" كيف سأنسى كوابيسي ؟ "تحدث صوت نيهار بداخلها ، إنها كثيرة السهو ، و كثيرة النسيان ... .
" أنا مريضة ، لما يتركني وحيدة ، أ لا يفكر في أني قد أفتعل المشاكل ، قد أتصرف دون وعي ! "
أصابتها نوبة بكاء مفاجأة " نيهار دوائك أين هو ؟ لا لقد أخذته ، أنا بخير "
أصبحت تراودها ذكريات قديمة ، فنهضت تبحث عن هاتفها الذي لم تره منذ أمس ، دخلت للمطبخ تبحث ، لم تفتح أي ثلاجة لأنها لا تملكها ، لم تجده فدخلت للغرفة ، وجدته على الخزانة الجانبية للسرير ، حملته تراسل تيراز .
- تيراز 10:13pm
- آتٍ 10:14
ارتمت على سريرها تفكر ، هل ينفع البكاء نيهار ؟ حسنا سأعطيك رأيي :
- إن البكاء الخلاص الوحيد ، إنه كأن تنتحر و تعود للحياة بروح أخرى ، إنه يخرج طاقتك السلبية و جميع آلامك ، إن البكاء نيهار هو الحل .تساقطت دمعاتها ، تنظر للسقف ؛
- نيهااار ؟ نيهااار !
- هل هذه أنت أمي ؟ أمي ؟صوت يسمع و آخر يتحدث ، لكنها باتت تدري ، أنه لا نفع يجدي .
أ يمكننا القول أنها لم تعد طفلة ؟ أكبرت ؟
أجل فعلت ، لكن دماغها مدمن على هوايته ، و لطالما حاولت مجابهته فلم تفلح ، تعالجت كثيرا ، لكنها باتت تدري أن الخلل ليس بها بل بدماغها ؛
تتساءل :
هل يمكن أن تنفصل عن دماغها ؟ أو ينفصل هو عنها ؟
هل تستطيع تركه أو استبداله ؟
لكن لحظة ، هل هو من يتحدث الآن ؟ لابد أن هناك جزء منه مختل و يستمر في الاستمتاع بتعذيبها ...سرحت في أفكارها المنعدمة ، في اللاشيء ، كأن الزمن توقف ، و لو لبرهة ، في هذه الأثناء دخل تيراز مرتعشا ، وجدها مستلقية على السرير شبه ميتة ، فحملها لصدره يربت على كتفها .
- اااه ، الأفكار الإنتحارية لم تعد تجدي ، و لا العلاج النفسي و لا الكيميائي ، و لا التصدي للمرض ، أنا الآن ... مسجونة في تلك الزنزانة ، الصقيع ليلاً ، أرى أناساً يصرخون ، و أناسا يبكون في صمت ، آخرين يصنعون الضجة ، و آخرين مثلي ، لا يدرون أين هم و لا حتى من هم .
الإبر و الأقراص ، أتذكر كيف كنت بكامل حريتي و أصبحت مسجونة داخل نفسي ، لم يعد و لا شيء يؤثر في ، هل هذه الحياة بعد ما توفيت ؟ هل استقلت من عملك ؟ هل أبي مات كذلك لكني لم أره منذ زمن ، أ يعقل أنك لحقتي بي ؟ لذلك أستطيع رؤيتك ؟ إذن هل نحن أرواح ؟ لكن أنت روح بريئة ليس عليك التواجد هنا ، فلابد أنني لُعِنتُ ، لُعِنَتْ روحي فلم أعد لجسدي و لا حلقت للسماء ، أنا مذنبة .
أستحق فأنا شريرة ، أجل .!
أنت تقرأ
سطوع الشمس.
Short Story《 أناسا يأتون ، و أناسا يرحلون 》 هنا في هذه الرواية ، كل شخصية تخفي ماض أليم ، كل واحدة لها اتجاه سبيل ، كل لسان يحكي قصة ، القصة التي يتشاركون في عيشها ، لكن .. عليك أن تعرف جيداً ، مع من تتعاطف ، مع من تعفي و تسامح . أحيانا ، لا ندري لمن نعطي ثقت...