بابتسامة تعتلي وجهه، راقب الفرعون أنَيكسي وهي تمسح على ثوبه، ثم إنه نظر إلى نفسه في المرآة الطويلة ليومئ راضيًا. التفت لأنَيكسي مجدَّدًا ومرر يده خلال شعرها، فأغمضت الأخيرة عينيها ومالت برأسها إلى الأمام عندما طبع الفرعون قبلة على جبهتها.
ابتسم قائلًا: ”لا تتجولي بعيدًا، فلا أحبذ أن يتناهى إلى مسمعي أنَّك ضعتِ في بداية إقامتكِ.“ أومأت أنَيكسي إيجابًا ثمّ راقبته يخطو خارج الغرفة.
كانت حجرة التمريض عبارة عن غرفة مستديرة يعضدها ستة أعمدة مطلية بحلقات ذهبية، وخُطَّت على الجدران كلمات بالهيروغليفية تخصُّ الإله بِس حامي الأطفال والشباب، وتحت تلك الجدران وُضِعت مقاعد حجرية تناثرت عليها الوسائد الطرية، وفي مركز الغرفة كان هناك سرير صغير مصنوع من العاج المستورد المنمق والرخام، حيث نام الأمير أنختِب، وفوقه تمامًا نافذة زجاجية سمحت لخيوط شمس رَع بالنفوذ والتألُّق على وجه الصغير مباشرة.
[☥ بِس: إله الولادة والخصوبة.]
وعند وصول الفرعون، تحلقن الخدم في نصف دائرة برؤوسٍ محنيةٍ بينما لم تتزحزح الليدي كِيا من مكانها لمجيء الفرعون، حيث وقفت تتطلع إلى ابنها النائم بشجن. خطا الفرعون إلى جانبها ووضع يده على ظهرها بخفة، لتلتفت بوجهها إليه وتخرُّ على ركبها. توسلت إليه قابضة على طرف ثوبه: ”أيا عظيم النّيل، أرجوك! إن ابنك لا يسمع نداء أمِّه.“
كشر الفرعون بوجهه عندما نظر إليها، ولكنه أزاح نظره عنها ليوجهه إلى الصبي الساكن أمامه. مال إلى مقدمة السرير ونظر إلى ابنه بقلب مفجوع، ثمّ قال وهو يهز ذراع الصغير بلين: ”أبُني، يا أميري أنختِب، أفِق وأجب صوت والدك.“
ولكن لا إجابة.
حبس الفرعون نفسه بأمل راجف وكرر: ”أنختِب يا ولدي، أبوكَ يطلب منك النهوض.“
لا إجابة أيضًا.
ازدرد الفرعون كتلة اللعاب المتجمعة في حلقه ثم نهض شاعرًا ببرودة الهواء فجأة.
تقلقل الخدم بعدم أريحية عندما التفت مليكهم صوبهم ليسألهم: ”أيًّا منكم لاحظ حال الأمير أولًا؟“
أجابت امرأة تقف على الميسرة بعدما أن تقدمت بخطوة: ”إنها أنا يا صاحب الجلالة.“
عقد الفرعون ذراعيه إلى صدره وقال: ”و ما الذي فعلته؟“
ردت متلعثمة: ”أ-أرسلْتُ بطلب سموها، والدة الأمير.“
وجه الفرعون انتباهه مجددًا إلى زوجته المنتحبة التي لا تزال على ركبها عند قدميه، طعنت صدره الشفقة تجاهها، ولكنه أزاحه جانبًا لما كان من المهين رؤية إحدى زوجاته تهين نفسها أمام الخدم أيًّا كان السبب، غير أن كِيا التي يعرفها ما كانت لتفعل ذلك البتة؛ لم تكن لتقحم نفسها في بلبلة عواطف كما تفعل الآن.
أنت تقرأ
عروس الفرعون | Pharaoh's Bride
Fiksi Sejarahتقف تحديات جمة في طريق أنَيكسي، أو نفركَيمپي كما يناديها محبوبها، المرأة التي كانت آخر من دخلت حرم الفرعون في القصر الملكي. وبسبب غرارتها بسياسة وقوانين البلاط، تجد نفسها عالقة في شباك نُسجت خيوطها من الدم والخداع على أيدي زوجات الفرعون الأخريات. وم...