الفصل الأول

1.4K 40 8
                                    

قبل عام
جالسا في مكتب رئيس نقطة الحدود متأملًا في وضعه لقد جابه رفضا شديدا من والدته عندما قرر ان ينضم الى حرس الحدود لكنه صمم كانت رغبته أراد أن يكون مثل والده الذي لم يعرفه يوما ، مع أن عمه مرعد لم يشعره يوما بالنقص او بفراغ هذه المكانة الا أنه يحمل في قلبه محبة واحترام لوالده
اشعار في هاتفه يشير الى رسالة حمله ليعلم انها والدته كالعادة تثير موضوع زواجه وأن عليه أن يحضر فهناك بعض العرائس المرشحات ، لا يعلم لما تقترح عليه كأنه سيرى إحداهن ! ؟ ، ثم أنه لا يفكر في الزواج الان عندما يتزوج يريد أن يكون مثل أخويه لقد أحبا زوجتيهما فهما من الاقارب كانا يراهما في المناسبات من بعيد بالطبع ودون أي وسيلة للحوار ،لكنهما عرفاهما بطريقة ما وربما هذا ما جعلهما بحبانهما ويعيشان بسعادة معهما .لما لا يحدث معه هذا هو أيضا ...
نهض من مكانه ما هذه الافكار الطفولية التي يفكر بها ربما انه رجل لم يخلق ليحب ربما ان مشاعره عادية ليست فياضة كاخوانه ، هو مثل عمه مرعد شخص متوازن عمه لم يظهر اي مشاعر تلهف من قبل لكن بعد ان يتزوج الطبيبة الامر اختلف ، واذا تزوجت يا رعود سيختلف الامر معك ايضا نظر الى ساعته جولة الفجر قد حانت
****
القى حقيبته بلا اهتمام وجلس متراخيا في اول مقعد صادفة ، لقد هرب اجل انه يعترف بذلك ليس جبنا لكن ليس بيده شيء اخر يفعله
نظر الى ساعته ما زال الوقت مبكرا حمل هاتفه
"دكتور مؤمن "
"مرحبا مارغريت ، اريد حجز جلسة مستعجلة اليوم لو امكن "
"اه مؤمن تغيب لفترة ثم تتصل على هاتفي الخاص لتخبرني انك بحاجة لجلسة مستعجلة ، هل تعلم حجم القلق الذي يساورني الان ، ماذا فعلت ؟"
"لا شيء تقريبا زفر بصبر عندما اراك "
"حسنا انتظر لنقل سمع صوت حركتها وبعثرت الاوراق على مكتبها بعد نصف ساعة سيكون جيد لكني لا اعدك بان تكون جلسة طويل فالموعد التالي بعدها مباشرة لذا لا تتاخر واحضر لي شيء للغداء لانك ستحرمني منه "
نهض مسرعا من مكانه لا وقت ليضيعه
*******
بدأ النهار بخيوطه البنفسجية تزيح ظلمة الليل على مهل اخذ نفسا عميقا يحب رائحة الفجر الممزوجة بعبق التربة الرطبة بقطرات الندى والضباب
"يجب ان ترتاح "جاءه صوت محمد معاونه من خلفه
"لا أشعر بالنعاس حاليا يبدو انه سيكون يوما هادئا"
"أجل لا توجد تحركات على الجهة الاخرى "
ما كاد ان ينهي محمد جملته حتى اعطى الحارس على برج المراقبة اشارة "جمع راكض آتي باتجاهنا"
"استعدوا "أعطى رعود أمره ليتحركوا كل الى موقعه
كان المشهد مزري بقدر ما هو مؤلم نساء أطفال ...رجال مصابون يركضون للنجاة بحياتهم كأن وحشا يجري خلفهم وما أن وصلوا الى النقطة الحدودية حتى ألقوا نفسهم عليهم كأنهم لا يصدقون نفسهم أنهم نجوا
استمر الأمر بعض الوقت وتلاحق دخول الفارّيين بينما عددهم يتضاءل
استلمهم حرس الحدود بعضهم قد وجه الى المخيمات والاخر الى الاسعاف
زفر رعود يكره هذه المشاهد النساء والاطفال المُرعوبين والرجال الذين لا حيلة لهم مصابون أو تقطعت بهم السبل كم رأت عيونهم من الهوان والويلات قبل ان يصلوا اليهم نظر رعود الى طاقم الاسعاف الذي يعالج احدى الصغيرات مصابة في يدها وطبع على وجهها آثار البؤس والهم رغم سنين عمرها الصغيرة تقدم يساعد أحد الرجال قبل أن يسمع الصراخ الهستيري القادم من مدخل الحدود نظر ليرى أمامه فتاة ...إمرأة لا يدري شعثاء حافية القدمين ترتدي ما كان سابقا عباءة لكنها بالكاد تغطيها فهي ممزقة من عدة اماكن آثار دماء جافة على يديها وجبينها تصرخ بخوف وفجع ولا يستطيع احد الاقتراب منها سحب احدى بطانيات الاسعاف وتقدم منها يضعها عليها بحركة خرقاء منها حاولت ان تتفلت منه لكنه احكم امساكها يقول لها "اهدئي أنت في امان "
سكنت بين يديه قبل ان تنظر له عينان خضروان تاه في لونها احس أنها تكلمه تلومه تشكي له ما مرت به بينما امواج من الدموع تغرقها بسخاء وجسدها يرتخي بين بديه فاقدة للوعي
تقدمت احدى الطبيبات لتساعده في حملها الى سيارة الاسعاف سلمها لهم ليعود الى موقعه شاعرا بان هناك فجوة في صدره كأن سهما اخترق قلبه ليخرج من الجهة الاخرى تاركا فراغا داخله سار حتى وصل الى المكان الذي وجدها به ليرى حقيبة جلدية اخذها متأكدا أنها تخصها حتى قبل أن يفتحها حاول أن يعيدها لها لكن سيارة الاسعاف غادرت بها لتتركه وحيدا مع حقيبتها وذكرى عينان تحمل لوم الدنيا له
***********
"مهلا ...مهلا ما الذي تقوله مؤمن لا أكاد أفهم شيء هل تزوجت مرغما زواج حق ما الذي يعنيه هذا "
هتفت مارغريت
"دعك من كل هذا ...لقد تزوجت طفلة بالكاد اتمت الثامنة عشر من عمرها هل تعرفي معنى هذا أنا لا اعرف كيف اتصرف "
"كل شيء له حل قلت أن لديك عام حتى تتزوجها فعليا ، يمكننا العمل لتتدرب على ضبط النفس اذا كان يهمك امرها "
"حتى لو لم يهمني مارغريت ، انت لا تتوقعي مني ان أظهر حقيقتي أمامها "
**********

صبابة العشق الجزء الثاني من سلسلة (إني عشقتك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن