مَـالِك | ٨

3.5K 687 364
                                    

_

« شِـعري يَـقبل بِـك للأبـد. » قَـالت فَيروز بينمـا تُصفق بِـشدة وخَـرجت ركضًا لِـ والدته لِـتخبرها لَـكنها فاجئتها بِـ..
« هَـل وَافَـقتِ أمَ لا؟ »

تَـوقف فيروز عن الحَركة وقَالت بِعبوسٍ طفولي مزيف..
« أكنتِ تَعلمين مُنذ البِداية ولَم تُخبريني؟ »

« أتُريد مني أن أعرض أنا عليكِ الزواج أمَ ماذا؟ »

« هَـاي يَامها. لَكني لَم أخبر سَوى أمي عن مَـالِك مَـاذا يَـجب عليَّ أن أفَـعل؟ » تَـوترت فَـيروز قليلًا لأنها قلقت فجأةً من والِدها.

« حَـبيبتي لا تَـقلقي لَـقد أخبرت والدتِي والدتك وهِي أخبرت والِدك والأن هُـم بِـ أنتظارنا. » طَـمأنها مَالـك يُـربع يداه ولاحـظت فَيروز أنها عادته.

« حَـبـ..حَـبيبتي؟..حـسن..حَـسنًا لِـنذهـب بعدمـا تُغير ملابسك » نَـبست بينمـا تَضغط بأصابعها حول أصَـابعها.

« خُـذيني لِـ والِدكِ هِـيا » قَالهـا بعدمـا أرتَدي بِـذلة سَـوداء، يَـبدو كـ أنه حَـضر لِـ تلك اللحَـظة مُنذ سَـنة.

_

وَصـل مَـالك ومهـا وفَـيروز لِـمنزلها، مَـشيَا بالطَـبع فالمنَـازل قريبة كَـ القلوب.

دَقـت فَـيروز الجَـرس وخَـلفها مَـالِك المُتوتر بِـشدة، قبضت والدته عَلى يَـديه ونَـظرت له بِـ مَعنى ' أنتَ لهـا ' فَـ أومـأ لهَـا وبِـنَفس اللَـحظة فَـتحت والِدة فَيروز ووالدهـا، سَـارة ومُـحمـد.

أستَـقبلهم عَـائلة فَيروز بالتَـرحاب والتَـحليل وعَـلمت القَـرية بِـ أكمَـلها أن مَـالِك وفَـيروز سَـيتزوجا..

« حسنَـا يا عَمِي مُـحمد، مَـا أرِيـد قَـوله أننِي أُرِيـد الزَواجِ من إبنَـة حَـضرتكَ فَـيروز.. » نَـطق مَـالك وحَـاول أن تَـخرج نَـبرته واثِـقة وبالفِـعل نَـجح.

كَـانت فّـيروز جالِـسة تتبَـادل النَـظرات الخَـجلة مَـع مَالك ويِـراقبهم مَـها وسّـارة اللذان أصبحَـا أصدقاء الأن وبَـدئـا بالحَـديث عن أمِور القَـرية بَـينما يُجهزان الطَـعام.

« أنظرِي يَـا مها يَـبدوان سَـعيدين.. »

« أتَـفق معكِ يَـا سارة، أسأل الخَـالِق أن تَـدوم تِـلك السَـعادة للأبـد. »

ثُـم سَـمعا مَـا تَـفوه بِـه مُـحمد..

« أنَـا لا أُوافِـق.. »

صُـدم الجَـميع وتَـوقفت الدِماء بِـ عروقها وتَـحدت نَـظرة فيروز لِـوالدها فَـنظر لها وأشَـار لها أن تَـنتظر بينما يَـغمز، وأكمَـل..
« ولا أرفُـض. الأمـرُ مُتعَلق بِـحبيبتي الصَغيرة أتوافِق هِي أن لا. »

وأعَـاد مُحَـمد نظراته لِـ فيروز « يَجب أن نبدو أشخَـاص ذو رابطة جأش . »
نَـطق أخر كلِـمة بِـالكورية لِـمعرفته بِـ أصول مَـالِك الكورية وضحك الجميع لِـ حس مُـحمد الفُكاهِي الذِي كَاد يَقتلتهم.

« مُـضحك للغاية يَـا والِدي كدتُ أموت حَـقيقة مِـن الضَـحك لا تَفـعل هذا مُـجددًا. » تَحدث فيروز مازِحة مع والِدها

تَـجاهل مَـالك نَوبة التوتو التِي حَـدثت وقال بِـتذمر..
« عَمِي رجاءً لا تُـنادِيها بِـ حَبيبتِي هِي حَـبيبتي أنا فَـقط.. »

وتَـوقعت فَيروز أنه الأن سيُـرَبع يده لأنهَـا عادةً وبِـالفِـعلِ رَبـع يداه.

قَـهقت فيروز ومُـحمد وأيضًا الأمهَـات بالداخل وصَـرخت والِدة مَـالِك بِـين قهقهاتها. « تأدَب يَـا ولد! »

ضَـحك مَـالكِ بِـتوسع بِـدون أصدار أي صَـوت ومَـال بِـرأسه للـأسفل وتَـدلى شَـعره الُبِندقي. رَفـع عيناه ونَـظر لها بين خُـصلات شعره لِـ عينيهَـا.

« أنَـا أُوافِـق يَـا أبِي.. » نَـطقت فَـيروز بِـ حياءٍ ظَـاهر على مَـحياها بِـتلهفٍ شَـديد بينمـا تفادَت النَـظر لِـ مَـالِك.

« إذًا يَـا مَـالِك، فَـيروز لَـك وأنتَ لِـ فَـيروز. خُـذهَـا وأبحَـثوا عن خَـاتِم. لكن نقرأ الفَـاتحة أولًا »

قرأ جَـميعهم الفاتحة وأبتسموًا فرحًا وبدأ النساء بالداخل بالدعاء لهم بدوام الخير.

« سَـيدي مُـحَـمد، كُـنتُ أرُيد أن أطلُـب شيئًا؟ » تَـحدث مَـالِك بِـتردد، حَـول أنظَـاره لِـفيروز ثُـم نَـظر مُجددًا لِـ والدها.

« كمَـا تَعلم، وَالِـدي مُـتوفي. فَـ.. »
« هَـل يُـمكننِي مُـناداتك أبِي؟ أشتَـقتُ لِـ تلك الكَـلمة. »

تَـجمعت الدموع بِـ عين مَـها وعَـين فَـيروز، لِـ يستقيم مُـحَمد فجأةً وأخذ مَـالِك بِـ حِـضنه وقَـال بِـ حنوٍ..
« نَـادِيني بمَـا تُريد يَـا صغِيري. أنتَ جُزء أبنَـتي الأن إذًا أنتَ بالتَـأكِـيد أبنَي وأنَـا بالتأكِـيد أبَـوك. »

« أشكُـرك...أبي. » بَـادله مَالك العِـناق بِـشدة وبَـكى قليلًا.

أستَـعد جَـميعهم للرَحـيل ولِـ يذهب مالك وفَـيروز لِـ موعدهم مَـع مَتجر الذَهـب الذِي كَـلمه والِد فَـيروز بالفعل قَـبل مَجيئهم.

« بُـني، لَـم أسألَـك لِـماذا أرَدت زواج فَـيروز؟ »

« لأنهَـا فيروزي..
بِـدونها حقًا لا مَعنَى لِـ شعري ولا مَـعنى لِـ حياتي.
أعتَـذر إن ظَـهر حَديثي وقحًا أو مُعديًا للحُـدود أمام حَـضرتكَ أبي.
لَـكن تِلك هِي إجابّتي. لأنها فَـيروزي. »

_

مَـالِك : شِعرٌ الفَـجر.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن