𝑷𝑺𝒀𝑪𝑯𝑶𝑷𝑨𝑻𝑯 | 𝑱.𝑱𝑲

الفصـل الثـامن والعشـرون

كان عليِك أن تشعُر بكلماتِك قبل أن تُقال، أن تُدرك أفعالك قبل أن تفعلها، قبل أن تصنع وجعاً لا يُنسيه حتى الاعتذار.

إتكأت بجذعها العلويّ على الباب تحاول تنظيم أنفاسها المتسارعة وتخفيف نوبة غضبها

ثِيابها مبللة وكذاك تفكيرها مضطرب عكسَ ملامح البرودة والغضب هي نوعًا ما غيرُ مرتاحة بتواجدها في نفسِ المكانِ بصحبته

جرحٌ أبى أن يندمل يذكرها بكل صغيرة وكبيرة.. غير عادلٍ بحق

إتجهت ناحية تلكَ الخزانة بملامح لا تُبشرُ خيرا وخاصة عندما وجدت ثيابها الداخلية متموضعة داخلها على الترتيب

"ذلك المقزز! " صرحت بها تنبشُ بينهم بسخط تارة تشتم وتارة ترمي بعض الثياب على الأرض

دقائقٌ معدودة وإذا بها ترتدي سِروال أسود فضفاض يصحبهُ قميص أبيض بدون أكمام

دخلت إلى الحمام لكي تجفف شعرها وعقلها لا ينفكُ يفكر كيف لكل هذا أن يحصل؟

والأهم والغير منطقي لها كيف نجى بعد ذلك السقوط المميت؟.. هل هذه خطة أخرى منه..ماذا ستتوقع من سيكوباتي مثله

تنهدت تكملُ تجفيف خصلاتها السوداء التي تصل إلى كتفيها

فتحت باب غرفتها لتسمعَ ضوضاء خفيفة من الأسفل مصحوبة بشتائمه الغير متناهية

"اللعنة لما لا يفلحُ الأمرُ معي؟ " زمجرَ الغرابي برجولة يرمي البيضَ المحروق جانبًا ليعيد غسلَ المقلاة بملامحَ منزعجة

هي من أعلى الدرج كانت تراقبُ تذمراته من خلال ظهره او قميصه الرمادي الشفاف الذي يظهرُ تقاسيم عضلاته بإثارة

"افف ما هذه الرائحة المقززة" تمتمت متعمدة إغاضته تلوح قربَ أنفها

عاثَ هو كذلك من الرائحة..ليحكَ بأطراف أنامله خلفَ رأسه يخفي فضيحته كيف لشابٍ في أواخر العشرينيات أن لا يعرف كيفية سلق بيضة؟؟

إنها تتضورُ جوعًا وعليها تناولُ الفطور أيضا، لم تعطه بالا بل تجاهلتهُ بإقترابها من المقلاة التي غسلها لتوه

يراقبُ تحركاتها بدقة.. ثواني وإذا ببيضتين ناضجتين قربه

جلست على الطاولة بعد أن وضعت محتوى المقلاه على الصحن الذي كان متموضعًا قربها

لتشرعَ في الأكل دون النظر لوجهه متلذذة بطعم ذلك الخبز الفرنسي

"ماذا عني؟ " أشار لنفسه من خلالِ سبابته ولكن هذا لم يحرك بها ساكنًا رغم نبضات قلبها التي تكاد تخترق لا محالة

نظراتها كانت باردة جدًا..أنهت تناول فطورها دون النظر إليه.. عكسهُ هو الذي كان لا يزالُ واقفًا بمكانه يراقبُ تحركاتها وذلك وترها