le deuxième

37 9 3
                                    

ركبت المقعد الخَلفي، وسرنا بالسيارة على موسيقى دايفيد بوُوي التي خَففت من غضبي قليلًا.

أضواء الطريق، الرياح التي تدخُلُ من نافذة السيارة، كلمات أغنية دايفيد cat people، كلها جعلتني أتمنى أن نظل هكذا إلى الأبد، ألا نصِل وجهتنَا أبدًا، وكان علي حقا الحذر مما أتمناه.

لقد ظَهَر كلبٌ من حيث لا ندري أمامنَا، وانحرفنا عن الطريق.

أَوقَفَ فرانز السيارة، فهبطتُ فورًا واتجهت إليه.

- تبًا.. تبًا..

- إنك ثَمل.. ما كان علي تركك تَقُود..

- ابتعدي عني، ابتعدي.. زجر في وَجهِي، فَتَراجَعت.

نظرتُ حولي. لقد كنا في مكانٍ خالٍ. أضواءُ المدينة تُرى لِي من بعيد، وَنَحن هُنَا، وحيدَان. نَظرت إليه، وضحكت ببلاهةٍ صارخةً:

- إلى أين سأبتعِد؟ تنح لِأقُود..

وبِهدُوءٍ أطاعنِي وتنحى للمقعد المجاوِر.حينَ ركبتُ، أَسندَ وجهَه على زُجاج النافذة، وَنَام. ابتسمت بسكون، وأكملتُ الطريق.

إنّهُ بجانبي الآن.

إِنَّه آمِـنٌ الآن..

لما وَصَلنا المدينة، لم أَعرِف كيفَ أُوقِظُه، وخشيتُ على نفسِي إن فعلت، فَأوقَفت السيارةَ في مرآب الشرطة، ونِمتُ. كَانت تلك الفكرة الوحيدة التي خطرت لي كي أحفَظَ سلامَتي، وسلامَته.

ولَم أعرِف فداحةَ ما فَعلت حتى طرق شرطي زجاج النافذة. كانَ فرانز ما زال نائمًا فَتوليت أنا أمرَه.

كأن الليلة لن تصبح أكثَر إثارة..

- ماذَا تفعلَانِ هُنا؟

- ها، نَحنُ سائِحان. لَقَد جئنا في وقت متأخر وارتأينا أن ننام قليلًا قبل مواصلة الطريق..

- ثَمِل؟ سأل مشيراً لفرانز.

- لا، لقد كان يقود السيارة طيلة اليَوم، لذا هو متعَب...

- مِن أين جِئتُما؟

- جنوة..

أجبتُهُ كاذِبةً.

- أوه، حقا؟ إن صهري من جنوة. وَهم أُناسٌ طيبون...

- ها، نَعَم، نَعم..

- مِن أين أنتما في جنوة؟

- حي ليونارزو..

إن ترددت للحظة فقط سيَشُك، فبدأت أتكلم.. كلامًا واهيًا لا أساسَ لَه من الصحة، حتى إذا انتهى تمنى لي رحلةً سعيدةً ورَحل.

تنفست الصعداء وركبتُ، واستعددت لأعود للنوم، كَي أسمع فرانز:

- لِماذا جنوة بالذات؟

Keira Gray | كِيـرَا غرايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن