[Dance With Me] | [راقصيني]

4

هي أضافت لعدد تنهيداتها التي لم تحصيها واحدة أخرى بينما تجلس في أولى المقاعد حول الحلبة تجمع ساقيها الى صدرها بذراعيها وتنظر أماما، بؤبؤ عينيها يذهب يمينا يعود يسارا يذهب يمينا مرة أخرى ويجيء يسارا ثانية

كانت هذه حالتها بعد ان انهت عملها وديفيد صار سعيدا بشكل لم يسبق أن رأته قبلا فاقترح لها ان تشاهد المتدربين بما انها تهوى هذه الرياضة بينما يقوم هو بتجهيز كوب قهوته ليشربه ولأول مرة بغية التلذذ لا البقاء متيقظا اثناء العمل

نظرت للمقعد جانبها ترقب حقيبتها وقد اطل حذاء تزلجها منه بخجل، رغم انها لم تكن تنوي احضاره -لأنه ذو ذكريات سيئة- لكنها لسبب ما شعرت أن عليه ان يصحبها بما انها ستعمل بمكان كهذا

أغمضت عينيها النصبتين من كل العمل بالأيام الماضية يخترق سمعها حينا صوت اميليا فاليوم ريتشارد غير موجود بل السيدة اميليا هي التي تهتم بتدريبهم

امر متعلق بجدول رئيسها وقد تفاجأت بكمية الاعمال التي خلفه عدا التدريب، ان كونك رئيس مدرسة ومدربا بنفس الوقت لأمر صعب بالنهاية ورغم ذلك يحتفظ ريتشارد بابتسامة سعيدة وهو يقوم بتدريب طلابه

هو حقا يشعر بسعادة بما يتعلق بالتزلج، مثلها

" ااه اري ااه هل تذكرين كيف كنت تعلمين هاريسون التزلج؟ كان فظيعا حقا، هذا مضحك، كان يواجه صعوبة بحفظ توازنه ولم يكن يدرك انه ان استمر بالتفكير في الكيفية فلن ينجح، السبيل هو مجارات التيار ورمي الخوف جانبا والاستمتاع فقط"

"اذن لما لست تتدربين معنا؟"

اخترق سمعها صوت لم تعهد سماعه قبلا، هادئ عميق به تلك النبرة التي تنم عن ان ما سبقه صمت طويل، فرفعت بصرها اليه دون ان تغير حتى وضعيتها واستمرت بالتحديق به تحاول معرفة هويته المجهولة... والمألوفة

يرتدي حلة رمادية، لثام شابه لونه خصلاته السوداء وقد تبعثرت وغطت بعضا من عيناه، بدا نقطة خالية من الألوان في خضم البياض حوله يقف في هياب يدس يديه بجيوبه وينظر للأفق كما فعلت هي قبلا

هي غرقت بتساؤلها فلم ترد على المجهول الجديد، التزمت صمتا لم تدرك انه قارب التجاهل الا عندما اخفض رأسه ناحيتها لتلتقط عيناها حدقتاه الهادئتان وخاصتيها المتفاجئتين

نزل حاجبيها واطلق وجهها عبارات الحزن واليأس ونبست بخفوة غير انه كان كافيا ليسمعها

" انا لست انتمي لهذا المكان..."

ارسل ضحكة جانبية ومتأرجحا اماما وخلفا وأخيرا هز كتفيه ببراءة وتوسعت عيناها تساؤلا عن جرمها في اتهامه المجهول