الجزء السابع

239 5 1
                                    

المدرس: "أعترف أنني قد هزمت على يدي طفلة صغيرة!"

وابتسم ابتسامة خفيفة فشع النور من عينيه الجميلتين واتجه نحو الفتاة: "إنني أحبكِ".

الفتاة: "تحبني؟!، لا أصدقكَ!"

المدرس: "ماذا؟!"

الفتاة: "قولك لي بأنك تحبني بهذا الشكل المفاجئ، بالتأكيد سيجعلني لا أصدقكَ؛ أتذكر عندما أخبرتكَ أنني حقا أحبكَ، أخبرتني حينها أن مشاعري مؤقتة وستزول بمرور القليل من الوقت، لطالما ليس بإمكانك إثباتها، فلا يمكنني تصديقك بكل سهولة".

ورحلت الفتاة وتركته في حيرة كبيرة من أمره، أصبح غاضبا من نفسه فلأول مرة يشعر بما جعلها تشعر به، حقا كلمة واحدة بإمكانها أن تصنع فارقا في حياة كل إنسان، بإمكانها أن تحييه وبإمكانها أيضا أن تقتله!

لم يذهب في هذا اليوم لمنزل بل مكث يمشي في الشوارع ليجلي الهم الذي أحاط بقلبه، أمسك بعلبة السجائر ولكنه تذكرها حينها، وتذكر مدى خوفها عليه ألقى على الفور بعلبة السجائر بسلة المهملات.

وباليوم التالي بعدما مكث طوال الليل يفكر في إثبات قوي لمدى حبه لها، ذهب لمنزلها أيضا محاولا ألا يلاحظه أحد، أول ما انتبهت لوجوده الفتاة استأذنت من خالها للخروج حيث أنها ترغب في شراء بعض الحلويات.

خرجت مسرعة إليه لتلبي نداءه، أمسك بيدها وأدخلها سيارته الفاخرة وانطلقا، ذهب بها على شاطئ البحر...

الفتاة: "إنه مكان جميل بمعنى الكلمة".

المدرس: "لا يأتيه المحليون إلا نادرا على الرغم من جماله، لذلك يمكنكِ أن تعتبريه مكانا مخفيا عن الجميع".

سألها: "هل سبق لكِ أن رأيتِ ولو لمرة واحدة غروب شمس باللون الأزرق؟!"

الفتاة في تعجب شديد: "غروب أزرق اللون؟!"

المدرس: "كيف لشيء مثل هذا أن يكون بالطبيعة، حتى أنكِ على الرغم من حبكِ الشديد للعلم وتفوقكِ بدارستكِ العالمية وتطلعكِ لكل ما هو جديد بالعلوم المختلفة لم تسمعِ بمثل ذلك من قبل؛ حقا لا يمكنكِ رؤية شيء كهذا إلا إذا ذهبتِ للمريخ مثلا؛ أتعلمين كان والدي يقول أنه رأى غروب شمس أزرق اللون، ودائما كان يتباهى بمثل هذه الأشياء أمام الأطفال، يقصها بابتسامة عريضة ولا يكل من ذلك أبدا؛ كان والدي يعمل المسئول الأول لمبيعات لشركة تجارية خارج البلاد، الكل عرفه بإدمانه للعمل، كان عندما يعود من رحلات سفره يختلق لنا مثل هذه القصص ليسعدنا بها؛ عندما كنت بالثانية عشرة من عمري توفي والدي إثر ارتفاع حاد بضغط دمه، كانت وقتها الشركة التي يعمل بها تتعرض لخسائر فادحة أدت لإفلاسها وغلقها للأبد، لقد كان دائما يكذب علينا حتى النهاية لذلك أكره الكذب حقا؛ لأول مرة طوال عمري أتحدث بهذا الشيء الذي أزعجني، أنتِ الأولى على الإطلاق التي رغبت بمشاركتها ما يحزن قلبي".

الفتاة انتابتها حالة من الحزن عليه وعلى أمره، ولكنها أيضا كانت سعيدة للغاية للدرجة التي التمستها منه مقربة لدرجة أنه يبوح بما في قلبه إليها.

المدرس: "دعينا نتزوج".

تفاجأت الفتاة بشكل ملحوظ، ولم تستطع الرد عليه، استكمل المدرس حديثه مطمئنا لها: "أتعلمين أن هذه هي المرة الأولى التي يقع بها قلبي بحب شخص، لذلك أنا علي يقين تام بأنني أستطيع الذهاب لأي مكان مهما بلغ خوفي منه معكِ".

الفتاة: "ألا تعتقد أن زواجنا يعد قفزة كبيرة للغاية؟!"

المدرس: "ألم تطلبِ مني إثبات مدى حبي لكِ؟!"

الفتاة: "نعم لقد فعلت ذلك".

المدرس: "على أية حال، ما رأيكِ إنه عرض للزواج بشكل ما".

الفتاة بفرحة شديدة: "إذا كنت تذهب معي لهذا الحد، فبالتأكيد أنا موافقة على أن أكون معك طوال عمري".

المدرس: "إنني حقا أحبكَ، ولو كان الأمر يتعلق بأن أكون معكِ، فيمكنني التخلي عن كوني مدرسا".

وبحزن عميق: "لكن هناك أمر واحد مازال يقلقني، لو علم أحد بأمرنا ربما تطردين من المدرسة، لذا علينا أن نكون مدرس وطالبته حتى تتخرجين من المدرسة".

الفتاة بحزن: "أستطيع أن أتفهم الأمر".

المدرس عندما رآها حزينة داعبها قائلا: "لا تقلقي، أعدكِ أن أحميكِ مهما حدث".

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

سلسة (أحببت طالبتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن