الفصل الرابع .............
(قرار حاسم)
ابتسمت بمرارة و حزن عندما تذكرته في تلك الحفلة الخيرية التي اقامتها والدتها في احدى الجمعيات حيث رأت هناك و لأول مرة جيرالد و كان المتبرع البارز الذي خطف الابصار و نال اعجاب الموجودين و كانت ليما تطير من الفرحة عندما اتصل بها و اخبرها انه سيلبي الدعوة و يتبرع بمبلغ كبير............ تذكرته عندما تطلع بها بنظرة مركزة و لم يبعد بصره عنها معظم الوقت و هي كانت سعيدة بذلك الاهتمام من قبل رجل بارز مثله...... اعجبها جدا كل شيء فيه كان اخاذ و مبهر كان ساحرا بعينيه القاتمتين و كان يراقبها بغموض و ابتسامة خفيفة على شفتيه........ ادركت حينها انه رجل متزن و يعرف ما يفعله و مختلف عن رجال زمانه فهو لا يميل الى العبث و تضييع الوقت و لا يحب اللف و الدوران...... اعجب بها تقرب منها و تذكرت مدى ارتباكها عندما رأته يتقدم نحوها بخطى واثقة و ودت حينها ان تهرب لأنها خشيت من شخصيته القوية و خشيت ان ترتبك امامه............ قال لها بنبرة واثقة و بصوته الدافئ: "انسة مارلين..... لا ادري اشعر ان هناك ما شدني اليك بقوة"
اعجبت وقتها بصراحته و اشرقت ملامحها لأنه قال الشيء الذي فكرت به حين رأته و قالت له بسرعة: "شعور متبادل"
و لم تمضي ايام قليلة حتى طلب يدها و وافقت بسرعة و منذ الايام الاولى للزواج بدأت تتعلق به و عندما غاب عنها اول مرة شعرت بالحزن و الضياع و عندما تأخر تألمت و عانت.... عاد من سفرته لترى نفسها فور رؤيته انها احبته و لا تريده ان يبتعد مجددا.
مضت الايام و اعتادت على نمط الحياة التي يعيشها و كبتت الكثير من المشاعر و الاحلام من اجله و حرصت ان لا تظهر له ما تفتقده معه حتى لا تجرحه و قررت ان تتأقلم مع حياتها الزوجية و تقتنع بها بكل عيوبها إلا انها الان بعد ان عاد من سفرته الاخيرة هذه اعلنت و اعترفت امام نفسها انها غير قادرة بعد.
انه لا يستطيع ان يفهمها و هناك الكثير من الامور عليه ان يحس بها وحده صعبا على أي امرأة ان تقولها بلسانها امام الرجل الذي تحبه....... هي تشعر انها مهما قالت سوف لن توصل اليه فكرتها و انه سوف يسيء فهمها.
ليته كان سيء الخلق معها حتى تعاتبه و تقول له انك مخطأ......... ليته كان مقصرا ماديا حتى تطالبه ليته يحرمها من بعض الامور الواضحة بطريقة تعسفية و تتشاجر معه و تطالبه هكذا بوضوح بما تريده............. حتى موضوع الانجاب هو يقنعها انه لا يريد هذا الامر بصورة مؤقتة فقط.
عندما تقدم لخطبتها شرح لها وضعه و قال لها انه رجل صاحب عمل و يتطلب منه ذلك تفرغا و انشغالا و سفرا ......هي وافقت بدون تفكير لأنها لم تجرب ذلك مسبقا و لا تدرك معنى الغياب و اثره لم تعرف ان ظروفه هذه سوف تحول حياتها الى تعاسة حقيقية..........
قطع سلسلة ذكرياتها رنين الهاتف........ قالت بهدوء: "اهلا ماندي كيف حالك؟"
ماندي و بحماس: "عزيزتي انا بخير و بيتر ايضا...... الليلة عيد زواجنا الخامس و سنسهر سهرة هادئة و جميلة لذلك انت و جيرالد مدعوين معنا على العشاء...... اسمعي لا اريد اعتذارا........ صدقيني المكان هادئ و سوف يعجب زوجك اعرفه لا يحب الصخب و الضوضاء"
قالت بتردد: "ليته يوافق...... لا ادري ان كان لديه عمل الليلة ام...."
قاطعتها قائلة: "أي عمل في الليل؟...... هيا سوف ننتظركما في كازينو روزين........ الى اللقاء"
تطلعت الى الساعة انها السابعة مساءا اتصلت به فكان جهازه مشغول......... اتصل بهذه الاثناء ليون و فصلته و كرر المحاولة ورفضته مرارا فبعث لها برسالة تتضمن: "ايتها الحسناء الحزينة..... اشتاق اليك رغما عني....ليلة امس سهرت طويلا لأن شفتي لامست شفتيك و استنشقت عطر انفاسك.... جعلتني اشعر بالثمالة...... احبك"
اخفت الجهاز جانبا عندما اقبل جيرالد و القى التحية بلطف ثم اقترب منها و وضعت الهاتف تحت فخذها لأن انحنى وطبع قبلة على جبهتها و جلس........ قالت بتأمل: "اتصلت بك مرارا كان هاتفك مشغول..... ماندي دعتنا على العشاء بمناسبة عيد زواجهما"
اومأ بتفكير ثم قال: "حسنا سنذهب"
فرحت كثيرا و قالت بارتياح: "لم اتوقع انك ستوافق..... كنت محرج جيد انك متفرغ و نستطيع تلبية الدعوة"
تناول يدها برفق ثم قال بتأمل: "ليلة امس كنت ثملة لا تفرطين بالشراب مجددا..... اهتمي بصحتك اكثر..... التدخين و الشراب مضرين و انت دائما تفرطين بهما...... هذا ليس جيدا لصحتك و......... لوضعك اجتماعيا"
سحبت يدها ببطء و تجهمت ظنته مهتما بها و بصحتها لكن يظهر انه محرجا اجتماعيا منها.
انتهت من تجهيز نفسها كانت ترتدي فستان ابيض ساحر و بدى جسدها مذهلا فقد ابرز الفستان جمالها الهادئ و بياضه انسجم مع لون بشرتها الناعمة انسجام ساحرا....... تأملت جيرالد خلال المرآة و غمز لها و هو يرتدي سترته البنية ثم اقترب و تناول زجاجة العطر و هو يقول بدفأ: "تبدين كالملاك"
بقيت تتطلع اليه منتظرة تعليقا اخر او حتى لمسة يد او قبلة إلا تناول هاتفه و وضع خاتم الزواج بيده و وضع محفظته في جيبه و قال: "سأنتظرك بالاسفل".
فتح لها باب السيارة الخلفي و جلس قربها و انطلقت السيارة لتشق الظلام................
كان الليل هادئا و الشوارع تلمع بتأثير الاضواء الخفيفة و الطقس رائعا و الصمت سائدا نظرت الى يده و قربت يدها جدا لعله يلمسها بحنان و لما خاب ظنها و ضعت يدها على يده ثم شبكتها بكفه و شعرت بشيء من السعادة لأنه سيسهر معها الليلة إلا ان هذه السعادة لم تدوم طويلا و كل شيء تبدد عندما قال و هو يرد على الهاتف: "الان؟....... لكن انا........... حسنا.... حسنا لا بأس سآتي"
قطبت جبهتها و شعرت بالانقباض عندما التفت اليها و قال بلطف: "حبيبتي.... سأوصلك و اذهب و لن اغيب سوى نصف ساعة هناك امرأ طرأ فجأة و يتطلب حضوري..... حاولت الاعتذار لكن يبدو ان الامر بغاية الاهمية...... انتظريني فقط"
ابعدت بصرها قائلة بتخاذل: "حسنا"
دخلت معه الى الكازينو الجميلة ذات الشكل الدائري و المصابيح الذهبية المطلة على الشاطئ المتلألئ بانعكاسات النجوم و كلها مليئة بالطاولات الصغيرة الرومانسية و الناس المنفردين هنا و هناك لوحت لهما ماندي و كانت رائعة بفستانها الاحمر القصير و شعرها البني الحريري المنسدل على كتفيها و ظهرها بنعومة و عندما اقتربت بدت اجمل بكثافة ماكياجها الذي يبرز جمال عينيها الخضراوين الواسعتين....... قالت بسعادة: "كنت متوقعة انكما لن تخيبا ظني"
صافح بيتر و قبل يد ماندي ثم اعتذر منهما بأسلوب مهذب و اخرج من جيبه علبة صغيرة و وضعها على المنضدة قائلا: "في التقويم لدي مشار الى عيد زواجكما و انا احضرت الهدية مسبقا....... كل عام و انتما بألف سعادة........... عن اذنكم"......... ثم نظر اليها و قال: "عن اذنك حبيبتي"...... و ذهب و بقيت تتطلع ورائه و تتمنى ان لا يغيب طويلا.
كانت الاجواء رومانسية و ساحرة و مضت ساعتين و هي تنتظره حتى نفد صبرها و عندما تتصل به جهازه خارج نطاق التغطية تألمت بشدة و جرحت اكثر من السابق كان سابقا مسافرا و تخرج معهما وحدها و الان هو موجود لكن مازالت وحدها............
أي عمل هذا يجعله لا يأبه و لا يبالي بها و لقد وعدها انه سيعود.
قالت ماندي بقلق: "انت بخير؟"
قاومت الدموع و قالت بغصة: "نعم..... نعم"
قطبت ماندي جبهتها و قالت: "لست على ما يرام..... تعالي لنذهب الى بيتي تعالي معي الليلة انا اعلم انك منزعجة من زوجك......... الليلة اتركيه و لا تتناقشا تحاشيا للمشكلة..... ارجوك لا تكلميه و انت غاضبة.... بالتأكيد سوف تتفوهين بحماقة ما لذلك عليك ان تهدأي"
قالت بدموع: "لن احتمل بعد.... انا...... مختنقة"
كان بيتر ذاهبا الى الحمام و هذه فرصة حتى تتكلم معها قليلا.... قالت ماندي بتأمل: "حبيبتي هناك مشكلة بينكما؟...... تشاجرتما؟"
قالت بيأس و هي تشعل سيجارتها: "ليتنا نتشاجر......... جيرالد لا يعطيني فرصة للشجار حتى.............. انه لا يحب التوتر و المشاكل يريد ان تكون الحياة هادئة و تسير على نسق معين......... لقد سئمت حياتي معه........ انه..... انه".... توقفت عن الكلام و ابعدت بصرها ثم امسكت جبهتها و واصلت بتعب: "لا اعلم ماذا اقول بالضبط......... انه يهملني كزوجة..........أ....."
ثم سحبت نفسا من السيجارة و قالت بعجز: "ارجوك لا استطيع ان اتكلم بأي شيء الان اشعر بالاستياء...... اما عن ذهابي معكما فهذا غير مناسب سوف يستغرب جيرالد هذا التصرف فلا مشكلة حقيقية بيننا" و صبت لنفسها كأس اخر من الشراب..... قالت ماندي و هي تنهض: "حسنا سأذهب لبيتر لقد تأخر سأعود و نتحدث حالما تهدئين"
راقبتها و هي تبتعد ثم حاولت الاتصال به و ابعدت الموبايل بعنف قائلة بغضب: "احمق"
التفتت بسرعة عندما قال ليون و هو واقف خلفها: "بالتأكيد احمق و إلا لما فعل بك ذلك"
قالت باستنكار: "ما الذي اتى بك الى هنا؟..... انت تراقبني؟..... كيف علمت انني هنا؟..... ألا تتركني و شأني ايها الرجل؟"
سحب الكرسي و جلس قائلا: "و من عندي اهم منك اكرس كل وقتي من اجل معرفة اين انت و ماذا تفعلين............ انا احبك"
ابعدت بصرها و بقيت صامتة...... قال بتأمل: "تبدين فاتنة الليلة..... لون فستانك يتحد مع بشرتك المذهلة"
نظرت اليه و قالت: "لماذا ارسلت لي رسالة..... ألا تخشى ان اريها لجيرالد ؟"
تناول الكأس من يدها و تناول جرعة قائلا: "لا اخشى لأني واثقا انك سوف لن تفعلين ذلك لسببين....... اولهما لأنك لا تريدين احداث مشكلة بين زوجك و بيني لأن ذلك سوف يهز سمعته امام الناس فرجل بمركزه لا يحب الفضائح و انت تحافظين عليه لا ادري ان كان ذلك حبا او خوفا و خضوعا......... و السبب الاخر انك........ راضية بما افعله معك"
زمت شفتيها المزينتين بالأحمر الغامق و نظرت الى عينيه المتجولتين بوجهها و واصل: "عندما قبلتك كنت مستسلمة...... جدا"
قالت بتبرير: "لأنك......... لأنك فاجأتني ..... لم اتوقع منك جرأة كهذه تقبلني و زوجي موجود و في بيته يا لك من رجل وقح"
ابتسم و وضع يده على يدها و قال بصوت خافت: "كي اثبت لك ان وجوده و عدم وجوده لم يفرق معك....... انت ترغبين بي رغم وجود زوجك"... ارتجفت شفتيها و جذبت الكأس و قال لها: "تعالي لنرقص قرب الشاطئ لا تخافين....... جيرالد سوف لن يأتي...... اطمئني"
قالت بتركيز: "واثق جدا؟"
قال و هو يداعب يدها: "اتصلت به اليوم و ابلغني انكما مدعوان هنا لذلك عرفت انك موجودة هنا.... اتيت حتى اراك........ و ابلغك ان........... جيرالد الان في مقاطعة داكورت"
اتسعت عينيها و قالت: "مسافر الان الى داكورت؟........ انت كاذب"
ابتسم قائلا: "نعم انه سافر اضطر الى ذلك ابلغني انه سيعود صباح غد و طلب مني ان ابلغك بذلك"
قالت بصدمة: "لماذا لم يتصل بي و يعلمني بذلك؟"
رفع كتفيه و اعادهما قائلا: "لا ادري"
قطبت جبينها و تمنت الان ان تصرخ و تحطم كل شيء امامها.......... تناول يدها و جذبها قائلا: "تعالي و لا تحزني...... لك الحق ان تستمتعين بوقتك"
ذهبت معه بدون هدف و تركت حقيبتها و هاتفها على المنضدة.......... نزلا الى الشاطئ و استأجر يختا صغيرا و صعدا و ابتعدا كثيرا..
قاد الرجل اليخت بسرعة هادئة و دخل بهما بين الاشجار المظللة و الظلام الرومانسي لاعتقاده انهما حبيبين........
احاط ليون خصرها برفق و قرب جسدها منه ثم قبل خدها بنعومة فائقة.... ارادت الابتعاد لكنها لم تفعل و احاطها بكلتا يديه و قبل جانب وجهها و عنقها و شعرت به متلهفا و متأجج العاطفة...................
أنت تقرأ
انها زوجتى الجزء الثالث من سلسلة قلوب منكسرة
Romanceتغيرت ملامحه و ضاقت عينيه ثم قال: "ما بك مارلين؟............ تتكلمين بتلميحات غير منسقة........... ليون و هذه الفتاة!............. ما دخل هذا بذاك؟........... و الان لا اريد سماع المزيد انت شربت كثيرا و بدوت غير نظامية" ثم تركها و دخل الحمام. جلست ع...