الجزء السادس

250 5 0
                                    

وذات مرة كانت تستمتع الفتاة بالنظر إلى مدرسها من أحبه قلبها وتكتفي بمجرد النظر إليه من بعيد، لاحظتها المعلمة الجديدة فبعدما كانت تجلس بالقرب منه وتتحدث معه من بعيد، ادعت أن شيئا ما دخل بعينها، فساعدها المدرس على إخراجه وبالتأكيد اقترب منها ليفعل ذلك، اغتاظت الفتاة ورحلت مسرعة، وبذلك شعرت المعلمة أنها حالت بينها وبينه، وكانت في غاية السعادة والفرحة.

في اليوم التالي كانت السماء تمطر والجو بارد كالثلج وجميع الطلبة والطالبات يسرعون للذهاب لبيوتهم، وإذا بالمدرس يتفاجأ بوجود الطالبة التي أحبها أمامه، لقد فكرت كثيرا حتى تتمكن من التخلص من الألم الموجع الذي بقلبها...

المدرس بخوف شديد عليها من سوء الجو والأمطار المتساقطة: "لم ما زلتِ هنا؟!".

الفتاة: "ألم توصيني بأن أصدق تجاه مشاعري؟!، إنني حقا أحبك ولا أستطيع نسيان ما حدث بيننا".

المدرس: "من الأفضل لكِ أن تنسين".

الفتاة نظرت في الأرض: "ولكني لا أستطيع تجاوز ما حدث بيننا، ولا أستطيع السيطرة على مشاعري تجاهك، ولا أستطيع نسيانك مهما حاولت".

المدرس أمسك بها وجعلها تنظر في عينيه: "إنكِ في بداية عمركِ، ومشاعركِ تجاهي بالتأكيد ستتغير لذلك لا تفكري بطريقة خاطئة، فمع قليل من الوقت ستجدي نفسكِ نسيتِ كل شيء بطريقة طبيعية للغاية".

نظرت الفتاة إليه بحزن: "يؤسفني أنك لم تفهمني".

ركضت الفتاة وعلى الرغم من شدة الأمطار المتساقطة إلا أنه استطاع تمييز قطرات الدمع المتساقطة على وجنتيها.

ركض خلفها حتى يتمكن من محادثتها ولكنها كانت قد غابت عن أنظاره؛ وباليوم التالي كان اختبار لمادته، وضعت ورقة الاختبار أمامها ولكنها دون ملاحظة منها أسقطتها، كانت عيناه دائما ترقبانها اقترب منها والتقط لأجلها ورقة الاختبار من على الأرض وأعطاها إياها حتى تشرع في كتابة الإجابات، أخذتها الفتاة من يده وتجنبت النظر في عينيه مما فطر قلبه فطرا.

وما إن انتهوا جميعا من الاختبار، غادر بعدما أخذ ورقات إجابة الطلاب معه، حدثت مشكلة بعض الطلاب أخذوا كتابا من حقيبة زميل لهم دون أن يشعر، وأرادوا أن يفتحوه ليقرئوا سرا به، لاحظتهم الفتاة فاقتلعت من أيديهم الكتاب وحذرتهم من عدم التعدي على خصوصيات الآخرين، جاء يشكرها زميلها فإذا بها تسقط على الأرض، صرخ زملائها ليساعدوها ولكنها كان مغشيا عليها، هنا سمع أصواتهم المدرس الذي عاد ركضا للفصل ليعلم ما ألم بها.

كانت تعاني من درجة حرارة مرتفعة للغاية لدرجة أن كل جزء بجسدها كان يشتعل ولا يتحمل أحد أن يضع يده عليه، أخذها للطبيبة وهناك تبعها زميلها أيضا، وعندما اطمأن عليها كانت لازالت فاقدة لوعيها، طلب من طالبه ألا يخبرها أنه ساعدها عندما تستعيد وعيها وانصرف.

وبعد الاختبارات الوهمية جاءت الإجازة للطلاب، ولكل كان لديه حلم يسعى لتحقيقه، كانت الفتاة مداومة على دراستها رغبة في تحقيق هدفها، وذات يوم خرجت للتنزه مع صديقتها، وقد كان برفقتهما صديق صديقتها والذي يتودد للتقرب منها، وقد جاء أيضا نفس الشاب الذي أنقذت سره من الانكشاف والذي كان معجب بها ويريد الفوز بقلبها أيضا.

موقف غريب جعل جمود المدرس يذوب وينجلي...

شجع صديقا الفتاة الشاب على التقرب والتودد منها، صار جريئا على غير عادته، وعلى الفور في لحظة حماسة مفرطة منه أمسك بيدها، كان شبيها بأنه يمسكها رغما عنها، كانت تسير معه حتى لا تحرجه أمام صديقيهما ولكن ما إن أصبحا بعيدين جزئيا، سحبت يدها من يده...

الفتاة: "آسفة ولكنني حقا لدي من أحبه وقلبي يتعلق به".

وقف الشاب وقد خيمت عليه حالة من الحزن المرير، في هذه اللحظة صادف المدرس والمعلمة الجديدة بنفس المكان، كانت قد ذهبت للتسوق وطلبت منه الخروج معها، رأت المعلمة الجديدة الفتاة ولكنها لم ترد أن يراها مدرسها، حاولت تشتيت انتباهه ولكنه رأى ذلك الشاب ممسك بيده، ورأى أثار الضيق على وجهها.

هم للذهاب عندها، فقالت صديقة طفولته: "إياك أن تجرؤ على الذهاب عندها، إنه ممنوع وأنتَ تعلم جيدا مدى عواقبه".

غادر ولم يصغي لها، كان حينها يرتدي ملابسا مكنته من التخفي، ذهب مسرعا تجاهها وأمسك بيدها وجعلها تركض معه، بهذه الطريقة لم يلاحظه أحد على الإطلاق حتى الفتاة نفسها، إلا عندما توقفا بمكان بعيد تعرفت عليه، كانت تجري لأنه ممسك بيدها بقوة ويركض بسرعة فائقة فلم يدع لها فرصة لتتعرف على هويته....

المدرس: ماذا كنتِ تفعلين؟!"

الفتاة: "ما خطبكَ؟!"

المدرس: "أعترف أنني قد هزمت على يدي طفلة صغيرة!"

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

سلسة (أحببت طالبتي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن