مَـالِك | ١٠-٢

3.2K 592 99
                                    

بَـعد تسعة أشهر | يَوم الوِلادة.
_

« لا تتوَترِي فيروز » صَـرخ بها مَالك بينمـا سرير فَيروز يبتعد لِـتدخل غُرفة لِـ تلد طَـبيعيًا. أصَرت فيروز على عدم وُجود مَالِك معها. بسبب ضعف التيكنولوجيا وقتها لَم يستطع أحد معرفة مَاذا ستلد فَيروز.

جاء المُختصين بالولادة الطَـبيعية وقَاما بتحضير مياة ساخنة وكل المُتطلبات، باتت فَـيروز تَـصرخ وتصرخ ومَالك بالخارج على أعصابه ويواسيه والده ولا يلومه فَـهو كان هكذا عندما وَلدت سَارة فَـيروز.

« مَـالك تماسك. » نَـبههُ مُـحمد

« خائف يا أبي. كان من المُـفترض أن يكون لِي طفل لكنه مات بِـداخل أمِي ومنذ حينها الحمل لها خَـطر وخائف أن تتأذي فيروزي. خائف خائف خائف »

مَـرر يده بشعره يشده لِـيهدأ كلما صرخت أعلى، هو خائف بِحق، بِشدة. دقات قَـلبه العالية لن تَصمت حتى يَجد أطفاله وأمرأته بين يَداه، شَـعر بيد مُحمد فوق فخذاه وهو يقول..
« ثِـق بالأن وأستودعهم عند الله فَـأنه بِـعزته وجلاله لا تَـضيع عنده الوَدائع. »

بدأ مَالك بالدعاء وقراءة القرءان، والتَـسبيح والأستغفار والدعاء والدعاء ولَـم يهدأ قلبه عندما

سَـمِـع صوتَ طِـفل يبكي.

ثُـم سَـمع أخر!

أستَـقام مُـتعجبًا يجرى نحو الغُرفة

« زوجتى لِـم صمتت عن الصُراخ ماذا حدث لها؟ »

« هِي بخير لا تقلق لَـقد أخرجنَـا لكَ طِـفلين من نَـعيم الجَنةِ الأن. كُن أبًا جيدًا لهم » تَـحدثت الطَبيبة المسؤلة.

أستأذنت ورحلت هِي وطاقَم عملهَـا، وتَبقى سَـارة ومها.

« أنهم فَتى وفتاة.. » تَـحدث سارة بينما تبكِ فرحًا.

ذهب مَالك ناحية زوجته وجلس بِـجانبها وهمس..
« حبيبتِي وقلبي طمأني قَلبي الخائف عليكِ »

« أ..أنَـا بِـخير.. »

أنهَـمرت دموعه عندمَـا سمعَ صوتَـها وهِي تتحدث بأبتسامة تَعبة مُـرهَـقة.

مَـد يده يَـتحسس وَجههـا، وضعت يدها على يده تشعر بها أكثر بينمـا تنهمر دموع كليهمَـا فرحًا وسعادةً بما وصلا له.

« حَـبيبي أين طِـفلاي؟ » سَـألت بأعيُنٍ قَلِيلة بينما تَلمع.

أنخَـفض وطبع قُـبلة هادئة على جَـبينها. وذَهـب لِـأحضَـار طِـفليهمَـا.

ذَهـب لِـسارة ومهَـا اللذين مَـعهما الأطفال. لِـينظر لهم

هُـم حقًا طِـفلان! يَـعنى هُـو وبَـين حَـبيبة عُـمره سَـيد وسَـيدة صِـغران! يَـكاد قَـلبه يَـخرج مِن صَـدره لِـفكره أنه الأن أب لِـتوأم النَـعيم.

أخذهمَـا من يد سارة ومهَـا الذِي يبكيان مع بُكتء الأطفال، وعندمَـا أخذهمَـا بين أحضانِه وسَـادت رائحته بين أنفيهمَـا الصَغير.

صَـمتا عن البُـكَـاء لِـ حفظهم رائحة والِدهم عن ظَـهرٍ قلبٍ طفوليًا بريء لَـم تُدَنسه الحياة بَـعد.

أغرَورَقَـت عين مَـالِك مُـجددًا وهَـنئته سارة ومهَـا وقَـبلت مهَا جَبينه.

« حَـبيبي وأبني الوَحـيد الأن أبً جَـميلًا قويًا، حَـافظ عليهما بُنى. وأتقِي الله فيهمَـا وربيهمَـا على القرءان والسُـنة. وحَافظ على قَـلب فيروز » وَصـته مهَـا والدته وَصـية الوداع المُـؤقت. حَـيث أنه سَـيحظي ببعضِ الوقت مَـع أولاده وزوجَـته.

« بالتأكِـيد أماه.. » ثُـم نَـظر لِـ سارة والِدة فَيروز وقَال..
« فَـيروز فِـي عِينيّ، تُـخزَق عيناي ولا شّـعره لِـفيروز تُـمَس.. »

أومأت والِـدتها وأقتَـربت منه ووَضـعت يدها حَـول كَـتفاه وقَـالت..
« أنا لا أُهَـددك. لَكن فّـيروز حقًا جَـسديًا قوية. لَـقد وَلـدت اليوم مَـرتان. تُـوازي الولدة الواحِـدة مَـوت الأم مرة. وهِـي اليوم مَـاتت مرتان بِـدقائق واحِـدة. لِـذا هِـي بطبعا كَـ مرأة قَـوية. أيضًا هِـي مُـتعلمة للِـرماية والخَـيل. أنا لا أُهَـددك لكن أحضر أذيتها. لَـن يكون جيدًا أن رَكلتك كَـما تركل الخَـير.. »

قَـهقه مَـالك لأن بالفِـعل فَـيروز هَـددته بِـنفس التَـهديد من قَـبل عندمَـا ضايقها بِـ أخبارها أن تتَـغزل به كثيرًا وهِـي كَـانت بِـحالةٍ نفسية غريبة ومتوترة لِـأنهـا كانت بِـ دورتها الشَـهرية.

« يَـجب أن تَخبروني أن أُحَافِظ أنا على نَـفسي لا أن اُحَافظ عليهَا! »
تَـحدث مَـازِحًـا. بينمـا يَـهرب منهم ذاهبًا لِـ فيروزه.

« حَـبيبَتِي.. »

« مَـالِك.. » كادت تُـكمل لَكنهـا صَـمتت عندمَـا شَـاهد هذا المشَـهد، مَـالِك يَـقف بِـطفليهمَـا بينمـا يحمل الأطفال بِـذراعيه الظاهرين والمُـزيبة بالعُروق البّـارِزة وخُـصل شعره المُـلتصقة بِـجبهته بِـفعلِ العَـرق الناتج عن تَوتره. لَـقد تَحققت أحلامها.

« مَـاذا نُـسميهم؟ » سأل مَـالك.

« حُـور لأن الفتَـاة تَبدو كَـالجنة، والفتى زَيد لأننِي أثق أن والِـدك بالجنة. »

إذًا الأن مَـالِك وفَـيروز بِـ سن الثَـلاثين له وبِـسن التسعة والعِـشرون لهَـا، قَـد أعطَـاهم الله حُـور وزَيـد.

_

مَـالِك : شِعرٌ الفَـجر.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن