الفصل الثالث عشر

307 17 0
                                    



انها زوجتي

الفصل الثالث عشر.........

(شيء من الحب

قالت ماندي باتقاد: "هذه الالعاب للسيدة ليما"
مارلين و بذهول وصدمة: "معقول ماما تسعى الى ذلك؟....... الى تحطيم زواجي بهذه الطريقة البشعة!"
نظرتا معا بقلق و هما تقتربان من الباب الخارجي المفتوح على مصراعيه نزل ليون من سيارته و تطلع الى جيرالد الواقف مستندا على سيارته محيطا جسده بذراعيه و ينظر بعيون ضيقة و ملتهبة احمرارا......
وحالما ارادت التوجه اليه قال بحدة: "ما الذي اتى بهذا الرجل الى هنا؟"
قبل ان تنطق أي كلمة اقترب ليون منه و مد يده لمصافحته قائلا: "مرحبا جيرالد انا.... أ"
قبل ان يكمل عبارته اقترب جيرالد و شده من سترته بعنف و قال بغيظ شديد: "لماذا اتيت الى هنا؟..... لأنك علمت بوجودها؟...... واعدتها اليس كذلك؟"
وضعت هي يدها على شفتيها و نظرت اليهما ماندي بفزع و هي متوقعة ماذا سيحصل هنا........ قال ليون و هو يدفعه ليتراجع و يصطدم بالسيارة: "لا شأن لك بي.......... ايها المغفل"
اعتدل جيرالد و عاد اليه و ضربه بلكمة قوية على وجهه طرحته ارضا و اسرعت هي اليه قائلة بتوسل: "هيا جيرالد هيا نذهب........... ارجوك هذا غير لائق بك"
تطلع الى ليون بأنفاس متلاحقة و نهض ليون و قال بشفتين داميتين: "لا تذهب........ لو كنت رجلا و لو انني اشك بذلك"
كان ليون مستفزا للغاية و ازداد جيرالد غضبا و ابعدها و انقض عليه و هذه المرة بدت معركة مخيفة......... صرخت ماندي و سقطت مغشيا عليها.

عادا الى القصر و قالت هي بدموع متساقطة و انقباض: "انظر ماذا حصل بسبب عدم ثقتك بي............ ما ذنبها ماندي حتى يحصل هذا امامها؟"
قال بثورة: "كيف تنظرين الي و تتحدثين معي هكذا بجرأة!....... لولا ما حدث لماندي لأزهقت روح ذلك الجبان............ استغفلتني مجددا يا مارلين و دعوته الى هناك.......... عش الحب....... تقابلتما كثيرا عند امك خلال سفري و غيابي و لكثرة التمادي بالعلاقة اصبحت لا اعجبك..... اجريت مقارنة عند عودتي و وجدتني سخيفا و باردا مقابل ما يفعله ذلك الوضيع معك"
قالت ببكاء: "كيف تصدقني كيف استطيع ان ابرهن لك ان ذلك لم يحصل بتاتا بيني و بينه...... اقسم ان لا"
قال مقاطعا و بارتياب: "لا اصدق"
اجهشت بالبكاء و بقي يتطلع اليها بنظرة فولاذية ثم قال: "اتصلت به و مسحت المكالمة كل شيء لا يفوتني........ يعجبك كثيرا يوما ما سأرميك اليه لكن ارميك و انت ذابلة لا حياة فيك"
نظرت اليه عبر دموعها و دهشت من كل هذه القسوة بقلبه و الكم من الحقد بداخله و خشيت كثيرا من المستقبل.
تناول الهاتف و اتصل ببيتر يريد الاطمئنان و تحدث معه قليلا و اعتذر له عما حصل ثم اغلق الخط و قال ببرود: "ماندي بخير لم تفقد طفلها بإمكانك الهدوء الان"
قالت بضعف: "انت تخلق المشاكل من العدم"
قال بوعيد: "ليون لم ينال عقابي بعد............ هيأت له ما يجعله بعيدا جدا..... فقط احتاج لبعض الوقت"
ثم اقترب اكثر و قال: "و ليما انتقم منها بالتدريج من خلالك" و بقي يتطلع بوجهها و عينيها ثم ابتعد و خلع سترته و فتح كم قميصه و اخرج ذراعه المصاب بشدة حتى انه غارقا بالدم...... تطلعت اليه و رأت كدمة داكنة بجانب وجهه و مررت يدها على شعرها ثم اقتربت منه و قالت بنبرتها الرقيقة: "ذراعك مصابة....... دعني اساعدك"
لم يرد عليها و اتجه الى الحمام..... فتح الصيدلية ثم غسل الجرح بالماء و دخلت وراءه قائلة باهتمام: "ارجوك دعني اساعدك"
لفت ذراعه و شعرت به يحدق بها بتركيز فتحاشت النظر الى عينيه ثم نظرت اليه فجأة و قالت بتبرير: "بالتأكيد امي اعلمته انني هناك........ لأنها تعاديك هي لا تريد ان نستمر معا...... تجد ليون مناسب لي اكثر......... هذا رأيها"
قال بتفحص: "و رأيك انت؟"
اجابت بصدق: "انا......... رأيي واضح يا جيرالد............ لو كنت اريد ان اتركك لذهبت معها.............. لست مضطرة ان اعلمك بأني سأذهب كنت لأفعل ذلك بأي وقت............ لكني لا اريد ذلك ابدا...... متى تفهم ذلك يا جيرالد انا..... ما زلت احبك"
تحركت اهدابه ببطء و هو يتأملها و لمست انتظام انفاسه و شيء من الهدوء بملامحه ثم قال بنبرة فاترة: "عشت معي و لم تعرفيني جيدا...... انا لا اسامح من يسيء الي و يسخر مني حتى ان كنت احبك..... لا انكر انني كنت احبك و لا ارى غيرك امرأة بعيني...... فسرت ذلك الحب ضعف و برود و الان لم اعد آبه لذلك الحب"
خفقت اهدابها و مررت يدها على ذراعه ببطء شديد و هي تقول: "تحملت منك الكثير خلال هذه الايام من اجل المشاعر التي اكنها بقلبي لك طوال اعوام و مازالت ..... الكل يعتقد انني اخشى منك ... لا انا لا اخشى منك ابدا........ انا لا اخشى سوى على بعدنا عن بعضنا"
قربت نفسها منه اكثر و احاطت جسده بذراعيها ثم احاطت عنقه و نظرت بوجهه المتجهم قائلة بنبرة رجاء: "لا تبتعد عني ارجوك لا تسمح لهم بتفريقنا" وسخنت انفاسه عندما قبلته و شعرت بيديه على ظهرها ثم عانقها لحظات بطريقة مختلفة عن اسلوبه الجديد و كأنه نسي ما بينهما من مشاكل كثيرة مؤدية الى الانفصال.
في اليوم التالي وقفت في الحديقة تراقب المزارع وهو يقوم بعمله و ابتسمت وهي تستنشق الهواء النقي و كانت على شفتيها ابتسامة امل فاترة.......... كأن العلاقة بينهما اخذت طريقها نحو الصلاح وجيرالد اعلن لها عن تمسكه بها بطريقة غير مباشرة و لمست حبه مجددا و دفأ مشاعره التي كادت ان تفقده انها اليوم تشعر بشيء من السعادة و الغبطة .... اقتربت ساندي و قدمت لها كأس الليمون و كان بعينيها كلام لكن هناك تردد...... سألتها عما يدور بنفسها و قالت ساندي بنبرة مترددة: "وددت ان اخبرك بشيء"
تناولت جرعة من العصير و قالت باهتمام: "قولي ساندي بدأت اقلق"
قالت بارتباك: "السيد جيرالد............ استخدم بياتريس للتجسس عليك..... هي تخبره بكل اتصالاتك و تحركاتك.......... سمعتها اخر مرة اخبرته عن مكالمتك مع سيد ليون......... و عندما تأتي السيدة الكبيرة تنقل له ما تقوله لك كانت تنصت اليكما"
خلعت نظارتها السوداء و نظرت الى ساندي بتجهم ثم قالت: "و انت منذ متى تعرفين بذلك و صامتة؟"
ساندي و بقلق: "عن قريب صدقيني لكني خشيت من السيد"
نظرت امامها و بقيت سارحة و متجهمة........ اذن جيرالد يضع عليها جاسوسة بالقصر ومن خدامها و هي التي تقول من اين له ان يعرف كل شيء دائما..........
التفتت الى الباب البعيد و امسكت يد ساندي قائلة بفزع: "ماذا يفعل هذا الرجل هنا؟"
تطلعت ساندي الى الباب الخارجي لترى ليون يدخل......... ابتعدت هي و عادت لتدخل قائلة: "اخبريه ان يرحل بسرعة........ لا اريد مقابلته"
اسرع قائلا: "توقفي لا تذهبي............ توقفي"
و اقترب جدا و نظرت الى الكدمة الزرقاء بوجهه و هالات حول عينيه......... قالت بنظرات خائفة: "كيف لك ان تأتي الى هنا؟..... هذا تجاوز و سخف منك"
قال وهو يمسك ذراعها و يجذبها اليه: "صدقيني لم اقدر على مشاعري منذ امس و انا احترق من جيرالد و ادركت كم هو عنيف و قاسيا معك و يعاملك بخشونة...... تخلى عن اللياقة و بدى متوحشا....... خشيت عليك ربما يؤذيك....... والدتك اخبرتني انه صفعك ادركت ان بقائك معه بدافع الخوف اريد ان اخلصك منه...... اتركي كل شيء و تعالي معي الان... انا سأحميك في بيتي....... صدقيني لا يستطيع فعل شيء....... والدتك اقامت عليه دعوى صباح اليوم بالمحكمة...... دعوى الطلاق"
شهقت و تطلعت حولها في الحديقة و كانت ساندي واقفة وتضع يديها على وجهها........... قالت و هي تدفعه: "اذهب الان ارجوك........ انت تتوهم كثيرا ليون......... انا راغبة بالبقاء بإرادتي ألا تفهم احب جيرالد اريد البقاء معه افهم ذلك"
احتضن يدها و قبلها قائلا: "تفعلين ذلك لحمايتي منه........ رأيت القلق بعينيك البارحة......... انت مغرمة بي انا...... ألا تتذكرين كيف كنت تذوبين بيدي"
قالت وهي تنتزع يدها من كفيه و بارتباك: "يا الهي........ جننت تماما يا ليون....... انت تستمع لكلام ماما....... انها تخدعك"
و ابتعدت و اسرعت لتدخل....... منعته ساندي من الدخول خلفها لكنه دفع ساندي بعنف و طرحها ارضا و دخل.
التفتت اليه و قالت بعيون متسعة جدا: "ماذا دهاك ابتعد عني"
جذبها بعنف و قال بعصبية: "كنت رفيقا لك طوال سنوات و حصل بيننا الكثير....... تريدينني ان انسى و اتنازل عنك بسهولة بعدما افهمتني و بوضوح مدى برودة الحياة التي تعيشينها مع زوجك......... انسيت ما حصل باليخت....... انسيت شعورك و تجاوبك معي" قالت بانفعال: "انت تعلم جيدا ان لا شيء حصل بيننا باليخت...... لا شيء"
قال بصوت خافت و انفاس متلاحقة: "كنت مستسلمة....... كدت ان تكوني لي....... لولا خوفك منه"
انهمرت دموعها و هي تشعر انها في مأزق كبير لا تستطيع ايقاف ليون الذي كان ثملا و لا يعرف كيف يتكلم.
انتزعت نفسها من يديه بصعوبة و اسرعت الى احدى الغرف و اغلقت الباب عليها و قبل ان تقفله بالمفتاح دفعه و دخل وقال و الغضب متأجج به: "كنت راضية بما افعله..... الان تصدينني لقد اشتد بي الشوق اليك...... في السابق نلتقي كثيرا و كل السهرات نقضيها معا....... الان لم اعد اراك......... اشتقت اليك........ انا احبك بجنون..... مارلين

انها زوجتى الجزء الثالث من سلسلة قلوب منكسرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن