¹

90 18 27
                                    


" إنه يوم مشمس ، حيث نسير على ضفة النهر ، و العشب يتخلل بين أصابع قدمينا .
سماء زرقاء صافية ، سحب بيضاء كغزل البنات ..

- اه ، تيراز أريد غزل البنات !

- انتظريني ، سأجلبه حالا .

  تيراز عزيزي ، إنه لطيف ؛ عدت لأتأمل المنظر ، ( تضحك ) سحب وردية ، سماء برتقالية ...

- خذي .

- اه أشكرك .

هدوء صامت ، خرير المياه وحده من يدوي ، فلقد كان قلبي نائما في سبات عميق .

- نيهار ، أصبحت وجنتاك وردية ، انظري مثل ذلك القمر !

حقا ، كان قمراً ورديا ، مائلا للحمرة ، لكن حمرته امتزجت بسحب السماء الوردية ، فأصبح كحجر الزمرد ، و بالحديث عن سمائي الخجولة ، فالنهر يجري كسيل الدماء بانعكاسها .

نهض تيراز يحمل كأسا ، ليملئه بمياه النهر و عاد بكأسين قائلا :

- نخبك .

- تيراز تعلم أنني لا أشرب النبيذ .

- ليس نبيذاً ، إنه عصير الرمان .

تذوقته ، كان حلو المذاق ، وضعت الكأس أرضا ، لألتمس نعومة العشب ، فوجدته مبتلا ، رفعت رأسي فوجدتها تمطر .
أمطرت ، و بكى القمر و السحب و السماء دموعا وردية ، و بكى النهر دموعا حمراء ، و بكى العشب دموعا خضراء ، كان تيراز  يبكي كذلك .
الجميع بكى و انسكبت دمعاتهم كمياه باردة على قلبي ، فاستيقظ بفزع " .

أصبح المكان أبيضاً خاليا ، خاليا من الألوان كلوحة بيضاء ، ما زال الرسام يفكر في المشهد التالي ، لكن أفكاره تتشتت في كل حين ، إنه متعب .

سطوع الشمس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن