4

194 17 10
                                    

*************

كان القمر يتوسط السماء الكحلية ينيرها بشدة و تحته كانت ذات البشرة البرونزية تقف بهدوء في السطح الخاص بالمطعم تشعل سيجارة تنسيها ما حدث تواً و تلك الذكريات التي تطاردها

و تخرج شعورها بالذنب مع كل نفثة دخان، تتدافع مع أفكارها و ذكرياتها
تدرك أنهم يغزوا رأسها لكنها تتظاهر أنها لا تتذكر شيئاً، تتظاهر أنها لا تبالي بكل هذا

أنهت السيجارة و رمتها أرضاً لتدهسها بحذائها الأسود اللامع
أخرجت عبوة السجائر مجدداً و كادت تشرع في إشعال واحدة أخرى لولا أن هناك صوت رقيق أوقفها

«إلى أي مرحلة من اليأس وصلتي لتحرقي كل هذه السجائر؟»

*********

كانت كلارك مازالت واقفة تراقب كل شخص حولها بهدوء و تقارن بين هيئتهم الآن و هيئتهم سابقاً
و ربما تبحث حقاً عن رفيق لليوم، ريفين و أوكتيفيا حصلو بالفعل على أحدهم أما كلارك فمازالت تقف في مكانها تفكر في سبب تغيير ليكسا بهذا الشكل في تلك السنوات القليلة

وها هي كلارك تنفلت منها أفكارها و تسطو على عقلها
حركت رأسها يميناً و يساراً في محاولة بائسة لطرد تلك الأفكار، لكنها كانت ضعيفة أمامها
أي قدر هذا الذي جعلهن يلتقيان في كنيسة ولا يتذكران بعضهن، بعد أن كانتا تحفظان كل تفصيلة صغيرة تخص الأخرى
أي سخرية كانت عندما رأت ليكسا التي كانت تستنكر وجود رب تقف أمام الشموع تصلي لمن لا تؤمن بوجوده

«كلارك غريفين صحيح؟»
دوى صوت ذكوري مرح ينقذها و ينتشلها من بين أفكارها

إلتفت ناحية الصوت لتجد شاباً يملك أنفاً معقوفة قليلا، لحية خفيفه، أعين ناعسة و شعر بني قصير

لم تأخذ وقتاً في محاولة تذكره بل إبتسمت بسرعة و أردفت و هي تنطلق ناحيته تعانقه بشدة
«جون مورفي! بالطبع يجب أن تكون هنا»

«بالطبع كلارك مازلت فتى الحفلات هنا»
أجاب مورفي بعد أن فصل العناق سريعاً و أصبح يحرك ذراعيه كثيرا للتعبير كما كانت عادته

قهقهت كلارك وهي تراقب حركاته البلهاء و قالت السؤال الوحيد الذي تريد إلقائه على كل شخص هنا
«كيف حالك مورفي ماذا حدث في تلك السنوات؟»

أخذ مورفي نفساً عميقاً و أطلقه في تنهيده ثقيلة ثم أردف بعد أن أصبح صوته جدياً فجأة
«حسناً تخرجت من كلية فنون و لدي مشروع بدائي لمصنع ملابس أحاول أن اجعله إحدى الماركات الشهيرة، و أيضاً تزوجت و هناك مورفي صغير قادم في الطريق»

Dead sea love  ||  CLEXAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن