الجزء العاشر

193 7 0
                                    

عاد خالها للمنزل فرحا، وقد أحضر لها كل الأوراق اللازمة لالتحاقها بجامعة كاليفورنيا كما حلمت منذ صغرها أن تدرس على يد "مينديل" شخصيا، ولكن الفتاة كان لها رأي آخر، مما أثار غضب خالها عليها...

الفتاة أمسكت الأوراق بيدها وقالت في دهشة: "أأدرس بالخارج؟!، بجامعة كاليفورنيا؟!، على يدي مينديل؟!".

خالها: "لقد اطلعت على درجاتكِ بالامتحانات الوهمية، وبصفة خاصة درجات اللغة الإنجليزية والتي ارتفعت بمعدل كبير في فترة وجيزة، لذلك فإنني أعتقد أن دراستكِ بجامعة كاليفورنيا كحلم فقط أصبحت مضيعة للوقت".

الفتاة: "ولكن ارتفاع درجاتي بسبب أني عملت على ذلك كثيرا، لذلك أعتقد أنه من الصعب دخول جامعة كاليفورنيا".

خالها: "لماذا؟!، فدرجاتكِ ببقة المواد الدراسية بعيدة للغاية عن الدرجات المطلوبة ولا ينقصكِ سوى اللغة الإنجليزية والتي لو استمريتِ بدراستها على هذا النحو فبالتأكيد ستجتازينها أيضا".

راودت الفتاة الكثير من الأفكار حينها ولكنها لم تعطه قرارها بعد...

خالها: "لطالما أردتِ أن تلتحقي بهذه الجامعة منذ أن كنتِ صغيرة، لذا أعطي لنفسكِ الفرصة ولا تضيعيها من يديكِ حتى لا تندمي بالمستقبل".

صعدت الفتاة لغرفة نومها، وبينما كانت تستعد لاستذكار دروسها بالفعل راودتها نفس الأفكار...

الفتاة لنفسها: "ولكن الدراسة في الخارج (ينتابها شعور بالخوف من المجهول)، أيعقل أن أحضر محاضرات مينديل بشخصه؟!، ولكن مدرسي؟!".

وفي هذه اللحظة دق جرس هاتفها...

المدرس: "أيمكنني أن أتحدث معكِ الآن".

الفتاة: "بكل تأكيد".

المدرس: "افتحي نافذتكِ".

فتحت الفتاة نافذة غرفتها ووجدته بالأسفل يحدق بها بابتسامة جميلة...

المدرس: حتى في المنزل تحتفظين أيضا بتعابير ملامحكِ هذه؟!".

الفتاة بضيق: "أقطعت كل هذه المسافة حتى تسألني هذا السؤال؟!"

المدرس: "بل قطعت كل هذه المسافة حتى أرى صفيقة اللسان خاصتي".

الفتاة: "حقا؟!"

المدرس: "ولكن بعد أن تتخرجي وتصبحين زوجتي سأعطيكِ أسبابا كافية لتجعلكِ تبتسمين وتشعرين بكل سعادة، تصبحين على خير"، وأغلق هاتفه.

ركضت الفتاة خلفه بينما كان عائدا لسيارته حتى يعود لمنزله، احتضنته بحنية ولم تعطه أي فرصة لسؤالها عن فعلتها من الأساس، حيث ركضت عائدة لمنزلها.

وفي الصباح الباكر للوم التالي بعدما تهيأت للذهاب لمدرستها، كانت ممسكة بأوراق الالتحاق بجامعة كاليفورنيا، فأعطتها لخالها قائلة: "إنني لا أرغب في الدراسة بالخارج على الإطلاق".

خالها في حالة ذهول من أمرها: "ولكن لما؟!".

الفتاة: "بدون أسباب معينة، هذه رغبتي فحسب".

كاد يستشيط غضبا ولكنه لم يبدي من أمره لها شيئا؛ وبالمدرسة حدث ما لم يكن بالحسبان، لقد انتشرت إشاعة أن مدرس اللغة الإنجليزية يهتم بطالبته بشدة ويوليها اهتماما يفوق بقية طلابه نظرا لوجود علاقة ما تجمع بينهما...

جمع مدير المدرسة بين مدرسي الرياضيات (خال الفتاة والوصي عليها)، ومدرس اللغة الإنجليزية...

مدير المدرسة: "اصغيا إلي جيدا، في الآونة الأخيرة انتشرت إشاعة بكل أرجاء المدرسة بخصوص ارتفاع درجات ابنة أختكَ باللغة الإنجليزية، وأنكَ (وأشار بيده على مدرس اللغة الإنجليزية) تستمر في إعطائها الدروس الإضافية بمفردكما؛ وبالتأكيد أنا لا أعتقد شيئا هكذا، ولكن ما أذهلني حقا أن هناك طالب يزعم رؤيتكما سويا بأحد المتاجر وليس معكما أحد أثناء الإجازة الصيفية، هذه مشكلة كبيرة بحد ذاتها..."

في هذه اللحظة قاطعه خال الفتاة (مدرس الرياضيات): "لا يمكن أن تمت كل هذه الأقاويل بأي صلة للحقيقة، ويمكنني ضمان ذلك بنفسي".

المدير: "أيمكنكَ ضمان ذلك؟!"

أشار مدرس الرياضيات بهزة برأسه تفيد تأكده التام من ذلك.

المدير: "إذا بما أن الوصي عليها يمكنه ضمان أن كل هذه الأقاويل ليس لها أية علاقة بالحقيقة، في هذه اللحظة يمكننا إغلاق الباب على كل الإشاعات".

نظر المدير لمدرس اللغة الإنجليزية ملمحا له ببعض الكلمات والتي كانت تحمل الكثير والكثير من المعاني الخفية في طياتها: "انتبه فأنت تسير على قشور البيض، فانتبه لكل خطوة من خطواتكَ المرة القادمة!".

كان المدرس من كثرة الضيق والغضب لمجرد التفكير في احتمال خسارة القلب الذي أحبه وعشقه لدرجة الجنون لا يستطيع الوقوف على قدميه، وتلونت عيناه باللون الأحمر...

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

سلسة (أحببت طالبتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن