سنجوبي الصغير

27 6 3
                                    

-هل تودين الهروب مع جِنِّي؟

لم تقرأه يَنسي بشكل صحيح فأردف:
-اختلقِ ذريعة، واذهبِ لغرفتكِ، وأنا سآخذكِ إلى الخارج

-أي ذريعة أختلق! أمي لن تتركني أبدًا.

مسح نوڤال وجهه بيده:
-أخبريها أنكِ مريضة، نعم، نعم مرضتِ فجأة، ومعدتكِ تؤلمك بشدة

ضحكت ينسي بسخرية واقتربت منه:
-إن وجدتني أمي أموت، ستجعلني أنشرُ هذه الملابس قبل أن تكفنني

فركَ نوڤال ذقنهُ ثم طرقع أصابعه في وجهها وقد أضاء مصباحٌ فوق رأسه:
-افتعلِ شجارًا مع إحدى الفتيات، ستعاقبكِ السيدة بنار، بلا أدنى شك، وربما ترسلك إلى أي مكان

بللت ينسي شفتاها بلسانها:
-أنا لم أتشاجر مع أي شخص منذ مدة وأعتقد أنني سأبلي حسنًا

فردَ نوڤال جناحيه وكاد أن يُسقِط الأواني ولكن ينسي نهرته سريعًا فقال بخفوت وبابتسامة:
-تقدمي يا سنجابي الصغير
.
.
.

ذهبت ينسي إلى عند الفتيات اللائي يفركن الملابس، تفكر بما ستفعله وضميرها يحترق مما ستفعله، اقتربت من طَست إحداهن وركلته بقوة
وقع الطست بالملابس، نظر لها الجميع بتعجب، ونظرت لها صاحبة الطست بغيظ وصرخت في وجهها:
-هل أنتِ حمقاء؟ لمَ فعلتِ هذا؟

توترت ينسي ولم تدري ما تقوله فتحدثت بأول جملة مرت على عقلها:
-لماذا تقفين هنا، لم أراكِ، أنتِ المخطئة

تعالت أصوات الجميع بالعتاب على ينسي، وجاءت الأمهات على أصواتهن

تحدثت بعض الأفواه في نفس واحد
-ينسي ركلت طست سارة
-هل أصابها الجنون؟
-إنها تتصرف بغرابة

وتقدمت سارة إلى السيدة بنار بعدما حضرت وألقت على ينسي نظرة جعلتها تنكمش في مكانها:
-هل أصاب ابنتكِ الجنون سيدتي؟

نهرت والدة سارة ابنتها على نبرته العالية التي تحدثت بها مع السيدة بنار، ثم وقفت أمام بنار
-امسكِ بحبل ابنتكِ قبل أن ينزلق من يديك يا بنار، ألم تربيها أم ماذا؟

لم ترد بنار واكتفت بالتنفس البطيئ، التي رأته ينسي كدخان البراكين

قالت والدة سارة:
-لن أجلس هنا دقيقة واحدة، وغسيلُنا نغسله في أكواخنا بعد الآن، هيا يا سيدات

انفض الجمع من ردهة الكوخ، وبقت ينسي التي لم تعرف أن الأمور ستئول إلى هذا، والسيدة بنار تنفث نيرانها

لم تصرخ عليها، لم تنهرها، أخبرتها بجدية أن تذهب لغرفتها وأن لا تخرج أبدًا، وحين بدأت ينسي في التوجه إلى غرفتها سمعت أمها تقول إنها لن ترافق والدها إلى المدينة في هذا الصيف أبدًا

صعدت ينسي إلى غرفتها، فتحت الباب ووجدت نوڤال يجلس على سريرها ويعبث بإحدى الكتب

جلست على طرف السرير:
-لقد سائت الأمور كثيرًا

أهدابُ المُجنح تَلمَعْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن