ودعت عائلتي لأتوجه إلى المطار ، تبعد مدينتنا عن المطار بساعتين ، قضيتها أقوم ببعض الأعمال في حاسوبي ، بعدها في منتصف الليل بالضبط وصلت إلى المطار ، استمرت إجراءات الدخول ساعة كاملة كالعادة و هأنا الآن في مكاني المخصص داخل الطائرة .
أقلعت الطائرة و حملت ركابها من موطني في اتجاه إيطاليا ، كان هناك صمت تام ، فجل الركاب نائمون ، و البعض الآخر إما يقرأ كتابا أو يشاهد فلما . أما أنا ، فأغمضت عيناي و سرحت في أفكاري ، عن ما قمت بها خلال هذه الأيام مع عائلتي .
كنت في غاية السعادة معهم ، كم تمنيت لو أنني أكون معهم دائما . لو لم أذهب و أراهم خلال هذه الأيام القليلة لجننت من شدة اشتياقي لهم ، كنت مشتاقا جدا لحضن والدتي الدافئ ، و صوت والدي الحنون ، و الضحك مع أختي رباب ...
و الأهم من ذلك ، أن أشبع نبضات قلبي برؤيا حبيبتي عفاف ، آه و ألف آه على الأيام التي رمت بنا إلى هذه الحالة ...
صرت يا حبيبتي تعيسة جدا ، و لا أقوى على فعل شيء ، أراك تبكين بسبب أختي و قسوتها عليك ، أنهيها و أنهرها لكنها تفعل ذلك من جديد . لقد دفعني الأمر هذه المرة أن أرفع يدي عليها و لأول مرة ، و لولا تدخل أبي لحطمت فكها بقبضتي ، كيف تستصغرك أمامي و تحطم قلبك و لا أفعل شيئا ، هي أختي و غالية عندي ، لكن يا حبيبتي ليس هناك أغلى منك عندي و لو جمعنا مال الدنيا كلها ...
و كم فرحت عندما رأيت ضحكتك الجميلة تزين محياك ، فلبراءتك و عفويتك ، إحضار كعكة بسيطة جعلتك غاية في السعادة ، فصرت أسعد رجل في العالم ، و لو كنت معكم دائما لأعددنا كعكتك كل يوم معا ...
أعلم يا جميلتي أنك تعانين ، و صدقيني رؤيتك في ذلك العذاب يقتلني ، لكن و والله سأفعل المستحيل لأخرجك من ذاك العذاب المجرم ، و لو كلفني الأمر زيارة جميع أطباء إيطاليا لكي أعيد بصرك ، و حتى أطباء العالم بأسره ...
عفاف ، لم يسبق أن أخبرتك أن بناتك تشبهانك كثيرا ، إنهما نسخة مصغرة منك ، أنظر إليهما و أسأل نفسي : ألا يمكن أن أكون أباكما ؟ ماذا لو كنتما طفلتاي أنا ؟ عسى الله أن يجمعني بوالدتكما يوما ما ، و إن بدا الأمر مستحيلا ...
أما أنس ، فقد كبر و لاحظت علاقتك الوطيدة معه ، هو طفل ذكي و يفهم كل شيء ، يعرف أنك تتألمين و أنك بحاجة له ، نظراته لك تحكي كم هو يحبك . أنا سعيد لك ، أن أصبح لك أطفال تحبينهم و يحبونك ، لكن ...
لكن ما يؤلمني ، هو أنني لست والدهم ، و كم أحترق عندما أتذكر أن رجلا آخر لمسك ، أن رجلا غيري قبل شفتيك قبل أن يحق لي تذوقهما ، ولو كنت زوجتي لما تركتك يوما ، أيترك إنسان عاقل زوجته لسبب لم يكن لها به ذنب ؟
أنت تقرأ
عفاف
Romanceعفاف تلك الفتاة التي كتب لها القدر أن تتيتم منذ صغرها ، فجأة وجدت نفسها فتاة بالغة ، على عاتقها مسؤوليات عدة و أواجبات لامتناهية ... بل و مالم يكن في الحسبان ، أن تفقد بصرها هو الآخر ... التقييم : #1 في "غنى" #1# في "إيطاليا" القصة من كتابتي أنا م...