بالمدرسة الثانوية...
المدير يسأل خالها مدرس الرياضيات عنها: "هل وصلت فتاتنا لكاليفورنيا بسلام وأمان؟"
خالها: "الحمد لله ولكن للتو بدأت صعوباتها، فعليها حضور محاضرات لتحدث الإنجليزية قبل بدء مواعيد دراستها بالجامعة".
مدرس الكيمياء: "ولكنها تظل فتاتنا ففي مدة قصيرة للغاية من دراستها للإنجليزية وتمكنت من الالتحاق بجامعة كاليفورنيا".
خالها: "كل ذلك يعود للدروس الإضافة التي كان يعطيها لها مدرسها".
ذهب خالها لمدرس اللغة الإنجليزية وشكره على كل ما فعله من أجلها، ولكن مدرسها كان في كل لحظة يشتاق لها لدرجة أنه كان يمكث بالساعات بفصلها أو بالحجرة التي اعتاد أن يعطيها بها الدروس الإضافية بلامبالاة للآخرين.
وبدأت الدراسة من جديد، وكل منهما المدرس والفتاة منهمك بعمله أو بدراسته، وذات يوم بينما أنهى المدرس حصته وخرج وإذا به يفاجئ بوجودها أمامه، ويا لسعادة قلبه...
المدرس اقترب منها: "أليس من المفترض أن تكوني بجامعتكِ الآن؟!".
الفتاة بشيء من الندم والحزن أيضا: "لقد فوت بعض المحاضرات".
المدرس: "لماذا؟!"
الفتاة: "لقد أردت أن أريكَ شيئا في غاية الأهمية".
المدرس في حيرة من أمره ولا يدري ماذا يفعل، فقد اجتمع أخيرا بالقلب الوحيد الذي أحبه.
تجرأت الفتاة وأمسكت بيده حيث وجدته واقفا بمكانه وتكاد الصدمة قد سيطرت على أفكاره، ومن ثم أخذته ورحلت به بعيدا عن المدرسة بأكملها.
ازدادت التساؤلات من قبل الطلبة والطالبات، ولكن خالها كان يشعر بسعادة غامرة عندما رآها تقف بجوار مدرسها والذي على يقين تام بأن كلاهما يحب الآخر بصدق.
أما عن المعلمة الجديدة فأخيرا شعرت بالسلام الداخلي، وأنها لم ترتاح يوما عندما كانت سببا في التفرقة بين حب حياتها وسعادته، لأنه فعليا قلبه لم ينبض لفتاة قبل طالبته.
والجميع تساءل عن هوية الفتاة الجميلة التي تقف مع مدرس اللغة الإنجليزية لاسيما الفتيات، فقد شعرن بالغيرة، كما تعرف عليها بعضهن نظرا لأن فتيات كن أصغر منها سنا بنفس المدرسة وقد علمن سابقا قصتها مع مدرسها وما آلت إليه بكونها مجرد إشاعة.
أما عن الفتاة نفسها فقد عادت من أجل شيء آخر للغاية، ولم تكن لتكترث لكلام أي من البشر...
عادت لأنها كانت قد سألت أساتذتها الكبار بجامعة كاليفورنيا عن صحة وجود غروب شمسي أزرق اللون، وكانت النتيجة أنه يوجد بالفعل شيء مثل ذلك ولكنه نادر الوجود أيضا، لذلك أحضرت صورة معها تثبت صحة كلامهم وعادت لأجله...
المدرس بذهول شديد: "غروب شمسي أزرق اللون؟!"
الفتاة: "نعم ويسمى لديهم ومض أزرق، ويحدث في حالة اختفاء الشمس تحت الأفق، ويعتبر ظاهرة نادرة للغاية ولكنه في النهاية حقا موجود، أول ما علمت وتأكدت من الأمر شعرت بالضرورة لأريكَ كل هذا بنفسي مهما كلفني الأمر".
المدرس بحزن عميق: "وهل عدتِ من أجل هذا فقط؟".
الفتاة: "نعم".
المدرس: "أشكركِ من كل قلبي على اهتمامكِ"، وهم بالرحيل ولكن الدموع بالكاد تحبس في عينيه.
وبينما راحل: "ولكن كل ذلك لا ينفي حقيقة أنه كان يكذب علينا طوال الوقت".
الفتاة ركضت خلفه: "ولكن من الممكن أنه فعل ذلك كي يجعلكم جميعا تشعرون بالسعادة، كذب عليكم بالفعل ولكن من أجل سعادتكم كما كذبت علي مسبقا من أجل مصلحتي وحتى أسافر للدراسة بالخارج".
في هذه اللحظة توقفت قدماه عن السير ونظر إليها بروية.
الفتاة: "إنني مدركة تماما أنك كذبت علي، وأخبرتني أنك لم تعد تحبني وأنك لا تريدني من أجل أن تجعلني أسافر لأدرس بكاليفورنيا كما حلمت سابقا، لذلك فإنني أدرس بكل جد حتى أعود إليك شخصا يستحق حبك من جديد، ولكن أرجوك أن تنتظرني".
المدرس: "آسف جدا ولكنني لن أكذب مجددا من أجل مصلحتكِ".
الفتاة غضبت لدرجة أنها بدأت في ضم يدها ونظرت للأرض ببؤس شديد، اقترب منها وأمسك بيدها التي أغمضتها، اقترب منها وضمها لصدره...
المدرس: "إنني سأحبكِ طوال عمري وحتى بعد العمر، آن الأوان لنتزوج الآن".
الفتاة: "لا يمكننا فعل ذلك فأنا لا أزال لا أستحقكَ..."
ولم تكمل حديثها قاطعها قائلا: "أنتِ ما زلت الفتاة الأروع على الإطلاق، لن أدعكِ تغادرين جامعتكِ بل سأذهب معكِ حتى تتمين دراستكِ، أما عني فأنا لا أحب سوى الفتاة التي تقف أمامي كما هي".
الفتاة شرعت بأن تناديه كما تعودت أستاذي...
المدرس: "رجاءا أيمكنكِ مناداتي باسمي".
بابتسامة تخطف القلوب أجابته: "بكل تأكيد".
تزوجا وعاشا في سعادة وهناء.
النهاية اتمنى ان تنال اعجابكم ورضاكم تحياتنا فريق العمل زمن الصمت
أنت تقرأ
سلسة (أحببت طالبتي)
Romanceلا يوجد شعور أجمل من الحب بكل الحياة، الحب الشيء الوحيد الذي يمكن الإنسان من تغيير نهج حياته، بإمكانه تغيير شخصه كليا ومن الممكن ألا يلاحظ المرء تغيير نفسه، وكل من حوله يقوم بملاحظته وملاحظة تصرفاته إلا نفسه حيث يكون غارقا بأحوال من يحب.