الفصل السادس : سأزرع ورودي الحمراء

864 26 10
                                    

سألها أندرو :
ـــ أخبريني شيئاً عن زوجكِ .

كانت السيارة تتجه بهما عبر طريق ريفية فرعية تبعد عن الطريق الرئيسية التي قدما منها إلى لندن، تحيط بهما المناظر الريفية الخلابة من كل جانب، و الشمس تشع مشرقة فوق رأسيهما .

كان قد أنهى كل عمله قبل الظهر، و الإجراءات لم يعد ينقصها سوى التوقيع النهائي من قبل دين الذي سيرسلها له بريدياً، لذلك قرر أن يسلك هذه الطريق الريفية الطويلة الجميلة، للعودة إلى سوانسي، ردت ماغي باختصار :
ـــ ليس هناك الكثير لأخبرك عنه .

ما زالت ماغي متوترة مما حصل لكن أياً منهما لم يشر إلى ما حصل البارحة .

لم تنم جيداً ليلة أمس و هذا ما لاحظته ليسلي خلال تناول الفطور، لكنها لم تقل كلمة، فارتفع حاجبيها، و النظرة المغيمة في عينيها، كانت أبلغ من الكلمات، و قد فضلت ماغي مواجهة أندرو على مواجهة شقيقتها .

كانت قد قررت إثر ما حدث ترك الوظيفة لأنها لن تقدر على الإستمرار في العمل معه، لكن تصرفاته المحتشمة اليوم جعلتها تظن أن ما حدث كان حلماً .

سمعت صوت أندرو فاستعادت ذهنها الشارد .

ـــ حسناً .. لا بد أن له اسماً على الأقل، أم كنتِ تناديه سيد بالارد ؟

فردت باقتضاب :
ـــ كان اسمه لوك .

ـــ كم دام زواجكما ؟

ـــ حوالي السنة، بل أقل من هذا .. لقد عشنا مع بعضنا شهرين تقريباً .

أبعد نظره بسرعة عن الطريق متسائلاً، فلمّا لم تجب أعاد بصره إلى الطريق سائلاً :
ـــ كيف مات ؟

ـــ لقد قتل في حادث سيارة ... لماذا الإستجواب ؟

فهز كتفيه :
ـــ لست أستجوبكِ .. أسأل من باب الفضول فمع أنكِ تعملين لدي منذ خمس سنوات إلا أنني لا أعرف عنكِ إلا القليل .

غلطة من هذه ؟ هو من كان يعاملها كقطعة أثاث في المكتب، لاحظت أن تفكيرها يسير بها إلى الطريق التي تحاول تجنبها، و مع ذلك فقد امتعضت من واقع تجاهله إياها، فهو لم يعتبرها إنسانة إلى أن فتحت شهيته .

ـــ حسناً .. كانت حياتي معه قصيرة .. غير سعيدة ... و ها أنا الآن لا أبغي إلا النسيان .

ـــ رغم ذلك تستخدمين اسمه و تحملين خاتمه ... فلماذا ؟

عندما لم تجب عن السؤال أعاد النظر إليها ليسأل بنعومة:
ـــ للحماية ؟ ما الأمر يا ماغي ... هل كان يخدعكِ ؟

أغاظها سؤاله، فاستدارت إليه .. إنها تعرف أسلوبه .. فقد عملت معه بما يكفي لتفهمه، فردت ببرود :
ـــ أجل .. منذ الأسبوع الأول .. هل اكتفيت الآن ؟ و هل تسمح بنسيان الموضوع ؟

ـــ حسناً .. حسناً .. أستطيع تمييز العدائية عندما أصادفها ! لقد فهمت .. لنتوقف في مكان ما لنتغدى .

أشواك الحرير // روايات أحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن