”نفركَيمپي.“
همس الفرعون فيما تخللت أنفاسه شعرها الأسود الحريري الطويل. بثت رؤيتها بجانبه لأول مرة كزوجة له الطمأنينة في قلبه، وأن الحياة لا تزال على ما يرام. تقلبت الأخيرة جراء سماع صوته بينما مال هو إلى الخلف لينظر إليها. لم يكن نفركَيمپي اسمها الحقيقي، بل كان أنَيكسي، وإنما كان اسمًا أطلقه الفرعون عليها من باب المودة، الأمر الذي بات بمثابة تذكير يبعث البهجة داخلها؛ كيف وقعا في الحب.
غطت أنَيكسي وجهها المحمر خجلًا بيدها عندما أدركت أنه مستيقظ ويراقبها بصمت، فتبسم الفرعون لذلك.
قال بابتسامة ناعسة: ”كم من الليالي سيستغرق الأمر كي تتخلصي من خجلكِ مني؟“
أزالت أنَيكسي يدها ونظرت إليه بشغف بينما هو أغمض عينيه وأحاط ذراعه بخاصرتها جاذبًا إياها برفق ناحيته.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يقضيان ليلة مع بعضهما، كما أشار بالضبط، ولكنها شعرت وكأنها كذلك؛ لأنه لم يفصل بينهما وبين الخارج الآن سوى الملاءة القطنية، وليس ستائر معبد أبيها. ولكن أنَّى تشرح له ذلك؟
أسندت أنَيكسي رأسها على منكبه متطلعةً إلى ضوء النهار المتسلل خلال ستائر النافذة المطلة على حديقتهما الخاصة. وكان في الناحية المقابلة لهذه الغرفة حجر أخرى اتخذنها زوجات الفرعون الأخَر مسكنًا لهن، ليكن في الجوار حتى يأتين وقت ما شاء مليكهن.وخلال لحظات، شعرت أنَيكسي بتؤدة أنفاسه تلفح شعرها، وبارتخاء حجره أيضًا؛ إنّه نائم مجدَّدًا.
هزّت أنَيكسي رأسها مبتسمةً صوبه ثم لثمته قبل أن تنسل بعيدًا عن حجره. نهضت قائمة والتقطت رداءها من الأرض لتلبسه؛ عانق الثوب الأبيض جسدها وكشف ظهرها من الوراء، وكانت لتشعر بأي نسمة تداعب بشرتها بسبب هفافته وخفته. ولكن شهور شمس رَع الحارقة قد حلت، وكان لتلك الملابس راحة في ارتدائها.[☥ رَع: إله الشمس وكبير الآلهة في ديانة مصر القديمة.]
في الحديقة، ارتفع تمثالٌ لإلهة جاثية على ركبها وذراعاها مفرودان على مصرعيهما، ورأسها يتطلع إلى الأعلى وكأنها تحلق حرة في السماء. نُحت الصنم ليبدو وكأن الحياة تدب فيه، فبوجنتيها الحادتين وأظفارها المزينة، وشعرٍ متطاير تذروه الرّياح، وجسدها المنحوت المثالي بدت وكأنها حقيقية لمرأى الجميع، وقد ثُبِّتت على صفيحة رخامية علت ثلاثة أقدام عن الأرض، وأُحيطت بشجر النخيل والخنشار ليصبحا كنسخة مطابقة لمذبح الإلهة مَعات الموجود في مسكنها السابق مع والدها في معبد الثالوث.
[☥ مَعات: إلهة الحقيقة والعدالة.]
أنت تقرأ
عروس الفرعون | Pharaoh's Bride
Tiểu thuyết Lịch sửتقف تحديات جمة في طريق أنَيكسي، أو نفركَيمپي كما يناديها محبوبها، المرأة التي كانت آخر من دخلت حرم الفرعون في القصر الملكي. وبسبب غرارتها بسياسة وقوانين البلاط، تجد نفسها عالقة في شباك نُسجت خيوطها من الدم والخداع على أيدي زوجات الفرعون الأخريات. وم...