1

608 38 41
                                    



*****

قيل في الحب الكثير و الكثير وفي النهاية كان الحب حقيقياً بشكل مختلف...

إمرأة في ربيع عمرها تقف في كنيسة فارغة بعد أن غادرها المصلون صباح يوم الأحد
تضم كفيها معاً إلى قلبها بعد أن أشعلت واحد و أربعين شمعة وهي تردد
«يارب إرحم، إرحمنا يا الله»

إنتهت لتغمض عينها و تضم كفيها معاً أمام وجهها و تبدأ صلاتها بجمله وحيدة مسموعة قبل أن تكمل باقي صلاتها همساً
«أبانا الذي في السماوات..»

من خلفها تقدمت أخرى ذات جسد رشيق فاتن و قوام ممشوق
ترتدي تيشيرت أسود جلدي يظهر معدتها، يبرز بداية نهديها و شورت اسود قصير و ضيق يظهر فخذيها بوضوح

تقدمت من ظهر الفتاة السمراء تتمايل بترنح حتى وقفت بجانبها تنظر للشموع بصمت

أدركت الأخرى أخيراً أن هناك من يقف بجانبها يعكر صفو صلاتها الهادئة

أنزلت يدها بهدوء و فتحت عينها تحدق بالشموع التي بدأت تنصهر بصمت، و بدون أن تنظر لها حتى تمتمت
«أؤمن أن الرب أرسلك إلى هنا الليلة في هذه اللحظة حتى يرسل لكِ المساعدة على يدي»

إبتسامة ساخرة إرتسمت على شفاه الشقراء و تنهدت قائلة
«لا بل أنا هنا لأعاتبه، لأسئله لمَ جعلني أعاني دون غيري»

تنازلت الأخرى عن تحديقها بالشموع و نظرت لجانبها حيث الفتاة التي إختلط جمال ملامح وجهها بمستحضرات التجميل الذائبة

«أنتِ يمر عليكِ وقت سيء لا أكثر، هل حاولتِ أن تتقربي من الله بدعواتك أو صلواتك؟»
تمتمت الأطول بهدوء وهي ترمق الفتاة بجانبها من أعلاها لأسفلها بإستنكار

إلتفت لها الفتاة حتى تلاقت أعينهم للحظات صامته و كان الضوء المنخفض بداخل الكنيسة لا يسمح لهن برؤية تفاصيل الأخرى
ربما فقط لمعان أعينهم

«أنتِ متدينة، لن تفهمي شيء أقوله تضحكي على نفسك بفكرة أن التقرب الروحي يأتي بثماره»

«بل أنتِ مغيبة إستولت المعصية على روحك حتى أصبح التقرب من الرب لا يشعرك بتحسن، لكن تستطيعي تحسين هذا، تستطيعي مداواه روحك»

ضحكة سخرية خرجت من ثغر الشقراء وهي تتجاهل نظرات الأخرى المتفحصة لها
«هل سمعتي يوماً عن تأثير البلاسيبو؟»

صمتت الأخرى تحاول إستيعاب ما قالته الفتاة حتى تذكرت أين قرأت هذا المصطلح من قبل
و شعرت بالغضب أكثر من تلك العاصية التي تقف بجانبها
تلك العاصية التي كانت تقف الآن بهدوء العالم أجمع في ملامحها، تشابك أصابعها معاً بينما تضم يدها إلى قلبها و نسمة الهواء الخفيفة تتراقص بجنون مع خصلات شعرها الذهبية لتعطيها مشهداً مذهلاً، كأنها إحدى الآلهة اليونانية القديمة، أفروديت الأقرب لها ربما!

Dead sea love  ||  CLEXAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن