الجزء الثامن

216 7 0
                                    

وبحزن عميق: "لكن هناك أمر واحد مازال يقلقني، لو علم أحد بأمرنا ربما تطردين من المدرسة، لذا علينا أن نكون مدرس وطالبته حتى تتخرجين من المدرسة".

الفتاة بحزن: "أستطيع أن أتفهم الأمر".

المدرس عندما رآها حزينة داعبها قائلا: "لا تقلقي، أعدكِ أن أحميكِ مهما حدث".

لقد عاملها بذلك اليوم بحنية تفوق الوصف، كان معها حنون وخائفا عليها من نسمة الهواء الطائرة...

عندما انتهى اليوم أعادها لمنزلها: "في الوقت المناسب سأخبر خالكِ بموضوع زواجنا".

الفتاة كانت شديدة الفرح، يكفي عينيها اللامعتان.

عاد الطلاب للمدرسة من جديد بعد انقضاء العطلة، وباليوم الأول وقفت تنتظره وعندما اقترب عليها كلاهما كان فرحا حتى اعترض طريقه طالبات لديه يردن أن يسألنه عن ترجمة لبعض العبارات المعقدة، وما هي إلا مجرد حيلة، فكل واحدة منهن ترسم لها حياة تهنأ بها مع أجمل رجل رأته عيناها طوال حياتها.

كاد قلب الفتاة ينفطر من شدة الضيق، شعرت كأنه لا يواليها أي اهتمام ولكنه على العكس كان يحميها كما وعدها؛ كانت كلما رأته مع طالبة غيرها ضاق صدرها ولم تفهم السبب، ولأنها كانت على قدر كبير من العقل والتحكم العاطفي اكتفت بالابتعاد في حين أنها كادت تموت بكل معاني الكلمة.

وبيوم من الأيام أراد زميلها ولذي كان معجبا بها بشدة أن يتحدث معها بأمر ما...

الفتاة: "أريد أن أقدم لك اعتذاري على ما حدث باليوم التالي للاختبارات الوهمية".

الشاب: "أنا من عليه الاعتذار لأنني تجرأت وأمسكت بيدكِ، ما كان ينبغي علي أن أفعل ذلك".

الفتاة: "لا عليكَ".

الشاب: "هناك أمر أريد الاعتراف لكِ به".

الفتاة: "تفضل بكل تأكيد".

الشاب: "إن الشخص الذي تحبينه هو مدرس اللغة الإنجليزية؟".

نظرت الفتاة في الأرض ولم تعطيه أية إجابة عن سؤاله، شعر الشاب بذلك.

الشاب: "لا عليكِ إخباري بشيء والاعتراف لي فأنتِ لستِ مضطرة لفعل ذلك، لقد تعرفت على ذلك بمفردي، تذكرين ذلك اليوم، الشاب الذي جذبكِ نحوه وجعلكِ تركضين، لقد تعرفت عليه أنه مدرس الإنجليزية بنفسه من رائحة عطره".

الفتاة نظرت إليه: "اعذرني ولكني..."

قاطع الشاب حديثها قائلا بصوت يملأه الحزن وبه كبح للدموع: "أنا الشخص الذي يجب أن يعتذر في كل الأحوال، لقد طلب مني مدرسنا أن أبقي الأمر لنفسي وألا أخبركِ أنه هو من أخذكِ لعيادة الطبيبة عندما فقدتِ وعيكِ، وأنا فعلت ذلك وما كان ينبغي علي أن أفعل".

الفتاة ظهرت عليها علامات التعجب: "كيف؟!"

الشاب: "عندما سقطتِ أرضا في ذلك اليوم عاد مسرعا، لقد ظهرت على ملامحه خوفه الشديد عليكِ، ولم يستطع كبح قلقه، أوصاني ألا أذكر ذلك لكِ نهائيا".

الفتاة: "إذا هذا ما حدث حينها".

الشاب: "أرجو أن تسامحيني على فعلتي، فأنتِ لا تعرفين مقدار محبتكِ بقلبي".

أحرجت الفتاة من قوله: "لا عليكَ".

لقد كان زميلها حزينا بقدر أنه فقد شخصا عزيزا على قلبه، لقد كن لها الحب بقلبه وخاصة أن الفتاة جدير للغاية بمحبة كل من حولها.

عادت الفتاة للمنزل بعد اكتمال يومها الدراسي فحرة نشيطة مفعمة بالحب، لقد كانت كلمات زميلها لها أثر على قلبها وكأنها أعادت إليه الحياة من جديد؛ بدلت ملابسه ودخلت المطبخ لتتقن أكثر من نوع مختلف من الأكلات اللذيذة، مما جعل خالها في حالة من التعجب...

خالها: "أراكِ تضعين مجهودا جبارا في المطبخ، ألا يصح لكِ أن تدرسِ عوضا عن الوقت الذي تهدرينه في المطبخ؟!"

الفتاة: "لا شيء، بالعكس ذلك يجعلني قادرة على تحسين مزاجي لأدرس بشكل أفضل".

وكانت الفتاة بالفعل تدرس جديا ولا تهدر وقتها على الإطلاق، كانت بالرغم من كل معاناتها للحنين والاشتياق لمن يهواه قلبها إلا أنها أيضا لا تدع لذلك طريق للتأثير على نهج حياتها.

كانت تدرس في الفصل وأثناء وقت الراحة وفي المنزل وبكل مكان، وأكثر مادة تركزها عليها هي أصعب مادة بالنسبة إليها اللغة الإنجليزية، كانت تضع بها مجهودا جبارا وتتبع تعليمات مدرسها، وخاصة الدروس الإضافية التي كان يعطيها لها، وبيوم جاءتها رسالة أنه يريد لقائها بعد الانتهاء من اليوم الدراسي بفصل بحجرة الدروس الإضافية...

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

سلسة (أحببت طالبتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن