الفصل الخامس (نقطه البدايه)

114 36 22
                                    

(انت ملاك حينما تصيب وبشر حينما تخطئ وآنا شيطان في الحالتين)
تقاوم حور دموعها وتمسك بقلمها لتكتب
دائماً ماكنت أشعر بالوحده
أملك وجه جميل كما يراني الناس ولكن لدي حظ سيء
منذ طفولتي لم يكن لي أصدقاء أتذكر عندما كنت في المرحله الابتدائية لم أسلم يوماً من التنمر لا أعلم لماذا أمي كانت تخبرني دائماً بإنني فتاه جميله ومحبوبه وأبي كذلك ولكنني أكتشفت أن التنمر ليس له علاقه بالشكل
لا يوجد في الأساس شئ يسمي شخص جميل وشخص قبيح خلقنا الله جميعاً في أحسن صوره
ولكن هناك بعض الأطفال والبشر عموماً لم تزرع فيهم العائله المبادئ وحب الناس والكلمه الطيبه
لذا دائماً ما يحاولون التقليل من غيرهم أو ربما يشعرون ببعض النقص وإنهم غير مرغوب فيهم فيسقطوا أحاسيسهم المضطربه علي بشر غيرهم ليجعلوهم يعانون مثلهم بدلاً من أن يحاولوا إصلاح ذاتهم
ربما مشكلتي أنا كانت تكمن في عدم قدرتي على تكوين صداقات
لذا كنت دائماً وحيده وأتعرض للتنمر
حتي التقيت بملك هي الوحيده التي لم أكن أجد صعوبه في التعامل معها أصبحنا أصدقاء بدرجه الأخوات وأحببتها كثيراً حتي أن أمي احبتها أيضاً
أصبحنا نقضي أكثر الاوقات معاً
ولكن بدأت تتغير معي شيئاً ف شيئاً بعد أن كانت مصدر سعادتي أصبحت مصدر حزني وعدم ثقتي بنفسي كلما كنت سعيده كانت دائماً ماتقلل من سعادتي
أذهب إليها وأنا أحمل خبر سعيد وأكاد أحلق في السماء كالطير من السعاده فأعود من عندها وقد قصت اجنحتي وتبدل شعوري من السعاده إلى الحزن والخوف من أن تلك السعادة ربما لن تكتمل أو لا يستحق الأمر كل تلك الفرحه
أقوم بشراء ملابس وأقف أمام المرأه وأنا أشعر بإنني جميله وتليق بي وحين تراني تخبرني بإن ما أرتديه يجعل شكلي بشع كنت أصدقها لأني أحبها
كانت بعد ذلك تذهب وتشتري نفس الملابس لنفسها وتفعل كل شيء أفعله فأسعد وأظن إنها تحبني لذا تحاول أن تكون مثلي في كل شيء
وفي أحد الأيام أودعت معي أمي بضعه نقود حتى تأخذهم مني عند حاجتها إليهم
وفي يوم أتت ملك إلى منزلي تركتها وحدها في غرفتي وذهبت لأجلب لها بعض المشروبات وحين عدت وجدتها تأخذ النقود من حقيبتي لم تراني حين أتيت وأنا لم أكن أعرف ماذا أفعل ولكنني كنت خائفه من أن أجرح مشاعرها
لذا تصرفت وكأنني لم أرى شئ وقررت أن أخبر أمي بإن النقود ضاعت فلا يمكنني أن اكشف سر صديقه عمري حتي ولو أمام والدتي إلى أن حدث مالم أتوقعه 
كانت ملك تجلس معي وتدخل أمي لتخبرني إنها تريد الأموال التي تركتها معي أخذت أمي بعيداً وأخبرتها أنني اضعت النقود
علا صوت أمي دون قصد وهي تسألني كيف لي أن أفعل ذلك ولما لم أكن حريصه أكثر وكيف ستأتي بالعلاج للمرأة المريضه
اعتذرت منها وعدت إلى ملك ولكن سرعان ماطلبت ملك الرحيل وبعد أن غادرت إذ بي أجد أمي تدخل إلى غرفتي وتسألني لماذا قمت بسرقه الأموال تفاجئت من سؤال والدتي فكان ذلك أخر سؤال يخطر علي ذهني أن أسمعه من أمي
سألتها لم تقول ذلك فأخبرتني أن دينا قبل أن تذهب اخبرتها بإنني أخذت الأموال لأنني كنت بحاجه إليها وبإنني اعترفت لها بذلك وطلبت منها أن لا تخبر أمي لكنها أخبرتها لأنها تريد منها أن تنتبه علي ولأنها تحبني
لن أستطيع أن أصف لكم شعوري وقتها لم أنطق بكلمه ظللت أبكي وأبكى من وقع الصدمه علي قلبي إلى أن بدأت أمي بتوجيه بعض الكلمات القاسيه إلى
لم أجد أمامي سوي إخبارها بالحقيقه و بإن ملك هي من اخذتهم ولكن أمي لم تصدق وظنت إنني اقول ذلك لأنفي التهمه عني أقسمت لها وسألتها بعيون مليئه بالدموع والرجاء إن كانت تصدقني فأجابتني بعيون مليئه بالشك وعدم النصديق إنها لا تعلم هل تصدقني أم لا ولكن على الأرجح إنها لا تصدق
كاد قلبي أن بتمزق وقتها من الألم لأول مره في حياتي أفهم معني أن ينكسر قلبك لم أكن أتوقع رد فعل أمي هذا مطلقاً ربما بسبب الثقه والصراحه المتبادله بيننا ولكنني أكتشفت أن عقل البشر لا يستوعب وجود إنسان صريح دائماً ربما لأن معظم البشر أعتادوا الكذب والحيله لذا يصعب عليهم تصديقك أو دعنا نقول أن مقابله الناس لأشخاص تتقن الكذب جعل من الصعب عليهم تصديق أي شخص
في النهايه كلما كنت صريح كلما زادت معاناتك
أكثر مايؤلم قلبي هو عدم إيجاد إجابه لسؤال ماذا فعلت حتي تراني أمي هكذا ولا تصدقني
ولماذا فعلت ملك ذلك معي وأنا لا أحمل لها في قلبي سوي الحب
أخذت تبكي ثم عادت لتكتب
عندما تأتي الطعنه عن قرب فإنها تقتل أكثر من أن تأتي عن بعد هكذا بعض الصدمات أيضاً
حتي الآن لم أتعافي من ذلك الألم وكلما تذكرت بكيت
أعترف بأنني تغيرت كثيراً بعد ذلك اليوم وأصبحت شخصيه لا تطاق وأصبحت تصرفاتي غريبه ودائماً ماتكون ردودي قاسيه دون قصد
ولكن عندما يكسر قلبك تصبح بارداً وقاسي رغماً عنك
أخذت بضعه أيام لا أفعل شئ في حياتي سوي البكاء والنوم إلى أن أتت إلى ملك في يوم وأعتذرت مني وأخبرتني إنها كانت بحاجه إلى تلك الأموال كثيراً ولم تستطيع أن تطلب مني وظلت تبكي حتي إنني صدقتها بالفعل وقمت بمسامحتها أينعم كان قلبي يؤلمني عندما أنظر إلى وجه أمي وأجد به نظرات الشك وبإنها اصبحت لا تصدق أياً مما أقول ودائماً ماتشك بي في كل قول وفعل ولكن لم أستطع أن أفعل شيء أمام بكاء ملك سوي مسامحتها وفي إحدى الأيام اخيرتني ملك إنها انفصلت عن حبيبها وهي بحاجتي أكثر من أي وقت مضي أرتديت ملابسي مسرعه وكنت علي وشك الخروج ولكن قبل أن اخرج من المنزل حتي وجدت رساله من إحدى زميلاتي تسألني هل حقاً ماسمعته عني
ومن ثم أرسلت لي تسجيل مكالمه لملك تخبرها فيه بإنني دائماً ما أغار منها وأقوم بتقليد آي شئ تفعله وإنني غير محبوبه من أهلي كما يراني البعض فقد قمت بسرقه والدتي وأوقعت بينها وبين ملك لأنني أغار من أن والدتي تحبها كثيراً
أخبرتني زميلتي أيضاً بأن ملك تقول هذا الكلام لجميع أصدقائنا
ماكان مني سوي إنني عدت إلى غرفتي وظللت أبكي ولأول مره أشعر أن حتي البكاء لا يريح
أخذت قرار بالأبتعاد عنها دون حتي أن ألومها علي مافعلت فكل شخص يعلم ماذا يفعل وكلما سألني أحد أصدقائي لماذا لم نعد أنا وملك أصدقاء لا اجيب لأنني لا أعلم ماذا أقول
وكأن هذه كانت بدايه اللعنه التي أصابت حياتي وجعلت كل من حولي يبتعدوا عني وكأن خروج شخص من حياتك هو تمهيد لخروج الجميع من بعد ذلك اليوم أبتدت الصدمات تنهال علي قلبي وأبتعد عني كل أصدقائي.
إلى أن وجدت في يوم رساله من ملك تلومني فيها لأنني تركتها بمفردها وبإنها كانت تحبني كثيراً
لا أعلم سوي إنني اصبحت مشتته بين هل أنا حقاً سيئه وتسببت لها في أذى وكان من المفترض أن أكون بجابنها أم لا
وإن لم أكن سيئه فلماذا لم يخطر ببالها إنها هي من قامت بإيذائي
ربما كنت انا السيئه وأنا لا أشعر
وإن كنت انا السيئه لما يؤلمني قلبي هكذا
لا أعلم ولكنني اصبحت علي وشك تصديق كل ماقالته عني
هذه كانت حكايتي مع ملك
نأتي لعلياء
هي من سعت لتكون صديقتي وأنا ما كان مني سوي إنني رحبت بها وبالفعل جعلتني أثق بها وأحبها
ولكن قبل أن ألتقي بعلياء كان لي زميل في الجامعه يدعي خالد علمت بعد ذلك أن المشكله كانت تكمن في صداقتي بخالد وبإن علياء حين قامت بمرافقتي كان غرضها الوصول إليه والتقرب منه عن طريقي ولكني لم أكن أعلم
مر الوقت وأصبحنا وعلياء أصدقاء ونحكي كافه اسرارنا لبعضنا البعض إلى أن جاء خالد ذات يوم وأخبرني بأنه يحبني ويريد أن يكمل بقيه حياته معي
أخبرته حينها إنني لا أراه سوي زميل فقط ولكنه أصر علي أن اعطي لنفسي فرصه للتفكير
لا أخفي عليكم كنت أحمل له بعض مشاعر الإعجاب وليس الحب لأنني دائماً ما أخشى الوقوع في الحب
ذهبت وقتها إلى علياء واخبرتها بما حدث
فطلبت مني أن أجعلها تجلس معه وتتحدث إليه حتي تتأكد إن كان يحبني حقاً أم لا
وبالفعل أخذتها معي عمد لقائي به وعرفتهما علي بعضهما البعض
أخذت علياء تتحدث إليه كثيراً وتبادلا أرقام الهواتف أيضاً ولم أكن أرى ثمه شيء غريب في ذلك
فهي أصبحت من أقرب أصدقائي  وتريد معرفه الشخص الذي يحاول الإرتباط بي حتى لا يخدعني فهي تعلم إنني لا أفهم البشر
أخبرتني أيضاً أن لا أعطي آي جواب لخالد إلى أن تخبرني إن كان حقا يحبني أم لا فوافقت
إلى أن جاءتني بعد بضعه أيام تخبرني بوجه يملأه الحزن أن ابتعد عن خالد لإنه لا بستحقني وبإنه اخبرها إنه يحبها هي ويشعر بأنه قد تسرع حين أخبرني بحبه فهو يريد علياء ولا يريدني ولكن لا يعلم كيف يقول لي ذلك
بالفعل تفاجئت مما قالت ولكن سرعان ما سألتها إن كانت هي أيضاً تحبه أم لا فأجابتني بصوت يملأه الخجل إنها تحبه حقًا ولا تعلم كيف ولكنها شعرت بالسعاده حين أخبرها بحبه فهي رأت الصدق في عينيه وتريد أن تكمل حياتها معه وأعتذرت مني لإخباري بهذا الكلام
شعرت بالحزن وقتها بداخلي ربما لأنني لم أتوقع من خالد أن يفعل ذلك لا أعلم لماذا ولكنني في نفس اللحظه وبدون تفكير اخترت صديقتي
واخبرتها إنني كنت سأرفض طلب خالد وبإنني لا أحمل بداخلي آي مشاعر له وبإن تكمل حياتها معه وتفعل مايحلو لها وتخبره إنني أعفيه من الحرج
ولا تعتبرني عائق لها أمام حبها
وكانت يومياً تحدثني لتخبرني عما فعلت من خالد وكيف عبر لها عن حبه
حتى ذلك اليوم الذي لا أستطيع نسيانه كنا نجلس آنا وهي في أحد المطاعم وأمسكت بهاتفها لنلتقط بعض الصور معاً استأذنتني في الذهاب إلى الحمام فذهبت وتركت لي هاتفها وعندما كنت أقوم بإلتقاط بعض الصور
إذ بي افاجئ برساله من خالد علي هاتفها يقول لها فيها :
يعني ايه! يعني حور بتحب حد تاني؟! وليه ما أعترفتليش وهي عارفه إني بحبها ليه سابتني مستني رد؟!!!!
تفاجئت من محتوى الرساله وأخذني الفضول لفتح المحادثة لأجد المحتوى كالتالي:
خالد: أنا بس عايزك تقنعي حور إني بحبها وقوليلها تفكر تاني
علياء : صدقني أنا حاولت كتير أفهم حوو إنك بتحبها بس هي قالتلي إنها مش موافقه وبتحب واحد تاني صدقني أنت تستاهل واحده أحسن من حور هي صديقتي أه بس هي مش زي ماأنت شايفها كده أنا عارفاها أكتر منك هي مش كويسه بجد أنساها وهتقابل واحده تانيه تحبك ومتقلقش أنا جمبك.
كانت هذه هي المحادثه إلى الرساله اللي قرأتها
لم أستطع تمالك نفسي من البكاء
عادت علياء وبدا علي وجهها الصدمه حين وجدتني أحمل هاتفها وأبكى
لم أستطع فعل شئ سوي أن أسألها لماذا فعلت ذلك معي
تحولت ملامح وجهها إلى الغضب والحزن في آن واحد وظلت تبكي وهي تخبرني
بإنها تحب خالد منذ اليوم الأول لها في الجامعه وإنها في الأساس حاولت التقرب مني حتي تصل إليه لأنها تحبه وصدمت عندما أخبرتها بحبه لي
ظلت تلقي علي بعض الكلمات القاسيه
منها إنني كنت سبب أساسي في عدم رؤيته لها وعدم شعوره بها
ولو لم أكن موجوده كان من الممكن أن يحبها هي ولكنني جعلته يحبني ولن تسامحني مطلقاً عما جعلتها تشعر به من أذى نفسي لأنني كنت السبب الرئيسي الذي جعل أكثر رجل أحبته في العالم لا يحبها ولا يراها من الأساس اخبرتني أيضاً بإنني شيطانه أتخفي بوجه ملاك وإنها لا تريد أن تراني مره أخرى في حياتها وإن أستطاعت أن تجعلني أشعر بما شعرت به لن تتردد لحظه في ذلك
كانت تنهال علي بكل تلك الكلمات القاسيه بينما أنا كنت أجلس مكاني
ولا استطيع نطق كلمه واحده وأنا أسمع كل تلك الكلمات منها
شعرت كم أنا سيئه تركتني وغادرت
لم أكن أريد في حياتي أن أكون سبب في إيذاء أحد إلى هذه الدرجه.
بعد بضعه أيام ألتقيت بخالد في الجامعه فأستوقفني وسألني لماذا لم أخبره بإنني أحب شخص أخر لم أشعر بنفسي إلا وأنا أقول بغضب إنني لا أحب أحد شخصاً أخر ولا أريد أيضاً خالد في حياتي وتركته وذهبت
علمت بعد ذلك من دينا بأن خالد فهم من كلماتي أن علياء كانت تكذب وإنه تشاجر معها
أحسست بالذنب والندم فأنا لم أكن اقصد ذلك أنا فقط كنت غاضبه وقتها
أبتعدت عن الجميع ولم أكن أخرج من غرفتي
فقلبي لم يعد يتحمل خييات أخرى وأخاف أن أؤذي اي شخص آخر دون قصد
مررت بأصعب وقت بمفردي لم اكن افعل اي شئ حين احزن سوي ان أمسك بقلمي ودفتر مذكراتي وأبدأ بكتابه كل ماأشعر به لا أعلم إن كان حباً بالكتابه أم لأنني لن أجد أحد يسمعني وحين انتهي من الكتابه امسك بهاتفي لأقرأ بعض الخواطر لعلي أشعر بأنني لست وحيده وأن ثمه من يتألم في هذا العالم مثلي أتذكر في أحد المرات قرأت خاطره لفتاه تسمي منه فاروق تصادفت حينها مع ماأشعر به في قلبي كنت حينها أشعر وكأنني أريد الهرب من هذا العالم فاوجدتها وقد كتبت
(لم تكن الحياه منصفه معي بما يكفي للبقاء فيها.
لذالك يمكنني أن أذهب بعيداً لمكان لا يمكن أن يراني فيه أحد سوي نفسي وأعلم إنها ستكون حياه هادئه بعيداً عن كل الصراعات التي كنت أواجهها طوال حياتي).
حاولت التعايش والنزول إلى الجامعه
وما إن ذهبت إلى الجامعه حتي وجدت دينا تأتي إلى وتخبرني بإنها لا تريد معرفتي مره أخرى وبإنني أذيتها بما يكفي ولن تستطيع تحملي أكثر من ذالك حاولت أن أعرف ماذا فعلت لها ولكنها لم تخبرني
ربما لم أكن أستحق أن تريح قلبي كيف للمرء أن يترك احدهم حائراً هكذا لا يعلم ماذا فعل حتي يترك
بعد بضعه أيام تفاجئت بعلياء تأتي إلى وتمسك بهاتفها لتريني حساب مزيف بأسمي نشر عليه صور غير لائقه لي ورقم هاتفي وتخبرني بإن دينا هي من أنشأت هذا الحساب وإنها هي من اخبرتها بذلك
وبإنها لم تأتي إلى وتخبرني لأنها تحبني بل جاءت لتري الصدمه في عيني ولتشمت بي وتخبرني بإنني غير محبوبه وليس لدي أصدقاء وأستحق كل مايحدث لي ومم ثم تركتني وذهبت
شعرت بإن الكون بأكمله أصبح مظلم في عيني دخلت إلى ذلك الحساب لأجد بإن جميع الصور التي نشرت عليه لم تكن مع أي أحد بالعالم سوي دينا
كنت عندما أقوم بشراء ملابس للمنزل وأكون سعيده بما جلبت تخبرني أن ألتقط الصور وأريها لكي تقوم بشراء مثلها لأنها تثق بذوقي جداً فأصبحت كلما قمت بشراء ملابس للمنزل أرسل لها الصور لكي تخبرني رأيها فيما جلبت وتشتري مثلهم
أعلم إنني مخطئه وكثيراً لن اعفي نفسي من الخطأ ولكنني كنت أثق بها ثقع عمياء ولم أكن أتخيل يوماً بإنها تحمل لي كل ذلك الكره وبإنها تنوي فعل ذلك معي
اتذكر نجيب محفوظ حين قال ( لا أخشى علي ظهري من عدو شريف بقدر ما أخشى علي صدري من صديق مخادع)
حاولت كثيراً إغلاق هذا الحساب ولكن دون جدوي
لم تكتفي دينا بذلك وقامت بإرسال هذا الحساب إلى أمي وكل شخص يعرفني تدهورت علاقتي بوالدتي أكثر من قبل
لست بحاجه لإخباركم عن رده فعل أمي فهي أصبحت لا تصدقني في أي شيء وهذه المره لم تصدقني أيضاً وطالبتني بغلق الحساب وعندما لم استطع غلقه ظنت بأنني أفعل ذلك عن قصد وأكذب وتدهورت علاقتنا أكثر من قبل
مرت الأيام إلى أن أتي يوم ووجدت دينا تتشاجر مع فتاه في الجامعه كنت أعرف تلك الفتاه كانت دائماً ماتقوم دينا بالتنمر عليها و كثيراً مانصحتها أن لا تفعل ذلك ولكن عندما وجدت دينا تتشاجر معها ذلك اليوم لم أتمالك نفسي إلا وانا اتدخل لأقف معها أمام دينا
ربما تذكرت طفولتي وما مررت به من أيام سيئه بسبب التنمر
لذا لم أستطع أن أجعل احد يشعر بما شعرت به
وإن جاءت إلى الفرصه لإيقاف أي شخص متنمر عند حده لن أتأخر لحظه .
أعلم إنكم تشعرون بالغرابه لما لم أدافع عن نفسي لما لم أبدى اي ردة فعل تجاه ما فعلوه معي
دعوني أخبركم أمراً
كل من ملك وعلياء ودينا لديهم قدره رهيبه علي أن يجعلوك تشعر بإنك الجاني وهم الضحايا حتي وإن كانوا عكس ذلك
في كل مره كلما كنت علي وشك النطق كنت اصطدم بكلمات قاسيه وبكاءهم وهم يخبروني كيف دمرت حياتهم
أعلم أن الحقيقه لها وجه واحد ولكن كل شخص يفسرها حسب هواه
ربما أكثر ماجعلني أشعر بإنني المذنبه والشيطانه في كل تلك القصص هو رؤيتي أن حياه كل من ملك ودينا وعلياء أصبحت أفضل بكثير منذ أن أبتعدوا عني وأنا من تدمرت حياتي لذلك شعرت بإن هذا هو العدل وبإن العيب والخطأ الأساسي كان في أنا وليس فيهم و لأن من الطبيعي أن يرزق المظلوم بالعوض عن كل ما مر به وأن تتدمر حياه الظالم فكان من حقي بعدما رأيت حياتهم أصبحت أفضل بكثير بعد ذلك
وحياتي أنا هي التي أصبحت سيئه وتدمرت أن أتأكد من إنني أنا الشيطانه والظالمه
كنت أراقبهم عن بعد لأتأكد من ذلك
أصبحت وحيده وأصبح حولهم اصدقاء كثيرون
أصبحت حزينه وأصبحوا سعداء
تدمرت علاقتي بكل من حولي كونوا علاقات أفضل
كل منهم رزقت بشخص يحبها وأنا مازلت وحيده لم أجد من يحبني تأكدت بإنني لا أستحق الحب
أصبحت حزينه ووحيده وأملك قلب منكسر
وأصبحت على يقين بإنني أنا الشيطانه في كل تلك القصص وقررت تقبل ذلك والأعتراف بأنني السيئه وأنا من أقوم بتدمير حياه كل من حولي حتي وإن كان دون قصد
في النهايه تعايشت مع فكره إنني الشيطانه
كنت أفعل الأشياء وبداخلي حب فتترجم أفعالي عكس ماأقصد حتي وإن فعلت الخير كانوا يروه شر قرأت جمله ل وليم شكسبير تقول (أنت ملاك حين تصيب وبشر حين تخطئ وأنا شيطان في الحالتين)
أعتقد إنها تليق علي حياتي فأنا أياً كان ما أفعله سواء كان صواب أو خطأ خير أم شر لا يراني من حولي إلا شيطانه
حتي الآن لم ينصفني أحد في العالم
وكنت علي يقين إنني الشيطانه إلى أن جاء سليم ببضعه كلمات وأنار بداخلي شيء ما جعلني أبصر جانب في شخصيتي ربما نسيته جعلني أرى الحقيقه.
أغلقت دفتر مذكراتها ومسحت دموعها ومن ثم أمسكت هاتفها وأتصلت علي سليم
وحين أجاب بصوت يملأه الدهشه والفرحه

قالت : سليم أنا عايزه اشوفك دلوقتي.

نصف شيطانه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن