Part 11: Afaf POV

531 33 11
                                    

 " أنا لا أقبل بهذا "

قالت أمي ليعم صمت رهيب ، و في الحقيقة هذا ما كنت أتوقعه .

" أمي هل أنت تمزحين ؟ أنا أقول لك أن هناك احتمال أن تستعيد عفاف بصرها " قال كمال

" لن تخسر أموالك عليها من أجل احتمال ضئيل"

" أبي ، قل شيئا رجاء "

" أنا سأسعد كثيرا لحدوث هذا ، لكن لم أفهم لم والدتك رافضة ، هل هناك أمر ما ؟" سألها لتجيبه .

" أجل ، عندما أقول لك يا كمال أن تتزوج لا تصغي إلي ، لقد درست و تعبت و ضحيت طوال حياتك و إلى هذا اليوم و لم تشتكي، و بدل أن تفكر الآن في تأسيس أسرة تفكر في صرف نقودك على عملية من المحتمل ألا تنجح "

أنا كنت صامتة  كصنم أسمع حديثهم، ليقول كمال بغضب و هو يقف من مكانه : 

" أنا لا آخذ رأيك الآن ، فقط علمتكم بما سأقوم به و سنذهب بعد أسبوع إلى إيطاليا من أجل الفحوصات . "

ثم خرج من المطبخ و من المنزل بأكمله .

بقينا ثلاثتنا أنا و أبي و هي

" أنت من تملئين عقله بهذا الهراء ، تطمعين في ماله من أجل أن يقوم بالعملية  لك ، هل لديك أدنى فكرة عن ثمن العملية  ؟ أنت لا تستطيعين حتى تخيل نصفه "

أنفيت برأسي و أنا أقول بغصة في حلقي تخنقني و تمنعني عن النطق :

" أنا ... أنا لم أقل له شيئا أقسم لك "

صاح أبي فيها :

" كفى أيتها المرأة ، هل جننت ؟"

تجاهلت كلامه لتخرج من المطبخ و هي تقول :

" لن أدعك تلعبين بعقل ابني المسكين ، إذا كان زوجك قد تخلى عنك كي لا يقوم بتكاليفك فليس على ابني أن يقوم بك و أبنائك "

نزلت دموعي الحارة و أنا أشعر بجرح كبير ينحر في فؤادي، الإنسانة التي حسبتها أمي و رعتني كل هذه السنين أصبحت تشتمني و ترسل لي أشد الكلام ، أقترب أبي مربتا على كتفي قائلا :

" آه يا عفاف ، أرجوك سامحيني صغيرتي ، أنا لا أعلم ما بالها أصبحت هكذا قاسية "

لم أجبه لأفر هاربة إلى غرفتي ، أقفلت الباب و صرت أبكي :

" آه يا كمال لماذا فعلت هذا ؟ لماذا يحدث لي هذا يا إلهي لقد سئمت "

عفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن