الفصل السادس عشر

344 20 0
                                    

انها زوجتي

الفصل السادس عشر

(من يكسب الدعوى)

جلست على الاريكة واضعة ساق فوق الاخرى و قلبها مضطرب النبضات خائفة قلقة و تخشى ان لا يعيرها اهتماما و يتركها و يذهب سيكون ذلك بمثابة طعنة في الصميم.
وضعت يدها على وجهها الذي بدأ يسخن و فكرت بما ستقدم عليه الان و شعرت بالتردد و التراجع لا يجب عليها ان تضع نفسها بهكذا موقف مثير للشفقة عليها ان تذهب الان قبل ان يعلم بوجودها في غرفته....
نهضت و بهتت ملامحها و خفقت اهدابها عندما خرج من الحمام و وقف و اتسعت عينيه عندما رآها و بدت عليه الدهشة ثم ابعد المنشفة عن عنقه ببطء و بقي يتأملها.
كان يرتدي قميص ابيض مفتوح الازرار تماما وجسده مبللا و بدى لها اصغر سنا بكثير لأنه نحف ...... هو يؤثر عليها بجاذبيته دائما و تضعف قدرتها على الصمود امام تفاقم حبه بقلبها و خوفها من ان يعاشر امرأة غيرها.
قال بنبرته المزعجة: "ماذا تريدين؟.... لما اتيت الان؟"
ابتلعت ريقها و خانتها الكلمات و ارادت ان تقول شيئا لكنه قال بخشونة و تحقير: "قلت متى اردتك.... ليس الان"
عضت على شفتيها و شعرت بالانكسار و قالت بصوت خافت: "هذا الكلام جارحا جدا يا جيرالد"
اقترب و قال بحدة: "انت تعرضين نفسك لهذا الموقف..... ماذا تفعلين بحق السماء؟......... تقيمين ضدي دعوى طلاق و توصلين لي رسالة مع المحامي........ و الان اجدك هنا و تطالبينني بطريقة مزرية......... اصبحت بحالة يرثى لها مارلين"
خفضت بصرها و شعرت بالدوار كلامه فوق طاقة تحملها ثم نظرت اليه و فتحت فمها لتقول شيئا لكنه قال بنبرة صارمة و تنطوي على الاستخفاف: "لا تقولي لي انك مازلت تكنين لي الحب بصدرك و علينا ان نبدأ من جديد"
ثم احنى رأسه ليقرب وجهه من وجهها و قال بسأم: "لقد ضقت ذرعا بأكاذيبك......... بعد الذي حصل اعذريني لا استطيع ان اكذب عيني و اذني .......... اتضحت لي الخيانة بالصوت و الصورة لم اعد بحاجة الى ادلة......... الزوجة الخائنة تكون متمكنة دموعك تلك دموع التماسيح لا تطفأ النار المشتعلة بصدري بل تزيدها اتقادا....... بالأمس كنت تتوسلين الي ان لا اتركك و بعدها وجدتك توعدين حبيبك بأنك له قريبا و بعد ذلك تذهبين للمحكمة بنفسك لترفعي دعوى الطلاق مني........... أي صنف من النساء انت؟" ثم وضع يده على كتفها و دفعها برفق قائلا بتعالي: "قلت لك ان اردتك سأحصل عليك....... الان لا اريد بإمكانك الذهاب"
ارتجفت شفتيها تحت قساوة كلامه اللاذع و رفضه لوجودها الان بمثابة طعنة بقلبها و تدميرا لثقتها مما ولد لديها غضبا وردة فعل شرسة....... جذبته من قميصه قائلة بنبرة استفزازية: "لست قادرا لا تستطيع مقاومتي...... لي تأثيرا عليك و تحبني مهما حصل انت تحبني يا جيرالد و تتألم من اجلي............ كل شيء فيك يثبت كلامي...... تصرفاتك تخبطك و حيرتك....... شكلك......... انظر الى شكلك لقد تغيرت كثيرا و نحفت و سهرت............. عينيك ذابلتين..... هناك اسودادا تحت عينيك........ اسمع الان قلبك المضطرب........... تتظاهر فقط لكنك تموت كل ليلة و تحترق"
امسك يديها و قيدهما خلف ظهرها قائلا بصوت منخفض: "كفى"
افلتت يديها و قالت بعيون متسعة: "انا ذاهبة الان و ابقى انت بغيظك"
و عندما اتجهت الى الباب اسرع و امسك ذراعها و جذبها اليه و قبل شفتيها بشوق شديد.

انها زوجتى الجزء الثالث من سلسلة قلوب منكسرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن