صحبة صالحة

1.2K 38 0
                                    

فتح علي وتفاجىء بأن محمد هو الذي يطرق الباب، فنظر له متعجبًا، قائلًا بلهفة:
_ في ايه يا محمد؟ فيك حاجه ولا ايه؟ طب انت تعبان طيب؟ ط...

قاطعه محمد مبتسمًا قائلًا له:
&اهدى يا صاح، قولت أعدي عليك نصلي الفجر جماعة سوا، في المسجد اللي اتقابلنا فيه.

_ ليه تعبت نفسك وجيت، كنت هصلي الصبح حاضر وخلاص، مش شرط جماعة يعني.

& إنت عارف فضل صلاة الجماعة ايه؟ وبالذات صلاة الفجر جماعة؟

_ لأ مش عارف بصراحة.

& طب يلا ادخل اتوضى، واحنا ماشيين هقولك فضلها ايه.

_تمم خمس دقايق هتوضى وأغير وأجي.

*جلس محمد إلى أن ينتهي علي من وضوئه، وبعد قليل أتى إليه علي بعد أن انتهى، ولكن أثناء وضوئه تذكر صحبته القديمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Flash back.
=ألو يا علي، احنا هنسهر انهارده في كازنو...... هنستناك الساعة 10 متتأخرش بقى

_ اشطا يا أحمد مش هتأخر متقلقش قبل المعاد هتلاقيني موجود بإذن الله.
= اشطا ياباشا هنستناك.
* أحمد صديق علي، صاحب سوء، يسهر لقرب الفجر ولا يهمه شيء، بسبب غناه، لا يحمل هم شيء في الحياة، سوى أن يسعد  نفسه في كافة أمور الحياة، كل شيء لديه مباح، حتى فعل المنكرات والمحرمات، لا يعرف شيء عن الدين، سوى أنه مسلم، سيفوق يومًا ما بسبب ما سيحدث له.
End flash back
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تذكر علي حديث شريف: المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل. "رواه البخاري"

فالطبع يسرق من الطبع من حيث لا تدري.

علي: يلا يامحمد أنا جاهز، واحكيلي بقى فضل صلاة الجماعة.

محمد: تمم يا رفيقي، بص فيه حديث شريف عن فضل صلاة الفجر في جماعة بيقول: عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ: من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يجلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، تامة، تامة، تامة. صدق رسول الله
يعني ايه بقى، يعني اللي يصلي الفجر في جماعة، وبعدين يقعد يذكر الله لغايه ما تشرق الشمس، وبعدين صلى ركعتين كمان، الأجر بتاعه حجة وعمرة، تخيل أنت بقى، إن الإنسان يقدر ينكتب له أجر حج وعمرة كل يوم، بس الإنسان في غفلة ياصديقي.

علي: لقد صدق قول إن الدين يسر، فضل صلاة جماعة الفروض كلها ايه بقى؟

محمد: فضلها أن الله يضاعف أجر المصلي في جماعة إلى سبع وعشرين درجة عمن يصلي منفردًا، وده لقول سيدنا محمد ﷺ: صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة.

يعني بدل ما تاخد حسنة تاخد سبعه وعشرين حسنة، والله يضاعف لمن يشاء، فأوعى في يوم تسيب صلاة جماعة ولو الظروف حكمتك صليها فرد في البيت أو الشغل، هيبقى أفضل من ترك الصلاة نهائيّ.

علي: حقيقي مش عارف أقولك إيه، أنت نجدتني من طريق الضلال والله، تفتكر ربنا هيغفرلي، أنا عملت ذنوب كتير أوي؟

محمد: هغفرلك، وهيقبلك، وهيراضي قلبك، بس أنت توب، ارجع لربنا وابكي وقوله سامحني، ناجيه بليل، ده ربنا بينزل في الثلث الأخير من الليل ويقول: هل من داعي فاستجيب ليه؟ يعني ربنا بينادي عليك كل يوم بليل مش الملائكة، وبيستجيب في وقتها، روحله وقوله سامحني وربنا هيغفرلك ذنوبك حتى لو كانت مثل زبد البحر.

علي بتنهيدة مؤلمة: يارب، يارب، اللهم إنك عفو غفور تحب العفو، فاعفو عني.

محمد: يارب، يلا نصلي بقى ركعتين تحية مسجد قبل الفجر، وننوي الصيام بكره، بكرة بداية عشرة أيام المغفرة، وربنا بيعتق فيهم عشر رقاب من النار، ادعي ربنا يجعلنا منهم يارب.

علي: يلا

صلى علي وبطى في صلاته كثيراً، دعى الله بأن يغفر له ما تقدم من ذنبه، ووعده بأنه لن يسلك طريق الضلال مرة أخرى.

وفي سيرهم إلى الطريق، أخرج محمد شيء من جيبه وأعطاه له، قائلًا:
محمد: خد يا علي دي مسبحة الكترونية، خليها معاك دايما، الطريق من هنا لبيتك، ياخد مننا ألف استغفار، يلا نستابق في طاعة الله، ونشوف مين اللي هيخلص الأول.

علي: تمم يلا نبدأ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صار كلا منهما يستغفر الله بقلبه قبل لسانه، وعلي يستغفر بخشوع، لكي يسامحه الله ويغفر له، ظلوا هكذا يتنافسون في طاعة الله طوال الطريق، فهذه هي الصحبة الصالحة، الصحبة التي تصلح ولا تفسد، تعين المرء على فعل الخير، ورضا الرحمن، صحبة تقودك الى صلاح النفس والقلب، تأخذ بيدك إلى الجنة، وإلى الهداية، فاللهم صحبة مثل هذه، صحبة إن دخل أحدنا الجنة، قال لربه: لا تحلو الجنة بدون رفيقي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصل علي ومحمد أمام بيت علي، وقال محمد له:
علي أنت توبت، وتوبة نصوحة زي ما بتقول، بس ربنا هيختبر توبتك وصدقك في التوبة، لو كنت صادق فعلًا أو لا، فخلي بالك من نفسك، ومن الصحبة القديمة اللي كنت مصاحبها.

علي: متقلقش يامحمد مش هرجع بعون الله مرة تانيه.

محمد: بإذن الله يا رفيقي، في أمان الله ورعايته.

صعد علي إلى شقته، وذهب محمد إلى بيته.
*في اليوم التالي، ذهب محمد وعلي إلى المسجد لصلاة الظهر، والعصر، وعند عودة علي إلى بيته وجد أمام شقته أخر شخص أراد أن يقابله بعد توبته.....

# ياتري لقى علي مين قدام شقته؟

#الفصل_الثاني
#نقابها_سبب_التزامي.
#ميادة_نصر.

نقابها سبب التزاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن