البارت الأول
في تمام الثانيه عشر في منتصف الليل حيث تعم الفوضى في إحدى المستشفيات وتحديدا في غرفة العمليات حيث يرقد شخصان يصارعان الموت حيث تملأ أصوات الاجهزة المتصلة باجسامهم الغرفة والجهاز المتصل بالقلب لديهما ينذر بأن النبض على وشك التوقف
اجتمع الأطباء لانقاذهم وقبل ذلك كان كل طبيب يجلس في الغرفة الخاصة به حتى دق جرس الانذار بقدوم مصابين إثر حادث خطير ومنذ وقتها لم يذق احد في المستشفى طعم الراحة الجميع يتعاون في إنقاذ المصابين
وعلى صعيد اخر
في حي من الأحياء الراقيه بمدينة القاهرة في إحدى المنازل حديثة الطراز المتواجده في هذه المنطقة كانت هناك سيدة في العقد الخامس من عمرها تسير في غرفة المعيشة ذهابا وايابا تنظر إلى الساعة كل لحظة بقلل تنظر من حولها حيث يجلس شاب في آخر العقد الثاني من عمره وعلي يمينه تجلس فتاة في أول العقد الثاني تنتحب بشدة ملامح وجهها شاحبه بشدة وكلا منهما أبناء زوجها ومن الجهة الأخرى تجلس ابنتها بجانب أخيها وتبلغ من العمر ١٥ عاما ويكسو ملامحها الحزن
الجميع في حالة من التوتر والقلق الشديد بسبب تأخر رب الاسرة في العودة إلى المنزل حيث أنهم لم يعتادوا منه ابدا التاخر في العودة رغم ظروف عمله
فهو رجل الأعمال ياسر الشرقاوي ويبلغ من العمر ٦٨ عاما
لديه من الأبناء ثلاثة اثنين من زوجته الراحله وهما حمزة ويبلغ من العمر ٢٩ عاما وشقيقته فرح وتبلغ من العمر ٢٣ عاما والابنه الثالثة من زوجته الأخرى وتدعى رهف وتبلغ من العمر ١٥ عاما
اما عن زوجته الحاليه ووالدة رهف تدعى نجاة وتبلغ من العمر ٥٥عاما
نجاة بنبرة تدل على الحسرة : اه لو اعرف هو فين بس لو يطمني عليه وتوجهت بنظراتها الي فرح التي لم تتوقف لحظة عن البكاء واخذت تحملها الذنب في هذه الحالة التي وصلوا إليها
نجاة : انتي السبب في اللي احنا فيه دلوقتي يا فرح انتي اللي عصبتي ابوكي وخلتيه ساب البيت ومرجعش لحد دلوقتي منكدة علينا عيشتنا دايما يا.. ولم تستطع متابعة حديثها بسبب حديث حمزة الصارم الموجه إليها
حمزة بغضب : اسمعي يا نجاة هانم اللي بره ده يبقى ابونا قبل ما يكون جوزك يعني خايفين عليه اكتر ما انتي خايفه عليه ياريت تبطلي الاشتغالات بتاعتك دي عشان ملهاش لازمة
نظرت نجاة اليه بتذمر وتركت الغرفة وصعدت الي غرفتها لأنها تعلم أنها لن تستطيع مجابهة حمزة في الحديث
نظر حمزة الي شقيقته فرح بحنان واخذ يربت على رأسها وهو يتحدث : اهدي يا فرح بابا كويس صدقيني وشوية وهيرجع متقلقيش
لم تقوى فرح على الرد على شقيقها ولكنها نظرت اليه بعينيها الذابلتين تترجاه بعيونها آن يطمئنها على والدها فقلبها يكاد يتوقف من القلق
ابتسم حمزة لها وضمها اليه ونظر الي الناحيه الأخرى نحو شقيقته الصغيره رهف وفتح لها ذراعه الاخر واقتربت هيا الأخرى منه ودست نفسها بين احضانه واجهشت في البكاء بشدة
اخذ حمزة يربت على شقيقتيه اللتان يقبعان في احضانه وداخله يعصف من شدة القلق على والده ولكنه الان يجب أن يكون قوي لأجل شقيقتيه
وعلى صعيد اخر في حي من الأحياء الراقيه بمدينة القاهرة في فيلا رجل الأعمال صالح مسعود
في إحدى غرف المنزل حيث يصدع منها تلاوة القرآن الكريم بصوت عذب ويبدوا انه صوت شاب في مقتبل العمر
انه ياسين صالح مسعود ويبلغ من العمر ٢٧ عاما رغم ثراء والده الا انه أراد أن يستقل بنفسه من ناحية العمل تخرج من كلية هندسة البترول وبدأ طريقه للنجاح بنفسه دون أي مساعدة من والده حتى أصبح الان ذا منصب عالي لدى إحدى شركات البترول الشهيرة
لديه شقيقه واحدة وهي مريم وتبلغ من العمر ٢٥ عاما تعيش مع زوجها في فرنسا منذ تزوجا منذ عامين ولكنهما لم يرزقا بالأطفال بعد
انتهى ياسين من تلاوته وغادر الغرفه وتوجه الي الاسفل حتى يجلس مع والدته وتدعى سمية
ياسين ببسمته المعتادة : قاعدة لوحدك لي يا سوسو هو بابا لسه مجاش من الحفلة ولا اي
سمية : لسه مجاش كلمته من ساعه قالي ان هو في الطريق وجاي بس حسيت من نبرة صوته ان في حاجه مضيقاه قلبي مقبوض اوي ربنا يسترها
ياسين : خير يا حبيبتي زمانه جاي إن شاء الله متقلقيش نفسك عالفاضي
سمية بقلق يكسو ملامحها : قلبي مقبوض اوي يا ياسين من وقت ما كلمته وانا مش مرتاحه حتى اختك بقالي فترة حاسه فيها حاجة نبرة صوتها مش مرحة زي ما متعودين منها حاسه في حاجه مزعلاها ياريتها كانت جنبي مكنتش سبتها غير لما اعرف مالها
ياسين : فعلا عندك حق مريم متغيره بقالها فترة حسيت ده لما كنت بكلمها بس خير ان شاء الله يا أمي
سمية : يارب يا حبيبي يارب
وعلى الناحيه الأخرى في المستشفى تعالت أصوات اجهزة القلب الموصلة بجسديهما تخبر الحاضرين بأن القلبين توقفا عن النبض كلا منها قد فارق الحياة ولم يعد هناك مجال للبقاء مرة أخرى
تركا الدنيا الفانية وصعدت روحهما الي الدنيا الباقية
يا ترى هيستقبلوا الخبر إزاي وأي اللي هيحصل انتظروني في بارت جديد من نوفيلا حين يحين الأوان سنلتقي
#رضوى_سالمبقلمي رضوى سالم

أنت تقرأ
حين يحين الأوان سنلتقي
Romanceطال بي الشوق وأنا انتظر اليوم الذي تكونين فيه حلالي فهل تجبرني الايام وتجمعني بك 💕