أهدابُ المُجنح تَلمَعْ

لمَ عينايّ ضيقتان؟

-كم كبرتِ، ينسي!

ظهر على وجهها إمارات التعجب، كيف له أن يعرف اسمها، وقبل أن تبوح بمَ يحوم في خلجاتها قال:

-سأجيب عن كل الأسئلة التي لم تطرحينها ولكن لا تقاطعيني واسمعِ للنهاية،
أنا نوڤال، أحد جان أتلانتيس، إنه العالم الآخر في السماء، الذي يظن البشر إنه أسطورة -هو كذلك فعلًا بالنسبة لهم- عندما يولد طفل لوالدين من البشر، يوكل له جِنِّي، يختار له اسمه وثلاث من صفاته الجسمانية والمعنوية، ويبقى معه حتى عامه الثاني، ثم لا يري الجني الطفل بعد ذلك أبدًا، ولكنني لم ألتزم بهذا الشرط، وأردتُ أن أراكِ، أن أرى الطفلة التي اهتممتُ بها حوليْن كاملين، لذلك كنتُ أطلُ عليكِ من السماء، وما إن عرف أسياد أتلانتيس هذا، قاموا بطردي، وأنا الآن أسكن أحد النجوم.

انطلقت ضحكة عالية من يَنسي:
-تقصد إن الجنيات حقيقية، وأتلانتيس، يا إلهي سأجن، هل حقًا اهتممتَ بي؟

-أنا من اختار اسمكِ، ووضعتهُ في عقل أبيكِ

-إذا ما هي قدراتك؟

-ماذا تقصدين؟

التفت بوجهها عنه ونظرت إلى السفح من أسفلها
ثم عادت واقتربت منه

-يجب أن تحقق لي أمنياتي

ضحك بسخرية، وتحدث بنبرة طفولية:

-أنا لستُ مارد خرج لك من مصباح، أنا جنيٌ مشرد الآن بسببكِ

وضعت سبابتها في وجهه:
-اسمع أيها المجنح، أن أصدق حرفًا مما تقوله هو دربٌ من الجنون ولكنني أصدقك، لذلك ستحقق لي أمنياتي وهذا أمر الطفلة التي كنتَ موكلٌ بها

أمال رأسه لليمين ونظر لها نظرة حنونة ارتعشت لها أوصالُها:

-طفلة ستتم عامها الثامن عشر بعد شهرين!

أحست بالسعادة وابتسم ثغرها لاإراديًا منها

-حسنًا اسمع ، بمَ أنك تعيش بالقرب من هنا، أعني في إحدى النجوم، يمكنك أن تأخذني كل يوم خلال هذين الشهرين في رحلة، إلى أحد الأماكن التي أود زيارتها

-لا مانع عندي في الواقع

سارت إلى الأمام قليلًا ثم التفتت إليه متسائلة:
-هل أنت من اختار شكل عيناي؟

-نعم..

نظرت له بندم:

-أنا لن أسامحك على هذه العيون الضيقة أيها المجنح.

________

حملها نوڤال بين ذراعيه، وأعادها إلى القرية، وأثناء تحليقهما رأت ينسي، النجوم عن كثب، والسماءُ السوداء تحيط بها، وكأنها تناديها، وتفتح لها أبوابها
ورأت ما على الأرض صغير، كألعاب الأطفال.