5

413 21 14
                                    

لَدي مُتسعٌ مِن الحُب يَكفينا لأعوام .

      

فتحت عيناي ببطئ لأنظر حولي أستغرقني الأمر عدو دقائق لأستوعب أنني
كُنت لا أزال في غُرفة شيرلوك ولحسن حظي الرائع فقد كنت نائماً على سريره أستقمت لأفرك وجهي بيدي محاولاً لطرد أمرات النعاس نظرت لجانب السرير الفارغ يبدو أن شيرلوك أستيقظ نهضت بكسل واتجهت للأسفل لأتفقده كان يجلس في المطبخ بينما تتوسط جريدة ما يديه وكوب من الشاي امامه
فركت عيناي بتعب فلم أنل الكثير من النوم ليلة أمس عندما شعر بوجودي رفع رأسه وقال
شيرلوك : صباح الخير جون رأيتك نائماً بجانبي لم أشئ أزعاجك
أومأت برأسي لأبادر لسؤاله
جون : كيف تشعر الأن أأنت بخير ؟
شيرلوك  : أجل ليس بالأمر الكبير
ابتسمت نحوه سعيد أن صحته تحسنت
جون : جيد
أستدرت لأتجه لغرفتي لأستحم وأغير ثيابي وبعدها عدت للأسفل لأعد لي القهوة لا شهية لي لتناول الطعام جلست في غرفة المعيشة على مقعدي لأشرب كوب قهوتي الساخنة نظرت لحيث كان يجلس شيرلوك بطريقته المعتادة على كرسيه الخاص ويبدو أنه يتبادل الرسائل مع أحدهم وهذا أمر غير مُعتاد أعني هو لا يرد على رسائل اي احد فمن عساه يتحدث اليه ؟
"مُهتم للغاية جون "
قلت لنفسي وتذكرت حديثي مع ذاتي ليلة أمس
هل أنا حقاً مُعجب بشيرلوك؟ لم يسبق بي أن أعجبت برجل في حياتي الأمر مُربك كثيراً بالنسبة ألي
والأسوء أنني أكُن هذه المشاعر له ! أعني بحق الألهه شيرلوك !!!! لما هو؟
حسناً هو رائع بذكائه وطريقة تحليله لكل شيء بغرابة واسلوبة الوقح المميز ومظهره الجيد
بحق اللعنة هل انا أمتدحه الأن !؟
تنهدت بثقل لم أنتبه اني شردت كثيراً حتى أن قهوتي بردت ولم أشرب منها الا القليل وهذا جعلني أتنهد أكثر رفعت عيناي من على الكوب لتتجه لشيرلوك لأجده يُحدق بي بأمعان ونظرته الهادئة المُعتادة تعتلي وجهه كان قد عدل جلسته ليُردف
شيرلوك : هل أنت بخير ؟
أومأت له وابتسامة صغيرة بالكاد ظهرت على وجهي وانا احاول تجنب عينيه لأنها تفقدني صوابي
جون : أجل بخير
أومأ هو الأخر ونهض نظرت اليه بنظرة أستغراب

جون : هل ستَخرج ؟
شيرلوك  : أجل علي مُقابلة شخص ما
عقدت حاجباي أكثر
جون : شخص ! من ؟ هل من أجل قضية ؟ أتود ان آتي معك ؟

شيرلوك  : لا ليس لقضية ولا لا داعي لأن تأتي
رما كلماته سريعاً لأومئ ويخرج هو بعدها يبدو مُستعجلاً ! لم أستطع تجاهل خيبة الأمل الصغيرة التي شعرت بها لكني قررت ركنها لحين أخر ليس الأمر أني لا أهتم أنا فقط مُشوش لطالما كُنت هكذا
علاقتي بشيرلوك أصبحت تُربكني للغاية أجدنا في حين نتشاجر ثم حين أخر نسرح ببعضنا البعض بصمت تام إلا أنني أشعر حينها بالأُلفة واحاسيس أخرى
اعرف كيف هو شعور ان تُعجب بأحدهم أعني لقد كُنت في علاقات كثيرة وتزوجت مرة ! لكن لما معه كل شي مُختلف ! لم يكن شيء يخصه يوماً عادياً لابد ان يكون له مشاعر أخرى مُختلفة كلياً
تنهدت بثقل للمرة لما بعد الألف سيكون نهاراً طويلاً نهضت لأتجه نحو الباب وألتقط معطفي وأتوجه الى مكان عملي بالعيادة
وصلت سريعاً وبدأت بأستقبال المرضى وما الى ذلك لكن حقاً عقلي لم يتوقف عن التفكير به والأمر بدأ يُنهكني لذلك أنهيت عملي باكراً وخرجت
كانت الساعة الخامسة تقريبا قررت الذهاب لشراء بعض الأشياء فثلاجتنا غالباً ماتكون فارغة من الطعام عدا بعض الأعين والأصابع التي يضعها شيرلوك لفحصها
ابتسمت لتذكري وجهة السيدة هيدسون المتذمر لما يفعله شيرلوك
وصلت الى السوبر ماركت لأبدأ بشراء ما نحتاج بعد ذلك عدت الى المنزل الذي كان خالياً من وجود اي اثر لشيرلوك قمت بترتيب الاشياء التي اشتريتها ثم توجهت لاتفقد روزي والسيدة  هيدسون وبقيت قليلاً اخبرتني ان ابقي روزي لديها لأني ابدو مُتعباً واحتاج لبعض الراحة ابتسمت لها وشكرتها
عدت للشقة وكانت لاتزال خالية نظرت الى الساعة كانت تُشير الى الثامنة والنصف قررت الخروج للمشي قليلاً
كنت أتمشى بخطوات بطيئة كأنت كُل تلك الأفكار تُثقل من خطواتي الأعتراف بالحُب ليس صعباً الأصعب هو ان تتقبله ليس وكأني لدي مشكلة نحو العلاقات هذه فأختي تمتلك زوجة كُل ما في الأمر اني لم أنخرط بهذا النوع من المشاعر او العلاقات لا اعلم حتى كيف يسير الأمر وايضاً ماذا عن شيرلوك؟
هو بعيد عن كل البعد عن ما يخص الحُب هو كما يصف نفسه "مُتزوج من عمله " ذلك الأحمق الكبير
تنهدت بثقل وانتبهت أني مَشيت لمسافة طويلة لمحت من بعيد حانة كان الوقت لا يزال باكراً لكن لا بأس ببضع كؤوس
توجهت اليها وما ان دخلت حتى أجتاحتني رائحة الكحول القوية جعدت أنفي بأنزعاج لأتجه نحو المقعد الفارغ الذي بالقرب من الساقي وطلبت مشروباً خفيفاً نوعا ما ليعطيني ماطلبت
تأملت الكأس الذي أمامي وسرحت مجدداً
الخوف من أستمر بمشاعري يُقلقني
الخوف من أعترف لشيرلوك ويقوم برفضي يجعلني خائفاً كلعنة
لا اريد خسارته وأنا أعني ذلك وأعترف به لنفسي لا أود أفساد ما بيننا
تنهيدة حَزينة أخرى هَجرت شفتاي
حملت كأسي بعدها وتجرعته لأستشعر بذلك الطعم اللاذع في فمي
لا مرارة تُضاهي مرارة ان يُكسر قلبكَ
طلبت كأس أخر ليناولني النادل بدأت بشربه ببطئ
أستشعرت بجلوس احدهم بجانبي لكن لم أعر للأمر اهتماماً كبيراً ألا عندما ناداني بأسمي
ألتفت برأسي نحوه لأجده ليستراد
حَيينا بعضنا البعض بمُصافحة خفيفة
جون : من النادر رؤيتُك في حانة في هذا الوقت المُبكر .
رفع كأسه وأبتسامة صغيرة تعتلي وجهه
ليستراد : أحاول الأستمتاع بعد الأنفصال
اومأت بأسف له ليربت على كتفي ويرتشف من مشروبه ليتحدث
ليستراد : ماذا عنك من الغريب أنك هُنا بمفردك بالعادة يكون شيرلوك مُلتصقاً بكً دائماً
قهقهت بخفة لكلامه ورفعت كأسي أنا الأخر
جون : فقط أستراحة صغيرة من العمل وكل شيء
اومأ بخفة وطلب لنا مشروباً أخر بينما ارتشفت ما تبقى في كأسي استمررنا في تبادل أطراف الحديث والشرب

emptyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن