- هل أنت حمقاء؟
جالسةً على الرمل المبلل،حاضنة ٌركبتي أفكر في ماذا أفعل، ماذا سأفعل.. وجدني فرانز.
- ما كان عليكَ المجيء..
زفر، وتقدم نحوي كي يعينني على الوقوف قائلا:
- أنت ترتعدين.. عليك النهوض، المد وصل إلى هذه البقعة..
- يا هذا! لقد أخبرتك أني لا أريد رؤيتك مرة أخرى!
- كفي عن الترهات يا كيرا!
أجل..
كفي عن الترهات يا كيرا..
دفعته عني بغضب، ثم صرخت عليه:
- أنت من سيكف عن التصرف كأنك تفهمني! كأنك تملكني! نعم، أنا حمقاء! أفعالي كلها ترهات! لذلك ابتعد! ابتعد عني يا فرانز!
دفعته عني للمرة الثانية، ثم الثالثة، لكنه لم يحرك ساكنا.. لم يحرك ساكنا.. لم يحرك ساكنا.. بل أمسك براحتي يديه عنقي، وقَبَّلني..
- لن أبتعد إلى أي مكان..
- فرانز..
- أنا أعرفك.. لقد أرسلت لي قائمة موسيقية منذ ثلاث سنين، صحيح؟ أنا ما زلت أتذكر.. لقد دخلت لحسابك آنذاك كي أعرف من أنت، ودخلت للرابط الذي وضعت به، الذي يؤدي إلى حسابك بالواتباد.. كنت أظنك مهووسة أخرى، لكن.. حينما قرأت قصصك.. وذهلت بها.. قلت لنفسي: هذا الشخص خائف، خائف، ومن الحب يخاف أكثر من أي شيء.. قد يكتب عن الحب قصصا وأشعارا، لكن لن يسمح لنفسه أبداً أن يقع في الحب. هذا شخص يؤمن بكل كياناته بالحب، حتى يشعر به فيسري إليه الشك ويمسي ملحدا. آخر قصة قرأتها كانت "التعيس"، ورغم أنها لم تكن كاملة، وأغلب فقراتها كانت ناقصة، لكن أفكارها وكل كلمة بها احتوتني.. تصدقين؟ كل كلمة منها احتوت روحي يا كيرا.. وأنا متأكدة أنها لم تحتو روحي فقط، بل الكثير والكثير من الأرواح بدءا بروح دوريان. لم تزيدي عن الإعجاب بشكري لك على القائمة الموسيقية، ولأني كنت ذي كبرياء فلم أجرؤ على إخبارك.. ندمت كثيراً بعد ذلك حين حذفت كل حساباتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحذفت الانستغرام، والواتباد، المكانان الوحيدان الذي اعتدت أن أطمئن على روحك عبرهما.. لقد شككت كثيراً في أول لقاء بأنك هي، بأنك نفسها المسماة ديفيليا.. لكن بعد ذلك.. بعد ذلك، تناسيت الأمر.. ربما لأني اعتقدت أن الديفيليا هذه شخص خيالي بعد كل شيء.. لكن ها أنت أمامي! ها أنت أمامي، حقيقية! أنا آسف لقول هذا لكن ربما بفضل قبض الشرطة عليك عرفت كل شيء.. كيف تطلبين مني أن أبتعد الآن؟
- رباه!
ابتعدت عنه وجريت بعيداً.. نحو البحر..
هو يشفق عليَّ يا دوريان!
ماذا سأفعل يا دوريان؟
من أنا بالنسبة له يا دوريان؟
أمي، أبي، أخواتي.. قطي.. أنت.. ما الذي..
لقد أصبحتَ كل شيء بالنسبة لي، دعني أنضم إليك..
دعـ...
- كيرا!
فرانز؟
- كيرا! أرجوك! عودي!
فرانز.. لا تأت..
- كيرا! دوريان مات.. وأنا.. أنا لم أمت!
هو لم يمت..
فرانز..
علي العودة!
موجةٌ ضخمة لم أر لها مثيلا غطت علي مجال رؤيتي، وأغرقتني.
أنت تقرأ
Keira Gray | كِيـرَا غراي
Romanceهل تُـؤمِن بالصُّدفة؟ أما أنا فَـلَا. أي تشابهٍ بينَ هذه القصةِ وحَياتِي هو مِن مَحض الصدفَة.
