الفصل التاسع و الأخير : ورود بيضاء

1.1K 27 8
                                    

ليلة الحفلة التي أقامتها جمعية المتخرجين تكريماً لوالدها، جلست ماغي في غرفة جلوسها تنتظر وصول والديها لترافقهما، لقد مر ثلاثة أسابيع منذ ذهابها إلى مقر شركة هايكنز .

و لم تكن قد سمعت شيئاً عن أندرو أو منه، و كان قد اتصل بها مات ماكلاود في اليوم الذي يفترض فيه انتهاء عطلة الأسبوعين، و قد صُعق عندما أخبرته عن تركها العمل نهائياً .

تقدمت من النافذة الأمامية تترقب وصول والديها و شقيقتها و زوجها روجر الذي جاء خصيصاً من لندن لهذه المناسبة، و كان الخلاف بينهما قد حُل أخيراً و هذا يعني أنها ستكون شخصاً إضافياً هذه الليلة على المجموعة، آه كم ندمت لأنها لم تطلب من مات ماكلاود مرافقتها .

عاد بها التفكير إلى مات الذي قال لها إن أندرو قد سافر في إجازة بعد انطلاق العمل في شركة هايكنز، و أن وجهته مجهولة، كما ذكر لها أنه بدا مرهقاً تعباً بعد أشهر من العمل المضني .

و لكن التعب ما كان يطرق باب أندرو لأنه عاد يقفز واقفاً على أهبة الإستعداد ليبدأ مشروعاً جديداً ما إن ينتهي من القديم، لكن هل ذهب وحده في هذه الإجازة أم أن تلك السمراء التي شاهدتها ترافقه ؟

وصلت عائلتها في هذه اللحظة، فأسرعت إليهم و تفكيرها ينصب على إلقاء التحية، جلست مع والدتها في المقعد الأمامي، مسرورة لأنها لن تضطر إلى رؤية أندرو الليلة .

كان فندق «رويال برنس» ضخماً، واسع المباني، يقع على سفح تلة، وسط حدائق مخضوضرة معتنى بها خير اعتناء منذ مئات السنين، و تقام فيه الإحتفالات العظيمة التي تحضرها شخصيات مختلفة مهمة .

رُتبت لهذا الإحتفال القاعة الكبرى المخصصة لحفلات العشاء، حيث جلس ضيوف الشرف حول طاولة كبيرة، بينما جلس الضيوف الآخرون حول طاولات مستديرة صغيرة تمتد في القاعة وصولاً إلى حلبة الرقص، كانت الأغطية البيضاء تبرق فوق الطاولات التي تنقل بينها السقاة باعتزاز و أناقة .

جلست ماغي على الطاولة الرئيسية بين شقيقتها ليسلي و صهرها روجر، ارتدت ذلك المساء ثوباً حريرياً أبيض يبرز ما لوحته الشمس من جسدها، له ياقة عميقة عند الصدر، كانت قد أزعجتها عندما ارتدته باديء الأمر، لكنها بعد ذلك رأت أنه مع قليل من الحذر في الحركة لن تكشف الياقة شيئاً من صدرها أكثر مما تخبئه .

كانت قد زينت وجهها بعناية، واضعة أحمر شفاه خفيف مائل إلى اللون الزهري، و لمسة خفيفة من الأحمر على خديها، و قليلاً من الكحل على رموشها الطويلة ثم تركت شعرها الذهبي منسدلاً، يلمع كثيفاً فوق كتفيها .

راحت عيناها أثناء تناول العشاء و ما تخلله و تلاه من خطب تجوبان القاعة بعفوية مرات عديدة باحثة عن أندرو دون جدوى، عندها أحست براحة ممزوجة بخيبة أمل، عندما شاهدت رأس مات ماكلاود الأشقر، علمت أن عليها أن تشرح له سبب وجودها هنا .

أشواك الحرير // روايات أحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن