الفصل الخامس عشر

307 21 0
                                    



انها زوجتي

الفصل الخامس عشر

(مبادرة في الحب)

تغيرت ملامحه من التعابير الباهتة بسبب رؤيتها المفاجئة له لتحل محلها تعابير تعني الكثير من معاني الاحتقار و الاستهزاء ونظر اليها بالتدريج ثم قال بابتسامة مغيظة: "صدفة لا بأس بها"
اقتربت خطوات و اصبحت قريبة جدا منه و قالت بهدوء مصطنع: "هي صدفة يا جيرالد لو كنت اعلم بوجودك لما فكرت بالدخول"
قال و هو يتأمل ملامح وجهها: "تقابلين امي؟....... لا اعلم بذلك"
قالت بعدم اكتراث مصطنع: "اقابلها ليست بصفتها والدتك انما صديقة يمكن ان تعتبرني احد قرائها"
قال بسخرية لاذعة: "رومانسية"
بقيت تنظر اليه بحزن عميق و قال بجمود: "دعوتكم خاسرة"
هي بتركيز: "من يدري ربما رابحة........ ما الذي تستفيد من كسبك للدعوى؟....... تضيع وقتك معي اتركني و ابدأ حياتك من جديد...... اعتبرني غلطة و اصلحها"
اقترب هو اكثر و قال و هو يتجول ببصره بها: "انا الان بمشروع الاصلاح........ بالنسبة لي اصلاح حياتي هو ايقاع الاخرين بشر اعمالهم...... و انا ارى نفسي الان....... اعيش بهدوء كالسابق عندما كنت لا اعجبك......... عندما اكسب الدعوى سأرتاح كثيرا لمصيرك المتوقف سوف لا تطولي زواج اخر بعد..... حتى تصبحين عجوزا لا احد يجري وراء جمالك"
اقتضبت و بقيت صامتة و قال مواصلا: "اما عني فأنا اعلنت توبتي لا اريد ان اتزوج لا احترم الارتباط حد النفور" ثم ابتسم بتهكم و واصل و هو يمرر يده على جانب وجهها: "اشبع رغبتي مع واحدة تخضع لي رغما عنها متى اشاء"
ابتسمت باستياء و قالت: "تقصدني انا؟.......... هذا يعني انك لا تريد غيري....... لا تستطيع الخلاص من حبي تفكر بي على الدوام"
خفض بصره بابتسامة مستخفة: "لا.... لا ابدا...... انما اعتبرك مجرد امرأة جميلة تسد حاجة انت تستحقين ذلك لماذا ادفع مالا للأخريات و انت مجانا"
تجهمت و احترق قلبها و قالت بانفعال: "واثق من نفسك دائما....... لقد انفصلنا تماما افهم ذلك"
قال ببرود: "ما زلت زوجتي من يستطيع ان يمنعني منك ان اردتك؟"
ابتعدت و امسك يدها قائلا: "الليلة سأمضيها معك ما رأيك؟"
دخلت روزا قائلة: "اوه مارلين!"
تظاهرت روزا انها فوجئت برؤيتها....... ابتعدا عن بعضهما و تطلعت اليهما بتفحص قائلة: "انا اسفة لأنكما التقيتما و انتما لا تريدان ذلك........ المشاكل كبيرة بينكما و هناك دعوى بالمحكمة اشعر بحرجكما"
زمت مارلين شفتيها و نظرت الى العجوز بنفاذ صبر و عتاب لماذا فعلت ذلك؟..... لماذا دعتها بالوقت الذي دعت فيه جيرالد ما الذي تريد فعله بالضبط؟
قال بتوتر: "عن اذنكم" و اتجه الى غرفة المكتب
هي و بسرعة و قبل ان يدخل الى الغرفة: "الان سأذهب"
قالت روزا و هي تمسك يدها: "لا غير لائق ان تذهبي الان ابقي من اجلي انت ضيفتي"
دخل و صفق الباب خلفه....... قالت بنبرة خافتة: "لماذا دعوتني و انكرت ذلك امامه؟"
روزا و بهدوء: "الم تطلبي مني المساعدة؟...... وجدته متضايق و كئيب..... قلت ربما اشتاق اليك و لا يعترف بذلك"
هزت رأسها بعدم اقتناع و قالت: "يا سيدتي جيرالد لا يشتاق الي و لا يفكر بي...... انه يحتقرني اشعر بذلك من نظرات عينيه..... كلما تطلع بوجهي يتذكر اني خائنة و استحق الاهانة....... قال لي قبل قليل انه يريد قضاء الليلة معي انه يريد اغاظتي"
جلست روزا قائلة و بريق امل بعينيها: "هذا جيد....... هذا يعني انه مازال يريدك و هذا يفسر الكثير........ رغم كونك خائنة بنظره فهو يتقبلك كامرأة "
ابتسمت بأسى و قالت بضيق: "لا.... انا ادرك هدفه قصده اهانتي...... لا يريدني حبا بي او اشتياقا و انما لإذلالي ليفهمني انه مهما فعل معي من سوء يستطيع ان يحصل علي بسهولة و كأني عديمة الاحساس و ليس لي كرامة....... انت لا تعرفين كيف تصرف معي في ذلك اليوم لقد توسلت اليه و بكيت كثيرا اردت ان اشرح له الموقف لكنه كعادته ابى ان يسمعني ..... طردني و اسمعني كلاما خشنا مازال يتردد على مسامعي.......... لماذا علي ان اعذره دائما؟........ لماذا اضع نفسي دائما بموضع الظالمة له و هو وحده المحق.......... لا هو المخطأ دائما معي........ كان يهملني سابقا و لا اجده عندما احتاج اليه و عندما حاولت"
روزا و بمقاطعة: "لا تعيدي الموضوع الان افهم كل شيء كفى......... كوني امرأة عاقلة...... جيرالد امامك الان هو بمتناول يدك فكري جيدا........ جيرالد ضعيف امامك اشعر بذلك اعرفه........ ما زال يحبك و يتعذب لفراقك كوني ذكية"
قالت باستنكار: "لا...... لا اريد ان ارخص نفسي امامه......... صحيح اني احبه و اريد استرداده لكن............. كرامتي جرحها بشدة و اهانني امام عائلتي حتى انني فكرت بكلام امي و اتضح لي انها محقة احيانا........ كوني واثقة من ان ابنك يؤذيني كثيرا و يتهمني بإصرار في الوقت الذي كان به سابقا لا يكترث لو رآني مع ليون........ نبهته قلت له ان ليون يضايقني لكنه عارضني و اهمل الموضوع و ادعى ان ليون صديق العائلة من حقه التدخل برأيه....... اضطررت ان اخبره بحقيقة ما اشعر به بسبب شدة وثوقه بليون و بغيره و بسبب عدم اكتراثه بي"
رفعت روزا كتفيها و اعادتهما قائلة: "انت حرة ان كنت لا تريدين لا بأس........ ظننت انك تجاهدين من اجل استعادة حياتك الزوجية....... ظننت انك تدافعين عن حبك"
قالت بضيق: "كرامتي"
روزا و بابتسامة: "لا كرامة في الحب"
هي و باستياء: "لماذا لا يقول لنفسه ذلك؟"
روزا و بهدوء: "لا تقارني نفسك به......... انه رجل و كبرياؤه يكون اقوى من المرأة........ لا تنسي ان جيرالد متأكد من انك خائنة فقد تضافرت الظروف لتؤكد شكوكه..... مؤمن بذلك و يتصرف على غرار ايمانه و إلا ماذا تريدين ان يفعل بعد الذي رآه في بيته؟"
خفضت بصرها و قلبها يكاد ينزف دما تود ان تثبت له براءتها لكن لا حيلة لديها و كلام روزا صحيح......... جيرالد لديه كبرياء ليس بالرجل الضعيف الذي يهزم بسهولة يريد الانتقام لآخر نفس.
نهضت روزا قائلة: "سأراقب الخدم و اشرف بنفسي على تجهيز المائدة"
اومأت موافقة و بقيت جالسة و تشعر بالحزن و الصراع بين الرغبة و الرفض.
رن هاتف جيرالد الذي على الاريكة و نظرت اليه و قطبت جبينها عندما رأت فينيسا المتصلة اشتد غضبها و بقيت تنظر الى الهاتف و حالما اتى تناولت المجلة و قلبت صفحاتها بتوتر............ خطى باتجاه الهاتف و تطلع من المتصل ثم نظر الى مارلين و ابتسم و اجاب قائلا: "نعم"
بقي صامتا لحظات ثم قال: "بعد ان اتناول العشاء سآتي........ الى اللقاء"
رفعت بصرها و نظر الى عينيها و هي تقول بانفعال: "اوجدتها مناسبة لك؟.......... اهي المرأة التي تستحق الاحترام؟"
ضحك و قال بكبر و غرور: "لا........... ليست هذه............. لكنني الليلة مخير بين عاهرتين و فضلت واحدة على الاخرى"
احمرت عينيها و تلاحقت انفاسها بشدة و رغما عنها سقطت دموعها و هو مركزا بها ثم تلاشت ابتسامته بالتدريج و تجهم و اتجه نحو النافذة و اشعل سيجارة.
اقبلت روزا و قالت ببطء و هي تنظر الى مارلين التي مسحت دموعها و اليه و هو متأثرا و كئيبا: "العشاء جاهز تفضلا"
نهضت هي و سارت ببطء خلف روزا و بعد قليل اقبل هو وجلس امامها قائلا بهدوء: "يبدو شهيا جدا......... اعلم انك تختارين الاصناف على ذوقي....... اتعبك معي"
ابتسمت روزا قائلة: "يا حبيبي انت مهم بالنسبة الي.......... تتعبني حقا اذا رأيتك مشتت و غير مستقر"
بهتت ملامحه و تناول الطعام بصمت......... هي ايضا صامته و تتجنب النظر اليه و روزا تتكلم بعدة مواضيع حتى تضفي جوا على ذلك التوتر و الصمت.
بعد ان انتهى و قد تناول قليلا جدا و يبدو انه فاقدا لشهيته تماما حتى ان ذلك واضحا على جسده الذي بدى اقل وزنا بكثير عما كان عليه استأذن و اخبر والدته انه سيخرج.
عندما صعد السلم و اختفى عبست روزا و بقيت تنظر الى مارلين التي قالت بخذلان: "ارأيتي حتى تصدقي انه لم يعد يأبه لي........ تلقى اتصالا من فينيسيا و اخبرها امامي انه آتيا اليها....... اتريدين جفاء اكثر من ذلك؟"
اقتربت روزا و ربتت على كتفها ببطء ثم قالت: "ان شئت اذهبي اليه"
اتسعت عينيها قائلة: "انا؟......... لا.......ز مستحيل......... قلت لك لا اقدر ان ارخص نفسي لهذا المستوى"
روزا و بإصرار: "قلت اذهبي امنعيه من ذلك انه زوجك...... تتركينه لأخرى؟"
خفقت اهدابها و قالت بقلق: "اخشى ان يحرجني او يتركني بموقف سخيف"
دفعتها برفق قائلة: "اعرفه لا يفعل ذلك الان....... هو مشتاق اليك بشدة تحركي هيا"
سارت بتردد ثم صعدت السلم و نظرت الى روزا و ابتسمت ببهوت و صعدت بشيء من القلق و الريبة.
في الطابق العلوي سارت و هي تفرك براحتيها و تشعر بالحياء و الحرج موقفها سيكون مثيرا للسخرية الان.
نظرت الى احدى الغرف كانت مضاءة اقتربت و دفعت الباب ببطء و دخلت........ سمعت خرير الماء في الحمام و اغلقت الباب و سارت في الغرفة ذهابا و ايابا عدة مرات ثم تطلعت بالمرآة و مررت يدها على جسدها ببطء ثم رتبت شعرها و جلست على الاريكة واضعة ساق فوق الاخرى و قلبها مضطرب النبضات خائفة قلقة و تخشى ان لا يعيرها اهتماما و يتركها و يذهب سيكون ذلك بمثابة طعنة في الصميم.

انها زوجتى الجزء الثالث من سلسلة قلوب منكسرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن