الفصل السابع عشر..........
(قرار المحكمة)
اقتربوا جميعا عند باب المحكمة ليدخلوا و انهار قلبها عندما اصبحت قريبة من جيرالد الذي كان بكامل اناقته و اعتداده بنفسه و عطره الفخم يملأ انوفهم ....... كان هناك الكثير من القنوات الفضائية و الصحفيين و القنوات المحلية خاصة و ان جيرالد شخصية معروفة في البلاد و هذه فرصة الاعلام للتشهير بحياته الخاصة و هي استاءت من اجله و من اجل سمعته بعد ان كان سابقا يتصدر الصحف بنجاحاته وتألقه الان يتصدرها بالفضائح العائلية..... من السبب بذلك يا الهي؟....... أهي التي فعلت كل ذلك بجيرالد؟
وقفوا كلا الى جانب في الرواق داخل المحكمة و خارج قاعة الجلسة.... تطلع جيرالد اليها و بهتت تحت نظراته القوية...... نظرت ليما اليه باستنكار و ضربت يدها قائلة: "لا تتطلعي اليه"
ابعدت بصرها بحزن و استياء.... قالت ماندي بهمس: "تمالكي نفسك و لا تضعفي لا تظهري اليه خوفك و قلقك اعتقد ان الامر سيكون لصالحنا"
ربت بيتر على كتفها مواسيا و قال لورنس: "حافظي على رباطة جأشك مارلين و دافعي عن نفسك جيدا................ كلامك سيكون صاحب الموقف"
و دخلوا جميعا الى القاعة و شعرت بالغثيان و التعب و نظرت الى جيرالد الذي نظر اليها بجمود وثقة و كأنه يقول لها الحكم لصالحي.
بدأت الجلسة و بدأت الاجراءات القانونية تأخذ مجراها و مضت ساعتان تقريبا بعد ان تقدم كل من المحامي جورج و المحامي بوسطن و قدما كل ما عندهم و اظهرها مبررات الطرفين بالدعوى و اخيرا قال المعاون القضائي موجه كلامه اليها: "سيدة كريستو تقدمي الان"
نهضت و اقتربت من المنصة و شبكت يديها بتوتر و قد تعرق وجهها و شعرت بألم بجسدها....... قال الرجل: "قدم زوجك السيد جيرالد كريستو مبرراته للإبقاء على ذلك الزواج و ادعى ان السيدة اوستن والدتك هي التي اجبرتك على اقامة هذه الدعوى و هي تقوم بالضغط عليك لتفريقك عن زوجك.................. ادعى ايضا انها تكن له العداء و تتدخل بحياته الزوجية.......... لا تريدك ان تستمرين معه لأنها تعتقد انه ليس جديرا بك و عليك ان تتزوجين بشخص اخر تعرفه و تمد له يد العون.......... يقول زوجك انك لا ترغبين بذلك الطلاق و انت مضطهدة و محكومة من قبل عائلتك و هو يرفض ان يطلق و ان لا مشاكل بينكما........ و مكوثك عند والدتك في بيتها كان رغما عنه والدتك مارست الضغوط عليك و طلبت منك ان تتركي بيتك و هناك شهود على ذلك هذه من جهة السيد جيرالد كريستو........................ اما من جهة المحامي بوسطن محامي عائلة اوستن يقول و يدعي... انك زوجة مضطهدة في بيت زوجك و تعانين الكثير من الاهانات و التجريح من قبله ..... يتجاوز عليك و يسيء اليك بمختلف الطرق و تتعرضين للضرب و العنف من قبله..... والدتك ادعت انها رأت بعينيها آثار و كدمات العنف على جسدك............ اضافة الى شكوكه و ارتيابه بسلوكك ظلما وزورا........... كما ان لديه صديقة سيئة السمعة تجاوزت عليك امام مجمع من الناس و اهانتك و شتمتك و كان هو موجودا......... كما ادعت السيدة ليما اوستن ان زوجك جيرالد كريستو يجبرك و يرغمك على اقامة العلاقة الزوجية معه و البقوة......... ما مدى ردك على كل هذا؟............... و اذكرك يا سيدة مارلين انك من رفعت هذه الدعوة"
ارتجفت يديها و الكل يتطلع اليها و جفت شفتيها و داهمها الدوار حتى بدأ وجه الرجل امامها يختفي و يعود........... قال بصوت واضح و صريح: "سيدة مارلين كريستو اوجه اليك سؤالا صريحا........ ارجو الرد و عدم التردد......... و تأكدي ان كلامك له نتائج مهمة جدا في الدعوى........ لا تخشي شيئا و قولي الحقيقة"
اسودت الدنيا بعينيها و تراجعت خطوة و اختل توازنها وتمسكت بالسور الخشبي و اسرع بيتر ليسندها و نهض جيرالد و هو ينظر اليها بتجهم.
قال المعاون القضائي: "تؤجل الجلسة لساعة فقط بسبب اعتلال صحة السيدة و توعكها.
اسرعت ليما و كذلك روزا اليها و قالت روزا و هي تمسك وجهها: "لا بأس عليك يا صغيرتي اعلم ما تواجهينه الان .........قولي الذي تجدينه يناسبك لا احد يملي عليك شيئا"
ناولها بيتر كأس الماء و قال: "مارلين كل شيء سينتهي لا تقلقي"
قالت ليما: "تماسكي و اشهدي لصالحنا فالحق معنا و موقف جيرالد ضعيف"
رمقتها روزا بنظرة استياء و اقبل جيرالد و قال بغضب: "لا تتملصين يا مارلين قولي ما عندك و لا داعي لمثل هذه الحركات"
ماندي و بحدة: "انتبه جيرالد انت تتمادى الان..... ألا تراها متعبة؟ لماذا لا تريد ان تنصفها حتى بهذه اللحظة؟"
قال بخشونة لليما: "سواء قالت او لن تقول شيئا فانا لدي الكثير من الادلة الدامغة على اكاذيبكم و سأكسب الموضوع و امام الجميع اقولها لدي الادلة التي تطيح بكل محاولاتك يا............ حماتي"
رمقته ليما بنظرة صارمة و قالت مارلين بجزع: "كفى........ ابتعدوا...... اريد ان اذهب الى الحمام"
ذهبت مع ماندي و غسلت وجهها و بللت صدرها ثم تقيأت و شعرت بالتوعك الشديد..... اسندتها ماندي و قالت و هما تخرجان من الحمام: "الموقف رهيب و يؤدي الى الاضطراب حقا.......... اتفهمك لقد اضطربت جسديا.......... لكن يا مارلين انهي الامر ارجوك"
عادوا جميعا و بدأت الجلسة من جديد و كرر عليها السؤال و قالت ببهوت شديد: "أ....... أنا....."
تطلع جيرالد الى وجهها و هو مترقب ما ستقوله و نهضت ليما و وقفت قريبة و وجهها متقد و قلق.
اغمضت هي عينيها و قال ضاغطة على كل شيء و ناطقة بلسان قلبها و عواطفها: "انا........ اؤيد....... كلام جيرالد كريستو......... لا مشاكل بيننا...... و لا اريد الطلاق"
ابهتت الجميع و تلقت ليما طعنة بصدرها لما سمعته و ابتسمت روزا و هزت رأسها بامتنان و تطلع جيرالد الى ليما و هو يبتسم ابتسامة زهو و انتصار....... قطبت ماندي جبهتها و احتضنها بيتر بوجه خال من التعابير اما لورنس فزم شفتيه باستياء......... لقد صدمت العائلة لا احد يتوقع منها انها ستقف الى صف عائلة كريستو ابدا.
قال المعاون بدهشة تتخللها ابتسامة ما: "لكنك يا سيدة مارلين........ اخللت بذلك بالدعوى التي رفعتها و وقفت ضد نفسك و عائلة اوستن انت متأكدة من قرارك هذا؟"
قالت بتعب: "نعم....... متأكدة"
الرجل و بهدوء: " وتنفين كل ادعاءات والدتك عن زوجك بشأن معاملته لك؟"
اومأت قائلة: "نعم انفي و انكر ما ادعته والدتي"
اومأ الرجل و اشار لها قائلا: "اشكرك على كل شيء و تفضلي الان و انتظري قرار المحكمة"
بعد ان اعلن القرار الحاسم في القضية بعدم قبول دعوى التفريق و بعد رفع الجلسة نهض جيرالد و اقترب و نهضت ليما و اقتربت منه و تطلعا الى بعضهما و على شفتي جيرالد ابتسامة عريضة مغيظة ثم رفع يديه بحركة استسلامية و قال: "انا لم اقل شيئا لحد الان...... لا تنظري الي هكذا............. الافضل ان تهنئيني"
قالت ليما بغيظ و هي تضغط على اسنانها: "العتب ليس عليك على ابنتي التي وضعتني بهكذا وضع حتى يشمت بي شخص حقير مثلك"
تناول يدها المثقلة بالمجوهرات و قبلها قائلا متظاهرا بالامتنان: "اشكرك يا حماتي على هذه التهنئة"
ابعدت يدها بقوة و خرجت مسرعة و اشار لورنس الى مارلين قائلا: "هيا مارلين"..... و خرجوا جميعا.
اجهشت بالبكاء لأنها اهانت عائلتها و صدمت الجميع و وضعت والدتها بموقف ضعيف امام جيرالد ليسخر منها و يضحك....... تشعر الان بصغرها امام اعين عائلتها و امام نفسها لقد نصرت جيرالد وردت اليه كرامته امام المجتمع........ لماذا فعلت ذلك يا ترى؟
حتى يعطف عليها و يشفق و يعيدها؟...... ام انها لا تطيق فكرة الطلاق ابدا؟
كانت قبل الجلسة واثقة انها ستؤيد والدتها و مقررة ان تشهد ضد جيرالد و كان قرارها حاسما لماذا تغير كل شيء فجأة و وجدت نفسها تنصاع لأوامر قلبها و حبها و سيطرت عليها عاطفتها؟
يبدو انها حقا تجردت من الارادة و اصبحت سلبية و عديمة الشخصية........ كم مرة ستثبت لجيرالد انها تحبه؟...... كم مرة عليها ان تذل نفسها له حتى يرضى؟
وقفت ضد الجميع وصفت الى جانبه حتى لا تهينه و تكسره في المجتمع حتى ترفع من شأنه و تعيد ثقته بنفسه........... أي حب اكبر من هذا يريده جيرالد؟ أي تضحية اكبر من هذه؟
لاقت لورنس عند الممر المؤدي الى غرفة ليما و قالت باهتمام: "كيف حالها الان؟"
لورنس و بضيق: "تناولت المهدئ ونامت لتوها........... لقد وجهت لها اهانة يا مارلين آذيت امك كثيرا...... انها منهارة و تبكي لقد صغرتها بأعين الناس و بعين زوجك لماذا فعلت ذلك؟....... لماذا لم تخبرينا انك ستقفين الى صفه؟ لما كنا حضرنا الجلسة........ لتنازلنا عن القضية........ اسأت الينا جميعا"
ثم سار و تركها واقفة...... اسرعت خلفه قائلة: "ايها العم لورنس ارجوك لا تعاملونني و كأني حشرة..... الكل يتطلع الي بنفور....... ليفهمني احدكم"
قال بحدة: "افهمي نفسك اولا........ و ادركي مدى خطأك....... فكري و لو لمرة واحدة و اسألي نفسك ا زوجك بكل ما يفعله معك يريد مصلحتك ام والدتك التي تحبك و تكرس حياتها حزينة لمشكلتك؟........ اسألي نفسك مرة واحدة لماذا تكره ليما جيرالد؟...... لعداوة شخصية ام لأجلك؟......... هي والدة يا مارلين و قلبها يتمزق لما يفعله جيرالد بابنتها الصغيرة الغالية عندها........... كانت تموت حسرة لأنه يسافر و يتركك وحيدة..... شبابك وجمالك يضيع بالوحدة و الحزن و لا يهتم بك و يدللك كغيرك من المتزوجات..... تراك بعينها ذابلة و تبكين و عندما عاد من سفره استخدم معك اساليب غريبة جدا...... و يتعامل مع ليما بوقاحة و تحدي......... انه يتحداها دائما ما موقفي انا الان منه؟...... اشعر بعدم فعاليتي بعدم وقوفي الى جانب زوجتي ضد من يسيء اليها........ يا مارلين زوجك طردك افهمي ذلك ........ طردك.... طردك"
و ذهب منفعلا...... خفضت بصرها و وضعت يدها على صدرها و هي تشعر بغصة تخنقها...... استندت على الجدار و شعرت بأن الكل يحاصرها الى من تتحدث؟...... حتى ماندي و بيتر اعلنا استنكارهما منها و ذهبا دون ان يتطلعا اليها و حضرة جيرالد حتى لم يقل لها كلمة شكر واحدة لموقفها المنصف له....... ادار ظهره لها و لم يكترث لأي شيء.
أنت تقرأ
انها زوجتى الجزء الثالث من سلسلة قلوب منكسرة
Storie d'amoreتغيرت ملامحه و ضاقت عينيه ثم قال: "ما بك مارلين؟............ تتكلمين بتلميحات غير منسقة........... ليون و هذه الفتاة!............. ما دخل هذا بذاك؟........... و الان لا اريد سماع المزيد انت شربت كثيرا و بدوت غير نظامية" ثم تركها و دخل الحمام. جلست ع...