الفصل الحادي عشر

78 3 1
                                    

كان بالتأكيد من الصعب على أنيكسي أن تكون على الجانب الجيد لضرائرها. فقد عملت أقصى جهدها أن تبقى صامتة، خشية إن تفوهت بشيء قد يسيء إليهن، ولكن الظاهر أن وجودها بحد ذاته كان منبعًا لحنقهن.

جاءت أحسِت وأخارا سوية، وهما تنظران إلى الوافدة الجديدة التي قامت بإحناء رأسها لأجليهما وقد لطخت الحمرة وجنتيها إثر النظرات الشديدة التي كانت تمقلانها بها. ثم إنهما أشاحتا النظر وسمحتا للخادمات أن يزلن ملابسهما قبل أن تخطوا إلى داخل البركة في زاويتهما المعتادة. كانتا تنظران إلى أنيكسي وهما تتهامسان.

كانت المرة الأولى لأنيكسي تأخذ نظرة جيدة للأختين، فقد كانتا تقريبًا متطابقتين في الشبه، فبعينين مدورتين وشعر أسود قصير، وبشرة مسمرة من الشمس وبجسد ممتلأ، كانتا يشبهان والديهما كاحورس، الكاهن الأعلى للإله حورس. لم تكن أنيكسي لتقل أنهما بشعتان ولكن كلما أطال المرء في النظر إليهما وجدهما غير سارتين للنظر، والعبوس الدائم على جبهتيهما لم يساعد.

شعرت ميريت بعدم راحة أنيكسي فشقت طريقها سابحة نحوها لتضع يدًا على كتفها لتقول بابتسامة: ”لا تزعجي نفسك بسببهما، فأحسِت وأخارا هما أول من تزوجهما الفرعون، فلطالما كانتا غاضبتين أكثر من الباقيات.“

أومأت أنيكسي وهي تفكر. بالطبع لن يعجبها أن يُعجب الفرعون بأحدهن بعد زواجهما. وبالتأكيد لن تكون محبذة لفكرة مصاحبة الضرة الجديدة. كان عليها أن تفكر أن أحدًا منهن اختلف معها بصدد ذلك.

وصلت خيموت بعدها. لم تنتبه أنيكسي لوجودها إلا بعد أن رأت إحدى الخادمات تدلك شعرها بزيت عطري. لمحت خيموت أنيكسي مرة أو مرتين، ولكنها لم تنبس ببنت شفة؛ لم تكن نظراتها آحنة كنظرات الزوجتين الأولتين. كانت خيموت على الأرجح الأصغر سنًّا من الزوجات الخمس، وخمنت أنيكسي أنها كانت في أول سنين بلوغها عندما تزوجت من الفرعون. حاولت أنيكسي الابتسام صوبها ولكن لم تلقَ سوى حملقة خالية من التعبير.

كانت كيا آخر من وصلت، وكان صعبًا على المرء تجاهل ذلك، حيث رفعت خادمتين الستائر لها، وثلاث أخريات حملن لها أعشابًا للعناية بالبشرة، ومناشف مطوية، وصينية فيها الصوابين والزيوت المعطرة. سبحت خيموت للجانب الآخر حيث استقرت بين ميريت والزوجتين الأولتين للفرعون لتترك جانبًا بحاله لكيا.

لم تواجه ميريت أي مشكلة في التناغم مع ضراتها مثلما كانت أنيكسي. راقبتها الأخيرة وهي تحظى بأحاديث صغيرة مع ضراتها، حتى أن كيا أومأت تجاهها بنظرات خلت من أي نية سيئة.

وضعت أنيكسي ذراعها على صدرها وهي تبتعد إلى آخر نقطة عن الجميع، وأحدًا لم يلحظها أو يقدِّر وجودها. وبعد لحظات على ذات الحال، وبعينين دامعتين، وضعت أنيكسي يديها على الحافة الصخرية ودفعت نفسها خارج البركة، لم تشأ إمضاء دقيقة أخرى في مكان ليس مرحبًّا بها فيه. كان لضرائرها الحق الكامل لتجنبها، ولكن لم يكن عليها تحمل الأمر فيما كانت غير مضطرة لذلك.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 04, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عروس الفرعون | Pharaoh's Brideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن