صانعو السلام 3

68 2 0
                                    

الهواء القوي القادم من الخارج ضرب النوافذ بشدة مما أيقظ جان الذي كان يحلم بوالدته وبماضيه البعيد

ليجد الشاب السعودي الجديد الذي انضم لهم يقف امامه ، ليبعد جان ساقيه عن الطاولة ويصرخ في وجه سال : من الذي سمح لك بالدخول ؟

رفع سال حاجبه وقال مدافعاً عن نفسه دون خوف : رفعت يدي لأطرق الباب لكنه كان مفتوحاً ، دخلت وكنت على وشك إيقاظك

كتم جان امتعاضه وغيظه وانتقل لسؤال المنتسب الجديد : ماذا تريد ؟

سال : نيكيتا أخبرتني أن أعلمك أن هناك مهمة جديدة

ليبدأ جان بالإنطلاق فوراً ويمسك بقبضة الباب ويستدير نحو سال الذي مازال واقفاً مدهوشاً بسرعة تلبية جان للنداء وسأل : ماهي سرعتك في خياطة الجراح ؟

توقف تفكير السعودي للحظة لكنه سريعاً تيقظ لحقيقة أن عليه أن يكون سريع البديهة والإجابة بالقرب من جان فأجاب : وسطياً عشر دقائق

جان : بطيئٌ جداً ، هيا اتبعني ، هذه مهمتك الأولى

وبقي سال مصدوماً بل ومحبطاً من فكرة أن عشرة دقائق وسطياً ليست مبهرة لجان ، فلطالما كان سالم الممرض الأسرع في مشفى الجامعة ،وجميع اساتذته لقبوه بالساحر ، ليأتي شاب يماثله بالعمر تقريباً ويقول عنه بطيئ

ثم بدأ جان يصرخ لبعضهم ويشير للبعض الأخر وهم يتحركون ويجيئون حسب إشارته

الجميع تدرع بملابس واقية وخوذ ،واخذ سال يرتديها على عجل وكأنه جندي في أول معركة ، والكثير من الحقائب بدأ ملؤها بالإبر ،الخيطان ، الضماد والمعقمات وغيرها ،استعداداً للمهمة ،التي حتماً ستكون في منطقة صراع محتدمة

صعد جان لمقعد السائق في السيارة الأولى،والتي لم تكن تحمل اشارة الصليب الاحمر الدولي ، وانما اشارة منع موضوعة فوق سلاح ، وكأنها تعني أنها سيارة ليست معنية بالنزاع القائم ،لكن في نفس الوقت تعلن عن أنها ليست منظمة دولية

عدا أنها كانت باللون الأسود ،لا الأبيض ،لكنها كانت واسعة وكبيرة ومزودة بمعدات طبية افضل مما يوجد لدى أغلب المنظمات الإغاثية

بل إنها كانت سريعة ،تتجه بسرعة نحو المجهول وتغوص بين الشوارع المملوءة بالركام وصوت الرصاص ودخان القذائف

واخذ سال يشعر بالذعر ويسيطر على أحاسيسه الجو العام المملوء بالخوف ورائحة الموت

وفي كراج أحد المباني ،درئت السيارات نفسها من القذائف المحمومة ، وصرخ جان : هيا هيا هيا ،تسع دقاق فقط

ووجد سال نفسه لايدري ماذا يفعل لكنه لحق الفتاة التي كانت أمامه ،والتي هي بدورها كانت تتجه نحو المكان الذي تواجد فيه أناس يصرخون ،وبحاجة من يسعفهم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 15, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قُصاصاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن