مَـالِك | ٦

3.4K 698 195
                                    

بَـعد ستة أشهـر.
_

قَـررت فَـيروز الصلاة بِـالمَـسجِد اليَوم بمَـا أن اليَوم عُـطلتهـا. أرتَـدت عباءتهـا وأتجَـهت للمَـسجِد وطَـريقها وطَـريق مَـالِك واحِد لَـكنه لَـم يأتِـي، هِـو مُـتغيب مُنذ خَـمس أيَام.

أقامت الصَـلاه وأنتَـهت منهَـا ثُـم قَـررت الذهَـاب لِـمنزل مالك، لَـقد أعتادا على بعضهما رُغم عدم أعترافهما لكنهم يعتبرون بعضهم الأن أصدقاء وفَـقط. أيضًا، المَـدينة بـأكملها تَـستيقظ بعد الفَجر لِـذا لن يَكون غريبًا. هُـم عادةً لا يدهبون لِـمنازل بعضهم لَـكنها حقًا قلقت عليه.

دَقـت على مَـنزله مَـرة ولَـم يجب، ومَـرة أخرى ولَم يَجب، والثَـالثة وكَـادت تَـرحل لكنهـا سَمعت الباب يُـفتح.

وإذ بِـ مَـالِك ذُو أنفٍ مُـحمَـر وجَـسدٍ هَـزيل وملامِح مُـرهَقة.

« هَـل ألتَـقطت بَـردًا يَـا مالك! » تَـحدثت فَـيروز بأنفِعال.

« أنتِ سَـريعة المُـلاحظة حقًا. تَـفضلي. »

نَـادرًا ما ترى فيروز مَالك بِـملابس مَـنزلية حَـيث أن مُقابلاتهم عادةً فِـي الخارجِ ووقت الفَجر. كَـان هُـناك بَـعض الخَجل بِـقلب فَيروز لكنه أختفى تمامًا عندمـا رأت وَالده مالك تَـجلس أمامهـا.

جَـرت فَـيروز لِـ أحضانهَـا، بَـين مَـها والدة مالك وفيروز علاقة لَـطيفة مُنذما تَقابلا، وبالفعل كانت تَـعرِفها مِـن حَـديث مالك المُـستَمر عنها.

« حَـبيبتِي فَـيروز أشتَـقتُ لكِ! »

« أنا أيضًا! كَـيف حالكِ؟ »

« أنا بِـخير لكن أنظري لأبني! هو هَـزيل للغاية ومريض » تَـحدث بحزنٍ شَـديد بٌِنهاية حديثها.

« لا تَـقلقي يا مها. مالِك قَوىّ وسَـيكون بِخير.. »

« أبنَتِي، هُناك حسَـاء له يَغلى بالمَـطبخ. رجاءً قَـلبيه جيدًا وأسكبي له البَـعض حَتى يتحَـسن. »

« بالطَـبعِ يا حبيبتِي »

أتَـجهت فيروز نحو المَطبخ بدون التحَـدث مع مَالك بِـكلمة، تتَـميز منازل تلك المَدينة بِـ وسعها الغير مُفسر، لذا الطريق نحو المطبخ كان طويلًا قليلًا، تابعهـا مالك بـشعره المِبعثر وبِـنطال وقَـميص أسود ذُي قُبعة. مَـشي بِـ خطواتِ بّـطيئة للغاية كـ أنه سيُـغشي عليه، كَـانت أعيِن فَـيروز تُـابعه وبالفعِـل عندمـا ترنح بشدة وكَـاد يَـقع هرعـت له تَـسنده من خَـصره

« مالك حَـبيبي! »

رَفـع أنظاره المُرهقة تِـجاهها بينمـا مازالت وَضعيتهم واحدة وهَـمس..
« أنا حبيبُكِ؟ »

ساعده لِـ يجلس على كُرسِي قَريب ولَم تتزَحزح حَدثته عَـنها. وعندما كادت تُبعد يدها عن جَـسده أمسَـك هُو يدها سريعًا وهَـمس بترجٍ..
« قُـوليها مُجددًا.. »

« لا »

« قُوليها وسأخبركِ كَـيف جئتُ هنا. »

تُـريد فَيروز أن تَعرف ماضِي مالك وخصيصًا ماذا كان أسمه قبل الأسلام لأنه قال أنه لَم يَكن مُسـلم.

« مَالك...حَـبيبي » قَـالتها بِـنبرة منخفضة بَـينمَا تَـنظر لِـيديها المُتشابكة وإيهام مالك الذي يمسح علي يدها.

أبتَـسمت مالك وقَـال..
« هِـيا أجلسي وسأخبركِ.. »

أومأت وذهبت أولا لِـسكبِ الحساء له وجَـلبته وجَـلست.

بدأ هو بالأكـل بينما هِي تتأمله، رُموشه الكَثيفة، فَكه الحاد وكيف يتحرك كلما مَضغ. كل تلك تفاصيله لا يَسعها عينين فقط لمُلاحظتها.

« كَـانت حَرب. تَم مُـحاربة كُـوريا الشمالية التِي كانت منها والدتي وكان أبِي يَعيش معنا وهكذا. وأضطررنا أن نُهاجر لُـروسيا لأن والِدي كان مُسلِم وكانت بلدًا آمنة لنا لذا أنتقلنا هُـنا وأنا ووالدتي أعتنقنا الأسلام. »

« ومَـاذا كان أسمَـك قَـبلها؟ » سألت بحماسٍ شديد بادٍ على نَبرتها.

نَـظر لها وأبتَـسم ثُـم نبسَ بِـ « تايهيونغ. كِيم تايهيوتغ. »

تَـوقفت على الأبتِسَـام وزادت دَقـات قلبها...

« كِـ..كـيم تـ..ايهيونغ؟ »

أومـأ مَالِك مُبتسمًا. فَـهو يَـعلم القادِم بالفعل.

« لَـقد كان يُرسل لِي مُنذ سَنة تقريبًا رسائـل حُـب.. »
بَـدأت فَيروز بسردٍ شيءٍ ما بتوترٍ بينما تَضغط بيدها على أفخاذها عبر بنطالها الأسود.

« وكَـان راسِلها يُـسمى.. »

صَـمتت قليلًا قَـبل أن تَنطِق مَا تنطقه تُـحاول ربط الأحداث ببعضهَـا.

« مَـاذا كان يُسمى؟ » تسائل مَـالك بفضولٍ مُزيف وأستَـشعرت هي هَذا. فَـرفعت أنطارها له بينما رأيها للأسفل قليلًا ونَطقت..
« كِـيم تايهيونغ... »

_

مَـالِك : شِعرٌ الفَـجر.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن