16🖤

690 39 63
                                    

وصلا باكرًا إلى المستشفى، كما توقعت لم تجد أحدًا كونه وقت الغداء، دخلت الغرفة بعد أن مرت على طبيب والدتها لترى مدى سوء حالتها، لحسن الحظ كان جونغكوك معها ليواسيها بما فهمه جيدًا وتظاهر بعد فهم كلمة واحدة قالها الطبيب.

اقتربت بخطوات متثاقلة نحو سريرها. جسد منهك، وجه شاحب يكسوه الألم، شفاه جافة. تبدو وكأنها مستعدة لمفارقة الحياة إن لم تحدث معجزة. والمعجزات؟ لا وجود لها في الواقع. ليس وكأننا بانتظار فارس يقود فرسه لينحني لديها ويعطيها لمسة شفاء. تدرك أڤیانّا أنّ حالة والدتها ميؤوس منها مع كل يومٍ يمر عليها ينتشر الخبيث أكثر فأكثر، يفتك في جسدها النحيل ويخطفها من طفلتها الوحيدة التي غادرتها بحثًا عن ما يبعدها ووالدتها عن أقاربها وعائلة والدها.

-" عليك أن تكوني قوية أمامها آڤي لا تزيدي الأمر صعوبةً" مسح جونغكوك دموعها هامسًا في أذنها لألّا تستيقظ والدتها. جلست على الكرسي بجانب سريرها ممسكة بيدها تراقب ملامحها التي غزتها تجاعيد ابتعادها عن ابنتها لسنتين من اليوم. تتأمل وجهها وجونغكوك خلفها يربّت على كتفها وكأنه يقول لها

-" أنا هنا آڤي، أزيل وحدتك وأمدّك طاقة وأملًا، أحاول أن أخرجك من حفرة حزنك وإن فشلت دخلت تلك الحفرة نحزن ونُكسر سويًا لأعيلك على النهوض مجددًا"

لم ينطق جونغكوك بحرف حينها لكن صمته كان يخبرها الكثير. كفيلة لمسته وبقاؤه بجانبها بإيصال شعور تلك المواساة إلى قلب أڤیانّا.

متأملة وجهها بصمت، بدأت والدتها تفتح عينيها بصعوبة لتجد ابنتها تجلس بجانبها. ابتمست بألم وقالت بصوت شبه مسموع، لو لم تكن أڤیانّا تجلس بجانبها لما سمعتها.

-"شفتك قبل لا يصير لي شي صار فيني ارتاح أنك بخير"

اقتربت أڤیانّا بجسدها من والدتها حابسة دموع الحزن لألا تصعّب الأمور عليها وقالت.

-"ما بصيبك شي إلا الخير في كتير أخبار بدي احكي لك اياها لما نرجع البيت" أشاحت والدة أڤیانّا بنظرها عن لتثبت عينيها على جونغكوك بنظرات متسائلة.

ابتسمت أڤیانّا ونظرت إلى جونغكوك ثم إلى والدتها قائلة

-" بنتك صار لها صديق" طبعًا لم تكن لتقول لها أن جونغكوك أكثر من صديق، ليس وهي على هذا الفراش.

-" حلو" قالت بصعوبة وابتسمت له، بادلها جونغكوك الإبتسامة بلطف وقال لها بالعربية محاولًا أن يظهر لأڤیانّا صعوبة نطقه لها.

-" ما على قابك شر" نظرت باستغراب إليه أڤیانّا لكنه أخبرها مباشرة أنه حاول تعلم هذه العبارة عبر الإنترنت ليقولها لوالدتها. نظرت إلى والدتها وقالت لها.

-"يقصد قلبك" وأمسكت بيد جونغكوك دون أن تجعلها تلاحظ محاولةً جعله يشعر بمدى امتنانها له.

هوس خاطئ|ج.ج||✓||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن