صانعو السلام

102 3 2
                                    

كان جان يمشي بين المسعفين الشباب الذين ألتحقوا حديثاً بالوحدة الإسعافية ويراقب ما يفعلونه ويعطيهم التوجيهات بما أنه  الرئيس العام للوحدة الإسعافية

الجو كان مشحوناً بالتوتر ،الجرحى في كل مكان ،الخوف من هجوم آخر كان أمراً يقبض على الأعصاب بينما الجميع يتراكضون خافضي رؤسهم

هرع جان لأحد المصابين المدنيين ، قبل أن يسعفه أخذ يتلفت حوله ، من خلو المكان من أي شيئ قد يسبب الاذى له بينما يسعفه

الشارع كان خاليا. يمنى ويسرى ،لكن في الأعلى كان يوجد سلك كهربائي يتدلى قريباً من رأسه

لعن جان باللغة الفرنسية ، عاود النظر للرجل الميتلقي على الأرض بطريقة عشوائية ، وتأكد من نسبة وعييه ، نادى بإسمه فلم يجب ، قام بالصراخ بصوت أعلى ( سيدي ) ، لكن أيضاً لا شيئ

فكان الحل الأخير هو أن يقرص حلمة اذنه بخفة ، ليعطي الرجل الأربعيني أنة خافتة دلالة على تنبهه للألم

جان مقطب الحاجبين قال : حمداً للرب ، والآن دعنا نبعدك عن هذا المكان

وما إن أزاح جان الرجل من تحت السلك المتدلي ، حتى صرخ بقوة جاعلاً جان يفجل وأمسك بساقه متألماً

سقط جان على الأرض وعلم أن الرجل لديه كسر في الساق ، اقترب منه ومع أنه لا يفهم لغته قال له بالإنكليزبة ( لا تحركها )

ثم تلفت حوله باحثاً عن شيئ يثبت به ساق الرجل المكسورة

واضطر للركض نحو المبنى المتآكل من شدة الضرب وأخذ يبحث عن شيئ ما يستخدمه كدعامة ، فوجد لوح خشبي طويل وهو جزأ من أثاث أحد الطوابق التي تهاوت للأسفل

أخرجه من بين الركام واقترب به من دعامة المبنى الأسمنتية السميكة ،وضرب لوح الخشب بها ، فابدأ بالتكسر ، ثم داس عليه بقدمه بكل قوة حتى انكسر لجزأين أقصر ، أخذهما ومزق شيئاً من قميصه ووضع أحد الدعامات أسفل الساق المكسورة والأخرى فوقها ثم ربطهما ببعضهما بواسطة قطعة الملابس ،لكنه الآن بحاجة لمسعف آخر كي ينقل الرجل لمكان آمن

لوح بيده من بعيد لتراه ساشا وتعاود التلويح له ، ثم يبدآن التحدث بالإشارة كي يخبرها متى تنطلق نحوه ، خوفاً من أي رصاص طائش ،هرعت ساشا إليه ومعها النقالة المطوية وحالما وصلت لعنده خففت من سرعتها وقالت وهي تلهث ،علينا الخروج من هنا بسرعة الصحافة غلى وشك الوصول

فردا النقالة وعدا معاً لثلاثة ووضعا الرجل عليها ،فقال جان : وهل انتهى الصراع حتى يتدخل المراسلون ؟

قالت وبينما غرتها الشقراء تحجب رؤيتها : لا أعلم لكن ،لم يبقى غيرك ،الجميع عاد للسيارات

كان جان يحاول رفع الحمل الأكبر من وزن النقالة ،حيث أن ساشا مجرد فتاة ،لكنها فتاة روسية ذات بنية قوية ،ومع ذلك يقدر جان انها كانت تسعف الجرحى طوال 45 دقيقة دون توقف ،حتى أن ملابسها امتلأت بالدماء والغبار ووجها متعرق

قُصاصاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن