" إنه يوم مشمس ، حيث نسير على ضفة النهر ، و العشب يتخلل بين أصابع قدمينا .
سماء زرقاء صافية ، سحب بيضاء كغزل البنات ..- اه ، تيراز أريد غزل البنات !
- انتظريني ، سأجلبه حالا .
تيراز عزيزي ، إنه لطيف ؛ عدت لأتأمل المنظر ، ( تضحك ) سحب وردية ، سماء برتقالية ...
- خذي .
- اه أشكرك .
هدوء صامت ، خرير المياه وحده من يدوي ، فلقد كان قلبي نائما في سبات عميق .
- نيهار ، أصبحت وجنتاك وردية ، انظري مثل ذلك القمر !
حقا ، كان قمراً ورديا ، مائلا للحمرة ، لكن حمرته امتزجت بسحب السماء الوردية ، فأصبح كحجر الزمرد ، و بالحديث عن سمائي الخجولة ، فالنهر يجري كسيل الدماء بانعكاسها .
نهض تيراز يحمل كأسا ، ليملئه بمياه النهر و عاد بكأسين قائلا :
- نخبك .
- تيراز تعلم أنني لا أشرب النبيذ .
- ليس نبيذاً ، إنه عصير الرمان .
تذوقته ، كان حلو المذاق ، وضعت الكأس أرضا ، لألتمس نعومة العشب ، فوجدته مبتلا ، رفعت رأسي فوجدتها تمطر .
أمطرت ، و بكى القمر و السحب و السماء دموعا وردية ، و بكى النهر دموعا حمراء ، و بكى العشب دموعا خضراء ، كان تيراز يبكي كذلك .
الجميع بكى و انسكبت دمعاتهم كمياه باردة على قلبي ، فاستيقظ بفزع " .أصبح المكان أبيضاً خاليا ، خاليا من الألوان كلوحة بيضاء ، ما زال الرسام يفكر في المشهد التالي ، لكن أفكاره تتشتت في كل حين ، إنه متعب .
أنت تقرأ
سطوع الشمس.
Short Story《 أناسا يأتون ، و أناسا يرحلون 》 هنا في هذه الرواية ، كل شخصية تخفي ماض أليم ، كل واحدة لها اتجاه سبيل ، كل لسان يحكي قصة ، القصة التي يتشاركون في عيشها ، لكن .. عليك أن تعرف جيداً ، مع من تتعاطف ، مع من تعفي و تسامح . أحيانا ، لا ندري لمن نعطي ثقت...