الفصل الثامن

367 16 6
                                    

.
.
.
.
_مروة..... هو انا ميتة؟!!
نطقت بها ليلي بتقطع بعدما اندفعت إلى مكتب مروة، سقطت الاوراق من بين يدي مروة بفعل الصدمه، و عجزت عن تجميع شتات نفسها، و خرجت كلماتها متلعثمه...
ل.. ليلي... أ.. أنتي..... هو.... ه. هفهمك.... ب. بس اهدى.. ممكن تهدي؟!
_أ.. ازاى؟  انتي قولتى إنى كويسه و محصليش حاجه... ازاى جوز ماما بيقولى إني موت.. و سيرين عايشه.. أنا مش فاهمه حاجه
_انا هفهمك يا حبيبتي.. اهدى بس ممكن؟... تعالى اقعدى هنا و هفهمك....

جلست ليلي حيث أشارت مروة لتناولها مروه كأس ماء و ساعدتها فى شربه... قبل ان تبدأ كلامها بهدوء: دا حقيقي فعلاً... ليلي جسمها مات فى الحادثه اللى حصلت، و سيرين روحها ماتت، ياسين بيه و محمد بيه نبهوا إن محدش يجيب سيرتها او سيرة الحادثه قدامك عشان نفسيتك مكنتش مستقرة، و لما عرفت إنك لسه عايشه فرحت جداً، حتى لو جسمك مختلف، المهم روحك، جواكى إنتي ليلى مش سيرين، قلب و عقل و طيبة ليلي،، الروح هى أساس الانسان مش الجسم.... احنا لما بنموت جسمنا بيتحلل و بيبقي تراب، لكن روحنا هى اللى بتفضل عايشه، إنتى ربنا بيحبك و منحك فرصة تانيه عشان تعيشي، المفروض تحمديه و تشكريه فى كل وقت لانك قادرة تعيشي حياتك مرة تانيه و تقدري تحققي احلامك..... ماينفعش تزعلى يا ليلي... لأنك كدا بتجحدى بنعمة ربنا عليكى... أنتي فهماني؟!

كانت مروة هى صوت العقل لليلي دائما، تعلم كيف تحتويها و توضح الامور امامها و تبسطها، تدعمها و تشد من ازرها.... كانت نِعم الصديقه هى....

رنين الهاتف الداخلي لمكتب مروة قاطعها لتنهض و تجيب ثم ما لبثت أن عادت لتجد ليلي قد اختفت.......

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلست ليلي فوق احدى الارجوحات الصغيره فى إحدى الحدائق العامه وقت الغروب و هى تشعر بالتشوش و الضياع، نعم هى فرصه ثانيه تنعم بها، لكن إنه حقا لا يوجد إنسان يكره حياته،  حتي و إن كانت صعبه و محزنه، و بها الكثير من العقبات، لكن هذا لا ينفي انه بالطبع توجد بعض المسرات، هنالك اشخاص نحبهم، ذكريات نتشاركها مع غيرنا، اناس لا نريدهم أن ينسونا........

كانت هذه الحديقه تقع بالقرب من المنزل حيث كان يعيش شقيقها الاصغر الذي كانت على استعداد لفعل اى شيء من اجله.... لقد تحملت زوج والدتها و جشعه من اجل اخيها و تنفيذاً لوصية امها بحماية و الحفاظ على اخيها، والذي يعتبر من اخر افراد عائلتها هو و مروة...... لا تعلم لماذا قادتها قدماها إلى هنا... هل لأنها اشتاقت لمن يذكرها بماضيها؟ او لانها ارادت ان تعلم اذا كان اخوها حزين عليها؟ هل يفتقدها؟ هل يفكر بها؟ هل يعيش جيدا..

استفاقت على صوت خطوات قريبة لشخص يمر امامها، رفعت راسها لتراه شقيقها يسير ي طريقه متوجهاً إلى المنزل و هو يتحدث في الهاتف...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 04, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حياتي الثانيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن