- ثمانية عشر ، خمسة ، واحد ، اثنتا عشر.
برزت تلك الأعداد من بين الفوضى والصرخات المتعددة المتجمعة في هذا التسجيل المريب..التسجيل الذي كاد أن يمزق أذني من صخبه !
أربعة أعداد لا غير هي ما كان مفهوما من ذلك المسجل الذي سرعان ما جعل للرعب موقعا في قلبي ! يُصدر تلك الالتباسات وكأنها شيفرة تكافح من أجل فك نفسها، فمع حضور جزعي وخوفي حيث أنا ؛ قفزت قطتي " دارلين " نحوي مرعوبة هي الأخرى !
كلانا على الأحرى لم يكن قد أرتشف من كأس ككأس الخوف هذه سابقًا ! تلك الكأس المريرة والتي تنتقي أكثر من لا يود أن يكون شاربا لها..شاربا !! حقًا انه لأمر مزعج !
لتبقى الضوضاء على حالها برهة من الزمن حتى توقفتْ فجأة دون سابق إنذار..عمَّ حينها شيء من السكون والهدوء الخانق أرجاء الغرفة، هدوء أستطيع من خلاله سماع أنفاسي المتسارعة ودقات قلبي الخافقة..لأردد مع ضيق في التنفس :
- أتمنى فقط لو أن باستطاعتي... أنتظر لحظة !
علا الحماس وجهي بعد أذ كنت قد نسيت أنني أستطيع الأتصال بأحد من يمكنهم المساعدة من أصحابي، لأكمل :
- كيف لم افكر بحل كهذا سابقًا !
لأتسارع متجها حيث يقنط الهاتف وكلي حماس لمعرفة القادم، وحيث كانت أفكاري تتمايل في تحديد من سيكون المتصل..قاطعني ما ظهر قبيل أن أدرك الجواب على تساؤلي..شعرت به، شعرت بذلك الظل المتطاير يمر خلالي بلمح البصر !! ظِلٌ لم أكد أدرك حتى شكله ؛مصعوقا أقف حيث أنا، وما هي لحظات حتى علت وجهي نظرات شاحبة قشعرت بدني بعد اذ استطعت لمحه، ويا ليتني كنت ميتًا ولم المح وجهه. سقط الهاتف من راحة يدي أرضًا بينما كنت لا استطيع نسيان صورته في مخيلتي..بتلك الخيوط السوداء القاتمة المتدلية من وشاحه..والوجه الشاحب ذي الابتسامة العريضة والتي كانت أبرز ما فيه، مع وشاح أسود كحلكة الليل يكسو جسده. إضافة الى أطرافه..أطرافه التي كانت جلدًا على عظم، بلون باهت؛ ذات اللون الذي بانت به تعابير وجهي الآن..فضلا عن رائحة نفاذة تنبعث منه كما لو كانت رائحة شخص قد قضى نحبه منذ ما يقارب الألف عام.
يطير ويطفو بشكل خاطف بين الجدران والنوافذ يظهر تارة ويختفي تارة اخرى، كل هذا اختلط بأجواء الريح العاتية التي ضربت الغرفة التي ما تركت شيئا إلا وقد بعثرته.. لينتهي بي الأمر هلعًا من كل ما يحصل أهرب الى باب غرفتي محاولًا الهرب بكل ما أملك من طاقة..لأتجمد مجددًا وأنا أرى الظل المرعب قد عبر خلال الباب يطالعني وجه لوجه..لقد كان الظل يطالع وجه شابٍ أنساه خوفه كيف يتحدث، حروفي تبعثرت ولم أقدر على النطق حتى!
أنت تقرأ
«أَنَا وَقِطَّتِي»
Horror«لَعَلَّكَ لَم تَكُن عَالِمًا قَبلُ، أُو لَرُبَّمَا عَلِمتَ غَيرَ مُدرِكٍ، أَنَّ جَوهَرَ الحَقِيقَةِ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنيَا المَوتُ دَائِمًا، وَأَنَّ الإِنسَانَ لجَحَودٌ مُحِبٌّ لِأَبَدِيَّةٍ فَانِيَةٍ، وَلِعَدَمِيَّةٍ كَاذِبَةٍ..» "أَنَا و...