"آني — أوه، جلالتك!" جثت لايذرا على ركبتيها حتَّى ضغطت ذقنها إلى صدرها، وحجب شعرها البني وجهها.
دارت أنَيكسي نحو أمتها، مبتعدة عن الفرعون، ورفعتها عن الأرض قائلة: "ماذا تريدين يا لايذرا؟"
تمتمت الأمة: "لا شيء." وتطلعت إلى ما وراء كتف أنَيكسي لترى الفرعون مبتسمًا ووجهه يشع بالرضا، فاستحال لون وجنتيها إلى الحمرة.
"لاشيء يستوجب اهتمام زوجة صاحب الجلالة."
"لا يتوجب عليكِ أن تكوني رسمية معي يا لايذرا، وإن لم يكن لديك شيء لتقوليه يمكنك الانصراف." خطت أنَيكسي خطوة إلى الخلف بعد أن أومأت لايذرا وأحنت رأسها صوب الفرعون قبل أت تغادر مسرعة.
وحالما رحلت وضعت أنَيكسي راحة يدها على جبهتها متنهدة، فسلوكيات لايذرا قد أصبحت مربكة؛ منذ أشهر وكلماتها باتت أكثر حدة وغير مبالية. هناك خطب ما، ولكن ما هو؟
وقف الفرعون ممسكًا يدها وقال: "مالذي أرقك يا نفركَيمپي بهذه السرعة؟"
قالت الأخيرة بنبرة خفيضة: "أه، في الواقع إنها لايذرا..."
رفع الفرعون حاجبًا وهو يراقب المعنية تنسحب خارجًا. "إن لم تعد تبدي لكِ فروض الطاعة يمكنك دومًا أن تهِبيها لغيركِ."
هزت أنَيكسي رأسها نافية. "كلا، الجلل ليس في طاعتها، فلم تعد ودودة معي مثل السابق، وغالبًا ما تعزل نفسها وتنزوي وحيدة."
ترك الفرعون يد أنَيكسي ومسح إبهامه على ذقنها قائلًا: "عليكِ أن تعي يا نفركَيمپي أنه لا داعي لنشوء صداقة بينك وبين خدمك، وعلي القول أنّها من الوارد أن تصبح... مدمرة."
أجابته الأخيرة بجدية والرجاء في عينيها: "لماذا؟ فدائمًا ما حثتني أمي على أن أكون لطيفة معها، ولطالما أحسنت لايذرا معاملتي."
وافقها الفرعون قائلًا: "أتفهم ذلك، لربما حصل شيء بينكما أنتما الاثنتان، لا تكربي نفسكِ بشأن كهذا، خصوصًا وأنه لا يجلب سوى الألم للذين يرونك متحسرة."
"ولكن..."
هزّ الفرعون رأسه وأردف: "سراؤك هي ما تهمني يا نفركَيمپي، أكثر من أي أمة كيسة. سُمح لي بأخذ أمتكِ من مِلكية معبد الثالوث لأنني حظيتُ بنقار مع والدك حول كونك حزينة ووحيدة في مكان غريب لا تعرفين أحدًا فيه، وانظري حولك!" لوّح زوجها بذراعه. "لقد بنيت هذه الحديقة يا نفركَيمپي لأجلك ولأجل أمتك كي لا تشعرا بالغربة والحنين للمكان الذي عشتما فيه طوال حياتكما. فهل محاولاتي كلها بائت بالفشل؟ انظري لنفسك، فها أنت تعانين وكأنك وحيدة هنا." فغرت أنَيكسي فاهها ولكن سرعان ما أغلقته متنازلة، فابتسم الفرعون مردفًا: "لايذرا لديها عقل سليم وواعٍ كما أنها صالحة وإلم ترغبي بها سأحرص جيدًا على أن تُعامل بإحسان من قبل مالكها التالي." توقف لهينهة قبل أن يضيف: "من أين جاءت مجدَّدًا؟"
أنت تقرأ
عروس الفرعون | Pharaoh's Bride
Fiksi Sejarahتقف تحديات جمة في طريق أنَيكسي، أو نفركَيمپي كما يناديها محبوبها، المرأة التي كانت آخر من دخلت حرم الفرعون في القصر الملكي. وبسبب غرارتها بسياسة وقوانين البلاط، تجد نفسها عالقة في شباك نُسجت خيوطها من الدم والخداع على أيدي زوجات الفرعون الأخريات. وم...