الفصل الخامس : هذا ما يرضيني

754 20 8
                                    

عندما دخلت المكتب صباح الإثنين فوجدت أندرو يبحث متوتراً في كومة من الأوراق المبعثرة زال من نفسها كل ارتباك، كان كل شيء في مكتبها مبعثراً فتنهدت عميقاً لما شاهدته من فوضى .

نظر إليها مقطباً :
ـــ أين وضعتِ ملف ديكسون ؟

سارت حول المكتب، و كأن كل شيء قد عاد إلى سيرته الأولى، فمدت يدها لتضع حقيبتها تحت الآلة الكاتبة، ثم وقفت إلى جانبه تنظر إلى طاولتها الغارقة في فوضى و خراب مذهلين نتيجة غياب يوم واحد .

نظرت إليه، فخفق قلبها لرؤية قسمات وجهه، و فمه المتجهم، قال متذمراً و هو يلوح بيديه نافذ الصبر :
ـــ لا أجد شيئاً .

خفت ضربات قلبها عندما أدركت أنه ما زال أندرو نفسه، ابتسمت و هي تفكر أنه رجل مثير للغضب ! و مع ذلك فثمة شيء في عجزه يجعله محبباً، وقف قربها كطفل صغير لم يجد لعبته المفضلة .

دون أن تتفوه بكلمة، دخلت مكتبه، و قلبت الملفات على طاولته، فلما لم تجد شيئاً نظرت إلى الملفات الملقاة أرضاً فانحنت إليها تفتش ثم أخرجت مغلفاً سميكاً من الأسفل وضعته على طاولته .

ثم عادت إلى مكتبها :
ـــ لقد كان على الأرض ..

زمجر قليلاً، ثم تجاوزها ليعود إلى مكتبه و سرعان ما غرق في دراسة الملف .

انتصف النهار في ترتيب المكتب و إعادته إلى سابق عهده و في إنهاء العمل المتراكم أمامها منذ يوم الجمعة، استمرت في العمل خلال ساعة الغداء أيضاً مكتفية بتناول سندويشاً أثناء العمل، و عند الساعة الخامسة كانت قد بدأت العمل الذي أعطاها إياه أندرو هذا اليوم .

و مع ذلك فقد بقي الكثير، و لم ترد أن تواجه جبلاً من العمل غير المنتهي في الغد، لذلك قررت البقاء ساعة أخرى لتنظيف طاولتها من كل شيء، عندها تحدث إليها أندرو من مكتبه :
ـــ إنها الساعة الخامسة .

ـــ أعرف .. و لكنني أريد إنهاء هذا التقرير قبل أن أذهب .

ـــ لا ... إنها الساعة الخامسة، اذهبي إلى بيتكِ، و إذا كان لديكِ عمل كثير في الغد سآتيكِ بمن يساعدكِ .

لا ريب في أنها تحلم .. أمعنت النظر فيه متسائلة، لكنه كان ينحني فوق أوراقه، استمرت في إمعان النظر فيه فماذا عليها فهمه من هذا الإهتمام الفجائي بصحتها ؟

رفع رأسه إليها فلما شاهد نظرتها تلك افترت شفتاه عن ابتسامة .

ـــ أنتِ لن تفيديني مريضة .. اكتشفت يوم الجمعة أنني أثقل كاهلكِ بالعمل .

ـــ هذا ليس بصحيح .. أستطيع معالجة أي شيء تعطيني إياه، و أنت تعرف هذا .

أطل من عينيه وميض خبيث، فارتفع حاجباه بتساؤل عندها أحست ماغي بالدم يتصاعد حاراً إلى وجنتيها لأنها فهمت ما وراء كلماتها من معانٍ و مضامين .

أشواك الحرير // روايات أحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن