🌼الفصل الرابع🌼بعنوان:اللقاء🌼

152 10 22
                                    

جوووون سينا...هذا ما قالته "وتين" في نفسها لذلك العملاق الذي يقف أمامها ...رفعت عينيها التي تشبه الأحجار الكريمة لوجهه الجامد و المخيف رافعة حاجبها بوقاحة ...دفعها الآخر من كتفها بعنف مدخلا إياها إلى الداخل مغلقا الباب خلفه...لتصرخ به قائلة :ماذا تفعل كيف تجرؤ !!! من أنت أصلا ؟؟؟؟...أمسك فكها بعنف ضاغطا عليه بشدة يكاد يكسره ...أما هي لم تبالي بألمها أبدا و هي تسلط عينيها عليه بنظرات وقحة و قوية جعلته يريد إحراقها حية...أردف قائلا بصوته الذي يشبح الفحيح :لا تمثلي أنك لم تتعرفي علي ..ليزداد ضغطه على فكها مما جعلها تكز على أسنانها لتحمل الألم و عدم إظهاره إليه...
تكلمت "وتين" من بين أسنانها قائلة بتأكيد : لا ...أنا لا أعرفك..أخرج من بيتي قبل أن أصرخ ...لتصرخ بأعلى صوتها : قلت إلى الخاااارج حالا...لم تفق إلا على صفعة قوية أسكتتها ... جعلتها ترتد إلى الخلف مصطدمة بالحائط ورائها...
حاصرها بجسد الضخم على الحائط ممسكا فكها بقوة قليلة ليست كالسابق ...ليردف بتهديد:جربي و إرفعي صوتك على "فارس مهران" مرة أخرى و وقتها لن تجدي لسانا لتتكلمي به ...رمته بنظرات نارية و قد إشتعلت نار جهنم في عينيها الجميلة..لتنقض عليه تضربه و تلكمه في صدره العضلي و هي تسبه بعدة ألفاظ نابية ...بينما هو لم يظهر عليه الألم أبدا بل كان وجهه كلوح الثلج تماما و لم يمنعها حتى...ولكن بلحظة واحدة و بخفة الفهد أمسك يداها بيد واحدة عاقدا إياهم..ليحملها باليد الأخرى راميا إياها فوق كتفه العضلي ..بينما هيا قد إهتاجت أكثر و أخذت تضرب صدره برجليها و هي تسبه ..ولم يكن عليه إلا و رفع يده عاليا ليهوى على مؤخرتها المكتنزة بصفعة قوية أسكتتها و أشعلت وجهها إحمرارا حرجا...لتقول بصدمة :ماذا !!م م ماذا فعلت!!!...آآآآآه كيف تجرأ...صرخت بها بعدما إنهال عليها بصفعة أخرى على مؤخرتها المكتنزة ...ليردف قائلا بصوته الهادئ المستفز بالنسبة لها: هل تذكرين عقابك و أنت صغيرة ...إن لم تمسكي هذا اللسان السليط سأجعلك لا تستطعين الجلوس مرة أخرى يا صغيرتي ...لذلك أغلقي ذلك الفم يكون أفضل...فتح الباب مع جملته الأخيرة خارجا من المنزل ...أما هي قد زاد صراخها المستغيث و هي تضربة و تشد شعره قائلة بصراخ :نزلني يا مجنوون ....انا لا اعرفك..من أنت ...قلت انزلني أنزلني الآن هياااااا...آآآآآه صرخت مره أخرى بعدما أخذت صفعتين قويتين مرة أخرى مما جعلها تود البكاء حقا من شدة الألم...أدخلها بعنف داخل سيارة كبيرة من نوع مرسيديس ...أما هي لم تكف عن الصراخ و الشتائم القذرة و لم يكن عليه إلا الإنحناء عليها و الضغط بمهارة على مكان ما بجانب رقبتها مما جعلها تفقد الوعي...
زفر بغضب بعد فقدانها الوعي فهذه الفتاة كثيرة الصراخ و التذمر من صغرها...أعدل وضعيتها جيدا على كرسي السيارة من الخلف لتصبح بوضعية النوم.. بينما هو إنحنى إليها مبعدا خصلة متمردة من شعرها الهمجي الذي يحب وراء أذنها ...إنحنى أكثر على أذنها يهمس بتنهيدة حارة:و أخيرا و أخيرا يا وتيني بعد إنتظار و عذاب طاال كثيرا...ثم عقد فجأة حاجبيها بغضب و قد إنتفض بعيدا عن أذنها ناظرا إليها و كأنه تذكر شيئا ما...ليردف بعدها بصوته المخيف : و لكن ...مازال هناك بيننا حساب طويل ..فلست انا من يعشق طفلة و يضعف بهذا الشكل ...طفلة طفلة هذا كان صوت عقله و هو يقول أي طفلة هذه ..وهو يتفحص جسدها المتفجر أنوثة و الممتلئ بالأماكن الصحيحة ...لمعت عينيه بشر مكشرا على أنيابه وهو يتخيل أن أحدا آخر قد نظر إلى هذا الجسم قبله و تمعن به فهو قبل أن يأخذها أباها الوغد كان يحميها و يغار عليها من اعين كل ذكر و هي طفلة ..فما بالك الآن بعدما إمتلئ جسمها بكل هذه الأنوثة الفتاكة ...
وقف خارجا من الباب الخلفي من السيارة بعدما أشبع عينيه من تأملها...ليستقل مقعد القيادة و ينطلق... لينطلق خلفه سيارتين من المرسيديس الخاصة بحراسته...
بعد مرور ساعتين...حوالي الساعة الرابعة صباحا...
*صعدت "سيليا" بتعب سلالم البناية متوجهة نحو الشقة التي تقطن بها هي و "وتين" حيث أنها كانت مع "أنور" الذي إحتاجها بمهمة خاصة به...تفاجأت "سيليا" بباب الشقة المفتوح على مصرعيه ...دلفت بسرعة تنادي بلهجتها السورية على صديقتها : "وتين" ..."وتين"..أين أنت ؟..تفحصت كل المنزل و بحثت به إنشا إنشا و لم تعثر عليها و قد أصابها الذعر و الخوف من أن يكون قد حصل شيء ل صديقتها الوحيدة...أخرجت هاتفها من جيب بنطالها الخلفي بيد مرتعشه تطلب رقم "أنور"الذي أجابها بتأفف بصوته الرخيم : ماذا تريدين ؟؟؟هل إشتقتي إلي بهذه السرعة ..أو أأ..قاطعت سيليا هرائه تسئله بقلق : "أنور" ألم تتكلم مع "وتين" لقد أتيت و وجدت الباب مفتوحا و هي ليست بالبيت..وليس من عادتها الخروج الا في المهمات..و وووحتى إذا خرجت تخبرني ...رد عليها "أنور" يصطنع البرود مغلفا به غضبا جهنمي : لا تخافي على "وتين" ليست هي الشخص الذي يقلق عليه ..تستطيع تنجيت نفسها ..خافي على نفسك...أجابته "سيليا" بصوت باكي : أقسم بالله أقسم بالله ..لو حصل لها شيء فلن أرحمك لا أنت و لا رؤسائك حتى لو في ذلك قطع لرقبتي ...ثم أغلقت الخط بوجهه و لقد فهمت كل شيء ...فور إغلاقها الخط رمى "أنور" هاتفه على الحائط و هو يصرخ بغضب العالم : اللعنة....لقد فعلها الوغد الحقييير...
**************************************
مصر -القاهرة-صباحا-
-في أحد فنادق آل "مهران" الفاخرة و التي تشبه السرايا-
*في أعلى طابق من الفندق و الذي كان ممتلئ بالحرس يمشون هنا وهناك...داخل غرفة ملكية كبيرة..كان يقف أمامها ينظر لها و هي نائمة على الفراش الملكي أو بالأصح نقول مخدرة...إقترب منها جالسا على الفراش بجانبها ينظر لملامحها الجميلة عن قرب وهو يفكر كيف لصغيرة كهذه أن تأخذ عقله لهذه الدرجة ..فعلا كم هو مشتاق لها و لوجهها الذي لم يتغير كثيرا عن الطفولة او دعنا نقول المراهقة و التي لم تتغير فيها الا النظرات ...آه من تلك النظرات الوقحة و المتحدية ..و العابثة التي يود إحراقها حية بسببهم ...العبث منذ صغرها تحمل ملامح عابثة و ليست لها صلة بالبرائة ...و لكن بمجرد ظهور تلك الإبتسامة و وضوح الغمازتين الشقيتين حتى تتغير ملامحها إلى البرائة...آآآه منكي يا وتيني لقد أذقتني المرارة ببعدك و أنا سأذيقك الويل أيضا و سأعيد تربيتك لأن على مايبدو أنك أصبحتي شرسة و همجية أكثر من الطفولة...وقف فجأة و إلتفت إلى المنضدة الموضوع عليها جهاز صغير عليه عدة أزرار ..إلتقطه ثم قام باضلغط عليه لتنزاح الستائر الثقيلة الملكية باللون الذهبي عن الحائط الزجاجي الذي يعطي مظهرا غاية بالروعة على الجانب الآخر من الفندق و الذي كان على شكل حديقة مليئة بالإخضرار مما أعطى منظرا جميلا للغاية...
داعبت أشعة الشمس وجهها الجميل لتنكمش ملامحها بإنزعاج...و بصعوبة فتحت عينيها التي أخذت لون الزرع بإخضرارها و لون الأزرق الداكن محاوطا لها مما جعلها خليط رائع يشبه بلونه لون الأحجار الكريمة ...رمشت عدة مرات تحاول الإستيعاب أين هي ..ثم بلحظة واحدة إنتفضت من على الفراش الوثير واقفة عليه و قد تذكرت كيفت خطفت بالأمس...نظرت للناحية الأخرى لتراه يجلس على الأريكة الملكية أمامها جالسا مثل الملوك بغطرسة راميا جاكيت بدلته السوداء بجانبه جالسا فقط بقميصه الأسود المفتوح أولى أزراره مما أظهر عضلات صدره بسخاء و هو يمسك بين أصابعه الطويلة سيجارته الكوبية الفاخرة ...
نظر لها بسخرية من أعلاها إلى أسفلها و هو يراها تقف على الفراش بمنظرها المشعثث بسبب النوم ..و هي ترميه بنظرات وحشية كما و أنها تود الإنقضاض عليه....وقف بطوله الفارع مطفئا سيجارته الفاخرة في منفضة فاخرة كحال كل شيء في هذا المكان...اما هي فزاد حنقها و كشرت على أنيابها أكثر و هي تراه ينظر لها تلك النظرة الساخرة حقا تود أن تلكمه بوجهه الوسيم هذا ...أردفت قائلة بعصبية و لكن بصوت ليس عالي فهي لا تريد إعادة ذكرى الأمس: أين أنا؟؟ ...إلى أين أحضرتني ؟؟..أصلا من أنت؟؟...إشتعلت عينيه بغضب جهنمي بعدما كان البرود هو المسيطر على موقفه.. و لكن بعدما سمعها تنكره أصابته في مقتل حقا...إنقض عليها ممسكا شعرها مردفا بنبرته الغاضبة التي تشبه الفحيح :هل تنكريني!!!
هااا!! و تنكرين من رباك و علمك و كان معك خطوة بخطوة في حياتك إلى غاية ان اخذوك مني..هل تنكريني !!!!!!!!!!!!....صرخ بالأخيرة بصوت عالي غاضب...اما هي فقد لمعت عينيها بلمعة حزن و قد تكلمت بكل صعوبة قائلة بسخرية :نعم ..بعدما تركتموني أنا أنكر نععععم أنا أنكرك يا "فارس مهران" لا أعرفك ....صرخت بالأخيرة بأعلى صوتها ..مما جعله يصرخ بها بغضب العالم:لم أترككي و لم نترككي ..ذلك الحقييير أباااك الملعون اختطفك و نحن كنا نبحث عنك طيلة هذه السنوات..أيتها الحمقاء ألا تفهمييييييين...،إبتسمت بسخرية مريرة و أخذت تتلوى لتخلص شعرها من قبضته الحديدية ...تركها دافعا إياها إلى الخلف بعنف حتى سقطت على الفراش..إلتفتت له مبعده شعرها الهمجي الذي غطى وجهها عنه تسبه بعدة ألفاظ نابية ..قائلة :آآآآه ..أيها ال*** ال*** كيف تجرأ يا ال***....إتسعت عينيه بغضب العالم مما جعله يبدو كالوحش الثائر ...بينما هي قد ابتلعت ريقها بخوف و هي ترى مظهره كالوحش الذي يود الإنقضاض عليها...
أخذت تزحف إلى الخلف بظهرها إلى أن وصلت إلى ظهر السرير التي إتكأت عليه ...ولكن رغم حالة الذعر المسيطرة عليها داخلا إلا أنها رفعت عينيها إليه بتحدي رافعة أنفها بعنجهية ..مبررة انها حتى لو ستموت يجب أن تموت بكرامتها....إزداد إشتعاله بنظرات التحدي تلك حتى بدى سينقض عليها ..و ما إن إنحنى عليها مكشرا على أنيابه حتى سمع طرقات الباب الخارجي للسويت ..إلتفت ينظر إلى من يتجرأ على طرق الباب الآن فهو حذك الجميع من الإقتراب إلى هنا حتى يضبط هذه المجنونه....دلف بعد الطرقات مباشرة "خالد" الذي وقف ينظر له و لحالته تلك و هو يبدو كالنمر الجائع...
بعد 10 دقائق
*كانت تجلس بجانب "خالد" في الصالة الخارجية للسويت و يضع يده فوق يدها يحمد الله و يقول عدة كلمات عن أنه سعيد بإيجادها و لقد إشتاقوا لها كثيرا ووو...أما هي فكانت تنصت له بجمود و برود لم ترد على أي كلمة مما يقول ...أخذت تتذكر قبل عشر دقائق فقط لولا دخول "خالد مهران" لكان ذلك المجنون قد نتفها مثل الدجاجة بسبب لسانها السليط الذي لا تستطيع التحكم به ..و قد إستطاعت رؤية حنقه و غضبه حينما رآها في حضن "خالد" الذي ضمها إليه يحمد الله على رجوعها و خروج "فارس" فورا من الغرفة بحالته تلك...أفاقت على صوت "خالد" الذي قال لها بحنان لم تعهده في صغرها : هيا إبنتي العزيزه..سياتي بعد قليل فريق تجميل خاص لكي  يحضرونك لعيد ميلاد أمك الليلة ..أريد أن أفاجئها بك الليلة...إبتسمت بسخرية مريرة و ها قد عادت لها شراستها ..لتلتفت ناظرة له بوقاحه و هي تردف قائلة بوقاحة :كنت قلت ذلك يا جدي قبل كل هذه الأحضان و الكلمات العطوفة ..لما تجبر نفسك على تقمص هذه الأدوار التي لا تليق بك ...رماها بنظرات نارية هذه الفتاة لازالت مثل طفولتها شرسة ذات لسان سليط..لطالما كانت أشرس و أقوى حفيداته..لا ينكر أن قوتها التي تشبه قوة أمها تعجبه ..لكن قلة الأدب هذه لا تعجبه..حسنا فالتحضر الحفلة و سيأجل التربية بعدها...
أردف بعتاب حزين مصطنع: ماذا تقولين يا بنيتي انت تعرفين معزتك عندي جيدا وو..قاطعته "وتين" بضجر و هي تقف مبتعدة عنه قائلة بضجر : نعم نعم أعرف !!!...ثم أكملت بجدية غريبة :أين فريق التجميل لأجهز نفسي...نظر لها "خالد" و كأنها برأسين...ليقول بعدها:هل ستحضرين الحفلة..أومأت "وتين" ببرود و هي تقول بنبرة باردة:نعم سأحضر..لقد إشتقت إلى ماما كثيرا...تكلم خالد بنبرته الغليظة :إذن لماذا لم تعودي من قبل ..لقد كنا نبحث عنك في كل مكان ...نظرت له "وتين" رافعة حاجبها بسخرية و هي تقول ببرود :نعم نعم صحيح ..ياجدي العزيز و لكن ظروفي منعتني سأحكي لكم و لكن بعد الحفل ...ثم أدارت عينيها بملل حول السويت و هي تقول بسخرية :أين إذن فريق التجميل ..فليس من اللباقة ان احضر عيد ميلاد امي العزيزة بهذه البيجامة التي احضرتي بها حفيدك المحترم...نظر "خالد" الى ماترتديه و هي عبارة عن بيجامة شتويه عريضة نوعا ما باللون الأزرق السماوي...أومأ "خالد" برأسه ثم وقف ليخرج و هو يقول بعملية :سأرسلهم لكي مع الفستان ..يجب ان تكوني جاهزة في حدود الساعة السابعة مساء ...أمأت برأسها ببرود..بينما خرج هو من الغرفة او الفندق كله...أما هي بمجرد خروجه زفرت بملل ثم أسندت رأسها بإهمال على الأريكة الجالسه عليها و أخذت تطالع السقف بشرود ...خرجت منها كلمة بهمس عما يدور برأسها...هل ما سأفعله صواب ياترى؟؟...
**************************************

لعنة عشقها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن