" أنا لا أقبل بهذا "
قالت أمي ليعم صمت رهيب ، و في الحقيقة هذا ما كنت أتوقعه .
" أمي هل أنت تمزحين ؟ أنا أقول لك أن هناك احتمال أن تستعيد عفاف بصرها " قال كمال
" لن تخسر أموالك عليها من أجل احتمال ضئيل"
" أبي ، قل شيئا رجاء "
" أنا سأسعد كثيرا لحدوث هذا ، لكن لم أفهم لم والدتك رافضة ، هل هناك أمر ما ؟" سألها لتجيبه .
" أجل ، عندما أقول لك يا كمال أن تتزوج لا تصغي إلي ، لقد درست و تعبت و ضحيت طوال حياتك و إلى هذا اليوم و لم تشتكي، و بدل أن تفكر الآن في تأسيس أسرة تفكر في صرف نقودك على عملية من المحتمل ألا تنجح "
أنا كنت صامتة كصنم أسمع حديثهم، ليقول كمال بغضب و هو يقف من مكانه :
" أنا لا آخذ رأيك الآن ، فقط علمتكم بما سأقوم به و سنذهب بعد أسبوع إلى إيطاليا من أجل الفحوصات . "
ثم خرج من المطبخ و من المنزل بأكمله .
بقينا ثلاثتنا أنا و أبي و هي
" أنت من تملئين عقله بهذا الهراء ، تطمعين في ماله من أجل أن يقوم بالعملية لك ، هل لديك أدنى فكرة عن ثمن العملية ؟ أنت لا تستطيعين حتى تخيل نصفه "
أنفيت برأسي و أنا أقول بغصة في حلقي تخنقني و تمنعني عن النطق :
" أنا ... أنا لم أقل له شيئا أقسم لك "
صاح أبي فيها :
" كفى أيتها المرأة ، هل جننت ؟"
تجاهلت كلامه لتخرج من المطبخ و هي تقول :
" لن أدعك تلعبين بعقل ابني المسكين ، إذا كان زوجك قد تخلى عنك كي لا يقوم بتكاليفك فليس على ابني أن يقوم بك و أبنائك "
نزلت دموعي الحارة و أنا أشعر بجرح كبير ينحر في فؤادي، الإنسانة التي حسبتها أمي و رعتني كل هذه السنين أصبحت تشتمني و ترسل لي أشد الكلام ، أقترب أبي مربتا على كتفي قائلا :
" آه يا عفاف ، أرجوك سامحيني صغيرتي ، أنا لا أعلم ما بالها أصبحت هكذا قاسية "
لم أجبه لأفر هاربة إلى غرفتي ، أقفلت الباب و صرت أبكي :
" آه يا كمال لماذا فعلت هذا ؟ لماذا يحدث لي هذا يا إلهي لقد سئمت "
أنت تقرأ
عفاف
Romanceعفاف تلك الفتاة التي كتب لها القدر أن تتيتم منذ صغرها ، فجأة وجدت نفسها فتاة بالغة ، على عاتقها مسؤوليات عدة و أواجبات لامتناهية ... بل و مالم يكن في الحسبان ، أن تفقد بصرها هو الآخر ... التقييم : #1 في "غنى" #1# في "إيطاليا" القصة من كتابتي أنا م...