح محاولاته الخبيثـة للفوز بتلك القضـية ، أدارت محرك الراديـو لتصدح أحد الأغاني الحـديثة عن الشتـاء

" كل ما يقرب ديسمبر كل ما يزيد الحنين
ريحـة الأيام بتـرجع شايله أوجاع السنين "

بعد دقائق وصلت إلى العمـارة التي تمكُث بها ، صعـدت إلى الأعلى بخطوات بطيئة مُنهـكة حتى وصلت إلى شقتها بالدَّور الـرَّابع ، أدارت المفتاح داخل باب الشقة ، عقَّـدت حاجبيها بتعجُّب حينما فُتح باب الشقة بدون إدارة القفل ، فتحت الباب ببطء شديد حتى فُتح على مصراعيه ليظهر هو أمامها جالسًا بأريحية على أحد المقاعد واضعًا قدمًا فوق الأخرى ، اتَّـسعت عيناها من أثر الصدمة وهي تُغلق الباب خلفها ، بينما هو مَـرَّر عيناه فوقها ببُطء ونظرات يملأها الشوق والحنين ، استجمعت قواها وهتفت بضجر .
" أنت بتعمل أيه هنا ؟ ، رجعت أمتى أصلاً ! "

تنهَّـد بحنق من نبرتها لينهض واقفًا أمامها ليُردف مجيبًا عن سؤالها : " رجعت النهارده ، وأنا هنا عشان ترجعي معايا "

ابتسمت ساخـرة من حديثه الواثق لتهتف باستهزاء : " أهو ده عشم إبليس في الجنه يا رحيم باشا "

رفع أحد حاجبيه وأردف باستنكار : " رحيم باشا ! "

عقَّـدت ذراعيها أمام صدرها وأردفت بقنوط : " هو المحامي مبلغكش بقضايا الخُلع ولا أيه ! "

أردف بتذكُّر عقب سماع تصريحها : " آه كويس إنك فكرتيني ، أيه لازمتها الفضايح اللي أنتي عاملاها في المحاكم دي ، ليه مفكرتيش تطلبي مني الطلاق مش يمكن كنا انتهينا بالمعروف ! "

هتفت بصدمة وبتلقائية : " يعني أنت موافق على الطلاق ! "

أردف بتصحيح : " أنا مقولتش كده ، بس حبيت أعرفك إن اندفاعك سابق تفكيرك يا عـاليـا "

تجاهلت حديثه وأردفت بهدوء عكس الثوران الذي بداخلها : " أتمنى ننهي اللي بيننا بالمعروف لو أنت شايف كده "

هتف هو الآخر بسُخـرية : " ننهي أيه ، هو أحنا لحقنا أصلاً ! ، عشان خناقه تعملي ده كله ! "

رفعت أحد حاجبيها بضيق وأردفت بحنق : " خناقه ! أنت قرأت أصلاً أسباب طلبي للخُـلع ! "

بدأت نبرته في الارتفاع قليلاً وهو يُردف : " آه قرأت يا ست عاليا ، أول سبب كان بسبب أُمي ! ممكن تفهميني أيه مشكلتك معاها ، أنا كنت موجود وهي كانت بتعاملك أحسن معامله "

ابتسمت سَـاخرة من حديثه فيبدو أن والدته حقًّا ممثـلة بارعة ، ولم لا وقد شهدت ذلك بعينيها : " واضح إنك واثق في والدتك أوي ، ما علينا أعتقد إنك برضو قرأت إن من أسبابي إن فيه أذى نفسي من علاقتي بيك ومستحيل أكمل ! "

حرب بأمر الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن