15🖤

778 38 39
                                    

-"هل يمكنك التوقف عن ملاحقتي؟" قالت بغضب حين بقي يتبعها فور خروجهما من المطار.

-"لا أعرف شيئًا هنا، إلى أين يمكنني الذهاب؟" تساءل جونغكوك، تلعثم.. بدا الأمر واضحًا، إنه يخفي أمرًا.

-"كان عليك التفكير بالأمر قبل أن تلحق بي إلى هنا"

-"لا يمكنك تركي هنا بدون مساعدة آڤي" قال ببراءة مصطنعة.

-"راقبني أفعل هذا" قالت بدون مبالاة وغادرت. لكنها لم تستطع، عادت مجددًا.

-"كنت أعرف هذا لا تستطيعين تركي هنا" قال بلهجة منتصرة.

-"فقط كن هادئًا سأوصلك إلى أقرب فندق، لا تستطيع القدوم معي" قالت حين سمحت له بركوب سيارة الأجرة معها.

لم يدرك جونغكوك أنّ ما استطاع إخفاءه على مدار سنتين قد يكشفه إصرار بقائه بجانب أڤیانّا في كل تفاصيل حياتها ومحاولة الوقوف بجانبها في تلك الفترة الصعبة. وصلا إلى أقرب فندق. اتسعت عيناه.

-" لا يمكنني المكوث هنا" قال دون تفكير.

-"لماذا؟ ما خطب هذا الفندق؟" سألته بفضول واستغراب.

-"بدون سبب، أريد البقاء معك" قال بحزم.

-"بالتأكيد جننت. إن رآك أحد أقاربي معي سنموت سويًا" قالت بنبرة ممزوجة بنوعٍ من المزاح.

-" لا أمانع الموت بسببك" قال بجدية.

-" جونغكوك لا نس.." قاطعهما سائق الأجرة.

-" العداد شغال قرروا بسرعة" هكذا هو جو البلاد لا يتغير أناسها، فاقدوا الصبر وإن غبنا عنها لسنوات.

-"رح نسدد الفاتورة كاملة لا تخاف" قالت بلهجة بلادها، لم تتحدث العربية إلا قليلًا لكن هذا لم يمنع تذكرها لتلك اللهجة. ينظر إليها محاولًا جعلها تصدق أنه لا يفهم كلمة مما تقوله. لكن خلال الثلاث سنوات الماضية أتقنها، اضطر أن يتعلمها، وظيفته أجبرته على تعلم العربية، لطالما استغلت جهله للعربية أثناء شجارهما، كانت تقول كل ما تفكر به باللغة العربية. لم تكن تعلم أنه يستطيع فهم كل ما تقوله. مجددًا كما أنّ العائلة يمكن أن تبني طفلًا بصحة نفسية سليمة يمكنها أن تدمره وتجعل منه وحشًا.. هذا تمامًا ما قام والد جونغكوك بفعله.. لم يكن يكترث له، لما قد يكترث؟ هو ليس بطفله على كل حال. انتظر طويلًا رؤيته يكبر. في عيد ميلاده العشرين، لم يهدِ والد جونغكوك يومًا هدية له، لكن تلك الليلة كانت مختلفة.. جوٌّ خريفي، نسمات باردة نوعًا ما، نزلوا بفندق، أرادوا قضاء وقتٍ بعيدًا عن ازدحام سؤول وضجيجها

هوس خاطئ|ج.ج||✓||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن