مَـالِك | ٣

4.4K 835 356
                                    

دَار النَـشر | رُوسيَـا
_

بَـعدما وَصـلت فَـيروز مُـتأنقةً بِـ عبائة سودَاء مَـع حِجاب أسوَد، زَين خُفون عينيهَـا كحلًا أسمَـر كَـ بشرته، يتأرجَـح بِـ كَـعبها خُلخالًا ذهبيًـا وحِـذاء بِـ كعبٍ كلمَـا مشت به أصَـدر الخُـلخال جرسًا مُـعلنًا عن وُصـول فَـيروز زِين، أشهَـر كَـاتبة روائية وشَـاعرة بِـ مَـدينة المسلمين العرب ضِـمن المُخطط.

عندمَـا دَخـلت لِـ مكتبها قَـبل حتى أن تَـجلس، هَـرع نَـاحيتهَـا أحَـد المُـوضفين الذي يُسمى 'مُعاذ' وهو يَـلهث ويَـقول بتوتر ويتأرجح أمامها..
« لَـقد تَـم تَحديكِ لِـ فعل شَيئًا فَـشل به العَـديد.."

« ومَـا هو؟ » تسَـائلت بهدوءٍ شَـديد تَـخلع نظَـارتها الشَـمسية حارسَة على أن لا يَـخرج بعض الخُـصلات من شَـعر الناعِـم البُنيّ.

« أن تَجـلـسي مُباشرةً أمام أجَـمل عيون لِـأجمَل رَجل بِـتلك المَـدين وتتغَـزين بهَـا. أن أشاح كسبتِ وأن أشَـحتِ هو مَـن كَـسب. »

« ومَـن هو هَـذا؟ » نَـبست بينمـا تَجلس وتَـضع رجلًا على رِجل مما تَـسبب بِـ أصدار صوتًا من الخلخال يتمَـاشَى مَع رَده..

« مَـالك. أنه مَـالك بن زَيـد. » أردَف مُـعاذ بتوتر شَـديد مُـعتقدًا أنها ستَـعضب لأنهَـا ستتَـواجه مرةً أخرى مَـع من خَـسرها من قَـبل.

لكَـنه لَم يَـسمع قَـلبها النَـابِض فرحًا بأنه أصبَـح لهَـا حُجة للتَـحديق وأيضًا التَـغزل!

حَـاولت عَدم أظهار أي تعابير على وَجـهها لأن مُعاذ مُلاحظ جَيد لِـذا أكتَـفت بالإماء وقَـالت..
« مَـتى يَـكون هَـذا؟ »

صَـمت مُعَـاذ قليلًا وأخذ نفسًـا عميقًا ثُـم سكب.. « الأن. »

« إذن هِـيا.. »

لَـم تَـتردد فَيروز ثَـانية واحِدة لأن ثَـانية تَردد بِـ عَقلها مَـضيعة للوَقـت الذي يُمكنها أن تَكسبه وتَـنظر لِـ عيناه.

عَـادةً مَـا تُقَام تِلك التَحديات لِـ تَحديد مُسوى الأدِيـب، ومَـوقع إقَـامته واحِـد مُنذ خَمس عَـشرة عام. ركَـبت سَـيارتها بِـ جانبهَـا مُـعاذ وتَـوجهت بِـ سَـيارتها وسَـيارة أُخَـرى مُكونة من طَـاقِم العَـمل.

وَصـلت بَـعد نِصفِ سَـاعة وتَـرجلت وتَـركت المِفتاح مَع مُعاذ لِـ يصـف السَـيارة، تَـوجهك لِـ مكانهَـا المُـعاد والذِي يَـكون مُكون مِن كُـرسي وطَاولة تِلك المرة لأنه سَيـكون جالِس أمامهَـا وبالفِـعل..كَـان جَـالس.

مَـالِك : شِعرٌ الفَـجر.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن